2:11 مساءً / 2 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

منظمة شانغهاي للتعاون : الصين تقدم حكمة وقوة لتحسين الحوكمة العالمية ، بقلم : تشو شيوان

منظمة شانغهاي للتعاون: الصين تقدم حكمة وقوة لتحسين الحوكمة العالمية ، بقلم : تشو شيوان


اجتمعت قمة منظمة شانغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية بحضور أكثر من 20 زعيماً عالمياً، في لحظة تاريخية تعكس تحولاً جيوسياسياً عميقاً وتؤكد صعود نموذج جديد للعلاقات الدولية تقوده الصين ودول العالم الجنوبي. هذا التجمع الضخم، الذي يضم دولاً تمثل نصف سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، لم يكن مجرد اجتماع دبلوماسي عادي، بل كان رسالة قوية مفادها أن النظام العالمي الأحادي القطبية لا يساهم في تحسين الحوكمة العالمية، وأن مستقبل العالم سيتحدد من خلال المنفعة المتبادلة والفوز المشترك والتعددية الحقيقية وليس من خلال الهيمنة والاستقطاب.

من وجهة نظر صينية، لا يُقاس نجاح المنظمة ببيانات ختامية مُنمّقة، بل بقدرتها على تحويل العضوية الواسعة والموارد الهائلة إلى مشاريع ملموسة حقيقية، ولهذا شدّد الرئيس الصيني شي جين بينغ على ضرورة “ممارسة التعددية الحقيقية” ورفض “الهيمنة وسياسات القوة”، داعيًا إلى “تعزيز ديمقراطية العلاقات الدولية وتمثيل الدول النامية”، أيضاً في كلمته خلال القمة، دان الرئيس الصيني شي جين بينغ “عقلية الحرب الباردة” وسياسة الترهيب التي تنتهجها بعض الدول، ودعا إلى نظام عالمي قائم على العدالة، وقائلاً: “يجب علينا تعزيز منظور تاريخي للحرب العالمية الثانية ومعارضة عقلية الحرب الباردة ومواجهة الكتل وسياسات الترهيب”. هذا التصريح لم يكن مجرد شعار سياسي، بل كان تعبيراً عن رؤية استراتيجية تتبناها الصين ودول منظمة شانغهاي للتعاون لمواجهة التحديات العالمية المشتركة.

في ظل موجة الحمائية العالمية المتصاعدة والصراعات التجارية التي تشنها بعض الدول الغربية، تبرز منظمة شانغهاي للتعاون كمنصة حيوية للدفاع عن التعددية، اقتصاديًا، تعزّز هذه المقاربة رؤية بكين لـ”تعدديّة قطبية متكافئة ومنظّمة”، إذ تربط مبادرة الحزام والطريق بمشاريع الطاقة والبنية التحتية والتسويات المالية المحلية. وطرح الرئيس شي مبادرة الحوكمة العالمية خلال القمة بعد مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية خلال السنوات الماضية، وذلك رسالة واضحة حول الموقف الصيني تجاه بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب.

اللقاءات الثنائية على هامش القمة، مثل اجتماع الرئيس شي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أظهرت نضجاً دبلوماسياً وإدراكاً لأهمية تجاوز الخلافات لتحقيق المصالح المشتركة، حيث أكد شي أن الصين والهند “شريكتان في التعاون، وليستا متنافستين”، وأن البلدين يمثلان “فرصاً تنموية لبعضهما البعض وليس تهديدات”، وأجد أن هذا النهج في التعامل مع العلاقات الدولية، القائم على التعاون وليس المواجهة، يقدم نموذجاً بديلاً للنموذج الغربي القائم على الصراع والهيمنة.

أعتقد أن مستقبل منظمة شانغهاي للتعاون سيكون مشرقاً، فالتوسع المستمر في عضوية المنظمة، حيث تدرس مزيد من الدول الانضمام إليها، يؤكد نجاح هذا النموذج وقدرته على جذب دول من مختلف القارات، والمنظمة اليوم لم تعد مجرد تجمع أمني إقليمي، بل تحولت إلى منصة عالمية للتعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي وهي أكبر منظمة إقليمية في العالم، وتقدم بديلاً واقعياً للنموذج الغربي. كما أن تبني استراتيجية التنمية للعقد المقبل خلال القمة الحالية يؤكد أن المنظمة لديها رؤية مستقبلية واضحة وطموحة.

ختاماً، يمكن القول إن قمة تيانجين لمنظمة شانغهاي للتعاون لم تكن مجرد اجتماع دوري للمنظمة، بل كانت لحظة فارقة في مسيرة تعددية الأقطاب العالمية. نجاح الصين في قيادة هذه المنظمة وتوحيد دول ذات مصالح وتوجهات مختلفة على أساس روح شانغهاي المتمثلة في في “الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الحضاري والسعي وراء التنمية المشتركة”، وذلك يثبت أن النموذج الصيني في الحوكمة العالمية قادر على تقديم إجابات واقعية لمواجهة التحديات والأزمات الدولية بشكل مشترك.

(ملاحظة) إقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة

شاهد أيضاً

مدير عام الشرطة اللواء علام السقا يبحث مع رئيس بعثة “مياديت” الإيطالية تعزيز التعاون في مجالات التدريب

شفا – بحث اللواء علام السقا مدير عام الشرطة ، اليوم الثلاثاء مع العقيد كلاو …