8:46 مساءً / 1 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

الضفة الغربية إلى أين ؟ بقلم : علاء عاشور

الضفة الغربية إلى أين ؟ بقلم: علاء عاشور

تشهد الضفة الغربية في هذه المرحلة الحرجة تصعيداً استيطانياً غير مسبوق، يتجلى في مشاريع كبرى مثل مشروع E1 ومخططات الضم التي تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى فرضها كأمر واقع. هذا التحرك الاستيطاني لا يمثل مجرد توسع عمراني، بل يعد منعطفاً خطيراً في مسار القضية الفلسطينية برمتها، إذ يهدد بإجهاض أي أفق سياسي قائم على حل الدولتين، ويدفع نحو واقع استعماري يكرّس الاحتلال ويقوض حلم الدولة المستقلة.

ومع اقتراب شهر سبتمبر وما يحمله من وعود متجددة حول الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، تبرز أسئلة ملحّة: ما الذي يجب على القيادة الفلسطينية فعله لمواجهة هذه اللحظة الفارقة؟

من المؤكد أن تعزيز البيت الداخلي الفلسطيني يمثل خطوة أولى وضرورية. فالدعوة إلى صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات شاملة تعيد الشرعية للمؤسسات السياسية وتضخ دماءً جديدة في الجسد الوطني، هي مطالب مشروعة طال انتظارها. إن بناء مؤسسات أكثر شفافية ومصداقية، من شأنه أن يقوي الموقف الفلسطيني في مواجهة الضغوط الدولية، ويمنح القيادة أوراق قوة إضافية في معركة تثبيت الحقوق.

غير أن الجهد الفلسطيني وحده لا يكفي. فالقضية الفلسطينية، بما تمثله من عمق استراتيجي وقومي، تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إسناد عربي حقيقي، يتجاوز الخطابات إلى خطوات عملية على الأرض: دعم سياسي موحد في المحافل الدولية، وتنسيق اقتصادي يخفف من أعباء الاحتلال على المواطن الفلسطيني، وتفعيل أدوات الضغط الدبلوماسي على الحكومات الغربية لإيقاف مشاريع الضم والاستيطان.

إن ما يجري في الضفة الغربية ليس شأناً فلسطينياً صرفاً، بل هو اختبار لمصداقية النظام العربي في الدفاع عن قضاياه المركزية. فالتاريخ لن يرحم من يتخلى عن القدس وعن فلسطين في هذه اللحظة الحرجة.

وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحاً:
هل سينجح الفلسطينيون، بدعم أشقائهم العرب، في تحويل سبتمبر القادم إلى محطة مفصلية نحو الاعتراف بدولة مستقلة ذات سيادة، أم سيترك الاحتلال ليستفرد بالأرض والحقوق؟

شاهد أيضاً

مستوطنون يحرقون أراضي زراعية في بلدة سعير شمال شرق الخليل

مستوطنون يحرقون أراضي زراعية في بلدة سعير شمال شرق الخليل

شفا – أحرق مستوطنون، مساء اليوم الإثنين، أراضي زراعية في بلدة سعير، شمال شرق الخليل. …