1:02 صباحًا / 10 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

الدوحة تشتعل ، هل أفشلت إسرائيل وساطة قطر ؟ ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

الدوحة تشتعل : هل أفشلت إسرائيل وساطة قطر؟ بقلم : الصحفي سامح الجدي

في تطور خطير وغير مسبوق، شهدت العاصمة القطرية الدوحة فجر التاسع من سبتمبر 2025 ضربة جوية إسرائيلية استهدفت قيادات بارزة في حركة حماس، خلال ما وصف بأنه اجتماع مغلق لمناقشة مقترحات التهدئة ووقف إطلاق النار. هذه الضربة، التي وُصفت بأنها دقيقة وجريئة، جاءت في وقت حساس للغاية، حيث كانت قطر تلعب دور الوسيط الرئيسي بين حماس وإسرائيل بوساطة أمريكية.

فما هي أبعاد هذه العملية؟ وهل كانت ناجحة فعلاً؟ وما تأثيرها على فرص وقف الحرب المستعرة في غزة منذ شهور؟

ضربة في قلب الوساطة

الهجوم استهدف مبنىً في أحد أحياء الدوحة، حيث كانت تجتمع شخصيات بارزة من قيادة حماس السياسية، من بينهم خليل الحية وربما خالد مشعل، بحسب بعض التقارير. وبالرغم من تضارب المعلومات حول وقوع إصابات قاتلة في قيادة حماس، فإن مجرد تنفيذ العملية داخل الأراضي القطرية يضع المنطقة أمام مرحلة جديدة من التصعيد.

قطر، التي استثمرت سنوات من علاقاتها المعقدة مع جميع الأطراف، وجدت نفسها فجأة في قلب العاصفة. فاستهداف حماس على أراضيها ليس فقط تهديدًا لأمنها السيادي، بل أيضًا تشكيكًا في قدرتها على لعب دور الوسيط “الموثوق” في أعقد نزاعات الشرق الأوسط.

احتمالات النجاح والفشل

  1. نجاح تكتيكي؟

إسرائيل بررت الضربة بأنها رد مباشر على هجوم نُفذ في القدس قبل أيام، واتهمت قيادة حماس الخارجية بتدبيره. من الناحية الاستخباراتية، يرى البعض أن الضربة تعكس اختراقًا دقيقًا في المعلومات والقدرة على استهداف قيادات بعيدة عن ساحة القتال.

وفي حال تأكد مقتل أو إصابة قيادات بارزة، فقد تشهد حماس نوعًا من الارتباك السياسي أو التفاوضي، ما يُنظر إليه في تل أبيب كعامل ضغط إضافي لدفع الحركة نحو تنازلات.

  1. فشل استراتيجي؟

لكن على الجانب الآخر، هناك من يرى أن العملية قد تفشل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، بل ربما تؤدي إلى نتائج عكسية:

حماس لم تُنهك بعد، وقياداتها الداخلية ما تزال فاعلة في غزة.

العملية أحرجت قطر أمام حلفائها وأعدائها على السواء.

قد تدفع الحركة لتبني مواقف أكثر تشددًا بدلاً من الانخراط في مفاوضات.

كما أن ضرب أهداف داخل دولة ذات سيادة مثل قطر يُعد تصعيدًا دبلوماسيًا خطيرًا، قد يُعيد ترتيب التحالفات الإقليمية بشكل لا يصب في مصلحة إسرائيل على المدى الطويل.

أثر الضربة على فرص وقف الحرب

قبل الضربة، كانت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في مراحل متقدمة، بوساطة قطرية وأمريكية ومصرية. لكن بعد هذا الهجوم، تغيرت المعادلة:

قطر قد تُراجع دورها، أو تُجبر على تقليص وساطتها، خاصة بعد الإحراج الذي لحق بها أمام الرأي العام.

حماس قد ترفض العودة إلى الطاولة ما دامت قياداتها باتت مستهدفة في أي مكان.

مصداقية الولايات المتحدة كوسيط محايد تضررت، خاصة إن تأكد أنها أُبلغت مسبقًا بالضربة.

كل هذه العوامل تُضعف فرص التهدئة، وتُبقي احتمال استمرار الحرب مفتوحًا على مصراعيه، مع تصاعد الخسائر الإنسانية في قطاع غزة.

رسائل أبعد من حماس

لم تكن الرسالة موجهة فقط إلى حماس، بل إلى كل من يعتقد أن الخارج قد يكون “ملاذًا آمنًا” لقيادات المقاومة. كما أن الرسالة موجهة ضمنيًا إلى دول مثل تركيا ولبنان، بأن لا أحد خارج نطاق الاستهداف.

في الوقت نفسه، يطرح هذا الهجوم تساؤلات حول مستقبل الصراعات في المنطقة: هل تنتقل المواجهة من حدود غزة إلى ساحات أخرى؟ وهل أصبح القانون الدولي مجرد حبر على ورق؟

ختامًا: مرحلة جديدة من الصراع؟

ما جرى في الدوحة ليس مجرد محاولة اغتيال، بل نقطة تحول. فإما أن تُستغل هذه اللحظة لإعادة تقييم المسارات والضغط من أجل تسوية، أو أن تكون شرارة لموجة أوسع من التصعيد.

إسرائيل قد تكون ربحت ضربة، لكن الرهان الحقيقي هو على ما إذا كانت قد خسرت السلام.

شاهد أيضاً

عائلات الأسرى الإسرائيليين: الهجوم في قطر يزيد المخاوف على حياة أبنائنا

شفا – عبرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، عن مخاوفها على حياة أبنائها المحتجزين في قطاع …