بين الخيام والوجع ، بقلم : سماحه حسون

بين الخيام والوجع ، بقلم : سماحه حسون

هنا الخيام، وهنا الصمت يعلو على كل صرخة.
هنا اليتم يطرق أبوابنا، والوجع يجلس على حواف أرواحنا،
لكننا نرفض الانكسار، نرفض أن يُطوى الطفولة بين الجدران الممزقة.

كل وجه هنا حكاية، وكل عين تحمل سؤالاً لم يُجب عليه أحد.
النساء يزرعن دموعهن على أطراف الأرض،
والرجال يحملون الصبر مثل سيف، لكنه سيف بلا حدة،
يقطع الظلام لكن لا يجرح الحب الذي ما زال حياً.

هنا الطفولة تختبئ بين الخيام،
تبحث عن ضحكة، عن حلم، عن لعبة لم تُسرق بعد.
نحن نحمي هذه الابتسامة كما تحمي السماء الطيور،
نرعاها رغم الحريق، رغم الصقيع، رغم أنفاس الطغاة.

هنا، بين الرماد والخوف،
تنبض القلوب بالوطن،
تردد أسماء المدن الممزقة،
وتتحدى الحدود التي قسمتنا،
لتذكرنا بأننا معاً، رغم كل الانكسارات،
معاً نصنع وطنًا من كل شيءٍ باقٍ فينا: من ذكريات، من صمت، من دموع.

هنا الصرخة تصبح دعاء، والحزن يصبح قوة.
هنا نعلم أن الحياة، مهما أوجعتنا،
ستظل تنتظرنا لننبت فيها ضوءًا جديدًا،
لنزرع في وجه كل ظلم زهرة،
ولنعلّم الأطفال أن البسمة لم تمت بعد،
وأن الحب حاضر، حتى في أحلك الخيام.

سماحه حسون