5:30 مساءً / 7 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

واقع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ومشاركة الشباب الشكلية في ظل الحرب ، بقلم : حسام بني عودة

واقع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ومشاركة الشباب الشكلية في ظل الحرب ، بقلم : حسام بني عودة

واقع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ومشاركة الشباب الشكلية في ظل الحرب ، بقلم : حسام بني عودة



المقدمة

تُعتبر مؤسسات المجتمع المدني في فلسطين أحد الأعمدة الأساسية التي يفترض أن تساهم في تعزيز الصمود، وحماية الحقوق، وتوفير الخدمات في ظل الاحتلال والحروب المتكررة. غير أن الواقع العملي يكشف عن فجوة واضحة بين الدور المتوقع من هذه المؤسسات وما تقوم به فعليًا، خصوصًا فيما يتعلق بإشراك الشباب، الذين يمثلون الشريحة الأكبر والأكثر ديناميكية في المجتمع الفلسطيني.

واقع مؤسسات المجتمع المدني في فلسطين

يبلغ عدد مؤسسات المجتمع المدني العاملة في فلسطين أكثر من 3,500 مؤسسة مسجلة لدى الجهات الرسمية، تتنوع أنشطتها بين الإغاثة الإنسانية، التعليم، الصحة، التنمية، والدفاع عن حقوق الإنسان. إلا أن غالبية هذه المؤسسات تعتمد بشكل أساسي على التمويل الخارجي، حيث تشير التقديرات إلى أن ما يزيد عن 60% من مشاريعها تُصمم وتُنفذ وفقًا لاشتراطات الممولين، وهو ما يحد من قدرتها على الاستجابة الحقيقية لأولويات المجتمع الفلسطيني.

هذا الاعتماد المفرط على التمويل الخارجي جعل العديد من المؤسسات تنزلق نحو العمل الشكلي أو المكتبي، بدلًا من العمل الميداني الفعّال، خصوصًا في أوقات الأزمات والعدوان، حيث تبرز الحاجة لمرونة أكبر وسرعة في الاستجابة.

الشباب والمشاركة الشكلية

يشكل الشباب الفلسطيني ما نسبته أكثر من 30% من إجمالي السكان تحت سن 30 عامًا، ما يعني أنهم يشكلون القوة البشرية الأكبر في المجتمع. ورغم ذلك، فإن مشاركتهم في مؤسسات المجتمع المدني غالبًا ما تكون رمزية أو شكلية.

دراسات وتقارير شبابية حديثة تُظهر أن نحو 70% من الشباب المشاركين في هذه المؤسسات يعتبرون أن دورهم يقتصر على الحضور في أنشطة وورش تدريبية، أو المشاركة كواجهة إعلامية، دون أن تتاح لهم فرص حقيقية لصناعة القرار أو قيادة المبادرات. هذا الواقع ساهم في خلق حالة من الاغتراب لدى الشباب عن هذه المؤسسات، وزاد من فقدان الثقة بدورها المجتمعي.

تأثير الحرب على واقع المجتمع المدني

الحرب الأخيرة على غزة، وما خلفته من أكثر من 60 الف شهيد وجريح وآلاف المباني المدمرة، وضعت المجتمع الفلسطيني أمام تحديات غير مسبوقة. في هذه الأجواء العصيبة، برزت مبادرات شبابية تطوعية عفوية في الميدان: من إنقاذ المصابين، وتنظيم حملات إغاثة، وتوزيع المساعدات، وصولًا إلى حملات الدعم النفسي للأطفال.

في المقابل، ظهرت بعض مؤسسات المجتمع المدني عاجزة عن الاستجابة السريعة بسبب القيود البيروقراطية وارتباطها بشروط التمويل، مما أبرز الفجوة بين المبادرات الشعبية التي يقودها الشباب، وبين المؤسسات الرسمية التي يُفترض أن تكون داعمًا رئيسيًا.

التحديات الرئيسية


⦁ التبعية للتمويل الخارجي
⦁ المشاركة الشكلية للشباب: غياب آليات واضحة لتمكين الشباب وإدماجهم في عملية صنع القرار.
⦁ ضعف التنسيق بين المؤسسات: ما يؤدي إلى تكرار المشاريع وتشتت الجهود.
⦁ غياب آليات المساءلة المجتمعية: ما يقلل من الشفافية ويضعف ثقة الجمهور.

التوصيات


⦁ تمكين الشباب من خلال منحهم أدوار قيادية فعلية في التخطيط والتنفيذ والمتابعة.
⦁ تنويع مصادر التمويل بالاعتماد على موارد محلية لتعزيز الاستقلالية.
⦁ تعزيز المساءلة والشفافية داخل المؤسسات لضمان ثقة المجتمع.
⦁ بناء شراكات حقيقية مع المبادرات الشبابية التي أثبتت فعاليتها خلال الأزمات.
⦁ تطوير برامج استجابة طارئة أكثر مرونة وسرعة في مواجهة الكوارث والحروب.

  • – حسام احمد عيد بني عودة – ناشط مجتمعي .

شاهد أيضاً

رئيس الوزراء يستقبل وفدا من اتحاد أبناء رام الله ويثّمن دعمهم للمشاريع الصحية والإنسانية

شفا – استقبل رئيس الوزراء محمد مصطفى، اليوم الأحد، في مكتبه برام الله، وفداً من …