شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
“الغزي” بين النزوح والجوع .. خوف يومي لا يهدأ وأمل مؤجل بالحياة ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
يعيش المواطن الغزي اليوم بين مطرقة النزوح وسندان الجوع، في واقعٍ بات عنوانه الخوف والقلق، فيما الأمل بالحياة الكريمة يبقى مؤجلاً إلى أجل غير معلوم.
نزوح لا يتوقف
لم يعد النزوح في غزة حدثاً عابراً، بل أصبح جزءاً من تفاصيل الحياة اليومية. فمع كل جولة عدوان جديدة، يضطر عشرات الآلاف من العائلات إلى ترك بيوتهم واللجوء إلى المدارس أو الملاجئ أو بيوت الأقارب. كثيرون يعودون ليجدوا منازلهم ركاماً، فيما آخرون يعيشون حالة تنقل دائم بحثاً عن ملاذ آمن، وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة.
ضيق الحال ومرارة الجوع
إلى جانب النزوح، يواجه المواطن الغزي ضائقة اقتصادية خانقة. فما يحمله في جيبه بالكاد يكفي لتأمين قوت يومه، في ظل غلاء الأسعار وتراجع فرص العمل إلى أدنى مستوياتها. بعض العائلات تعتمد على المساعدات الإنسانية أو الدَّين لتأمين احتياجاتها الأساسية، بينما تتحول أبسط المتطلبات – من وجبة ساخنة أو علبة حليب – إلى تحدٍّ يومي يثقل كاهل الأسر.
خوف دائم وقلق مستمر
الواقع المعيشي القاسي يضاعف منسوب القلق والخوف لدى الغزيين. فهم يعيشون بين:
خوف من أن يتحول النزوح المؤقت إلى قدر دائم.
خوف من الجوع والحرمان.
خوف من مستقبل مجهول لأطفال لا يعرفون غير مشاهد الحرب والحصار.
هذا القلق المستمر جعل من غزة مكاناً يعيش فيه الناس بأجسادهم، بينما أرواحهم معلقة بين الأمل والانتظار.
الحاجة إلى تضامن عاجل
في ظل هذه المعاناة المركبة، تبرز الحاجة إلى تدخل إنساني عاجل يوفّر شبكات أمان اجتماعي ويعزز صمود السكان. فالمساعدات لم تعد ترفاً أو عملاً خيرياً، بل ضرورة قصوى لضمان حياة ملايين يعيشون في دائرة الفقر والنزوح والحرمان.
خاتمة
المواطن الغزي لا يبحث عن رفاهية، بل عن الحد الأدنى من مقومات الحياة: بيت آمن، ورغيف خبز، وطمأنينة لأطفاله. لكن ما بين شبح النزوح ومرارة الجوع يبقى الخوف هو العنوان، فيما الأمل بالحياة الكريمة مؤجلاً إلى أن تنكسر قيود الحصار والحروب.
