12:06 صباحًا / 1 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

ثلاثية أمنية في الزيتون والصبرة وخان يونس ، … جيش الاحتلال ومأزق غزة ، بقلم : بديعة النعيمي

ثلاثية أمنية في الزيتون والصبرة وخان يونس…جيش الاحتلال ومأزق غزة ، بقلم : بديعة النعيمي

وقعت في غزة ليلة ٢٩/اغسطس/٢٠٢٥ ثلاثة أحداث أمنية نوعية، بدأت من حي الزيتون شرق المدينة، مرورا بحي الصبرة جنوبها، وانتهاء بخان يونس جنوب القطاع.


حيث فرضت هذه الأحداث معادلات اشتباك جديدة بين المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام، وجيش الاحتلال الذي لا زال يغوص في وحل مآزق القطاع منذ السابع من أكتوبر/٢٢٣ وإلى اليوم.

في حي الزيتون، شكلت العملية الأمنية نقطة تحول ميدانية، حيث نفذت وحدة خاصة من كتائب القسام كمينا محكما ضد قوة صهيونية متقدمة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود، وسط تقارير إعلامية عبرية عن تفعيل “إجراء هانيبعل” وهو بروتوكول عسكري صهيوني يقضي بمنع وقوع أي جندي في الأسر حتى لو تطلب الأمر قتله. تفعيل هذا الإجراء يعكس حجم المفاجأة التي تعرضت لها القوة المتوغلة، ويعيد إلى الأذهان عمليات مشابهة وقعت في معارك سابقة في الشجاعية وخان يونس، حيث أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على إدارة الاشتباك في ظروف معقدة وتحت ضغط ناري كثيف.

أما عن حي الصبرة، والذي يتوغل فيه جيش الاحتلال ضمن حملة ممنهجة تهدف لتفريغ الأحياء المتبقية في المدينة من سكانها، وفرض “التهجير بالقصف”، وهو نهج اتبعته دولة الاحتلال منذ الأيام الأولى للعدوان عبر تدمير الأحياء بالكامل كما جرى في الزيتون والتفاح وجباليا. فالحدث فيه يأتي كرد من المقاومة لتثبت أنها تتمسك بالبقاء والمواجهة وعدم التخلي عن غزة وأهلها، في مناطق مهددة بالإبادة، ما يقوض الرواية الصهيونية عن “تطهير أمني” مؤقت.

أما الحدث الثالث في خان يونس، فما هو إلا استمرار لمعركة طويلة تدور جنوب القطاع منذ أشهر، حيث تحولت المدينة إلى ساحة اشتباك مركزي بسبب موقعها الاستراتيجي، ووجود بنية تحتية مقاومة عالية التنظيم. ويشير القتال الذي جرى ولا زال بما فيه حدث ليلة أمس إلى فشل الاحتلال في حسم المعركة هناك، رغم استخدامه كل أدوات القوة التقليدية وغير التقليدية.

الأهم من ذلك، أن بسالة رجال كتائب القسام في هذه الأحداث الثلاثة تجسد معادلة جديدة في الحرب، تكمن في أن المقاومة تستخدم الهجوم التكتيكي، برغم البيئة شديدة التعقيد وبرغم المراقبة الجوية الدقيقة من قبل طائرات العدو.

كما أن قدرة القسام على إدخال جنود الاحتلال في كمائن محكمة، والتأثير المعنوي الناتج عن فقدانهم أو أسرهم، يعيد للواجهة عنصر الردع الذي سعت دولة الاحتلال إلى تحييده عبر حملات عسكرية ضخمة.

إن مثل هذه الأحداث إنما تعكس استمرار الفشل الصهيوني في تحقيق أهدافه الرئيسية والتي تضمنت منذ بداية الحرب ،القضاء على حماس وبقية فصائل المقاومة، وكسر الإرادة القتالية لديها، وأخيرا فرض نموذج أمني على غزة.

وأخيرا يمكننا القول بأن هذه الليلة كشفت عن حقيقة راسخة، أن المقاومة في غزة، ورغم الحصار والدمار والخسائر، ما زالت فاعلا عسكريا وسياسيا صلبا يمتلك فرض المعادلات، ويعيد صياغة الميدان وفق معايير جديدة، تحرج الاحتلال وتربك حساباته وخاصة أن هناك معلومات لم تتأكد بعد عن أربعة من الجنود المفقودين الذين قد يكونوا قد وقعوا في الأسر..

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأحد 31 أغسطس كالتالي : سعر أونصة الذهب عالمياً …