
شفا – اكدت الجبهة العربية الفلسطينية ان الشعب الفلسطيني في الثامن من كانون الأول عام 1987، لم يكن يكتب مجرد حدثٍ وطني عابر، بل كان يفتح بوابة جديدة في تاريخ النضال الإنساني، حين تحولت الشوارع والأزقة والمخيمات إلى مسرحٍ للكرامة الحية، وحين صار الحجر لغةً ما سياسية، والطفل مدرسة، والمرأة طليعة، والجماهير روحاً توحدت تحت راية الوطن.
واضافت الجبهة لقد أخذ شعبنا زمام المبادرة، وأعلن للعالم أن الاحتلال مهما طال عمره، يظل غريباً عن هذه الأرض، وأن الشعب الذي يملك جذوراً في التاريخ لا يمكن لأي قوة أن تقتلع حقه.
وتابعت الجبهة، ونحن نحيي الذكرى الثامنة والثلاثين للانتفاضة الشعبية المباركة، لا نفعل ذلك بنبرة الحنين، بل بوعيٍ مؤلمٍ لحقيقةٍ شديدة الوضوح: أن الظروف التي فجرت انتفاضة 1987 تعود اليوم بأشكالٍ أشد قسوة، وأن الجرائم التي يقترفـها الاحتلال في غزة والضفة والقدس ليست سوى امتداد لذات العقيدة الاستعمارية التي حاول شعبنا مواجهتها يوم رفع الحجر في وجه الاحتلال، وهتف “الموت ولا المذلة.
واكدت الجبهة ان ما يجري اليوم من حرب إبادة شاملة في غزة، وعمليات التهجير القسري، وتجريف الأرض، وهدم البيوت، وفرض العقاب الجماعي، في كل الارض الفلسطينية ليس سوى الوجه الأكثر وحشية لسياسةٍ بدأت منذ نكبة 1948، مروراً بكل موجات التطهير العرقي وصولاً إلى محاولات سحق إرادة الفلسطيني في 1987. ومع ذلك، وكما كان في الانتفاضة، ينهض الفلسطيني اليوم من تحت الركام، يحمل الجرح ولا يتخلى عن الحق، ويصنع بألمه معنى جديداً للصمود.
واضافت الجبهة ان الدرس الأعمق للانتفاضة الأولى لا يكمن في صورها الرمزية وحدها، بل في بنيتها الروحية والسياسية حيث شعباً موحداً خلف راية واحدة يصبح قوة لا تُقهر. وأن غياب الوحدة الوطنية يفتح ثغرات في الجدار الذي نحمي به وجودنا الجمعي. ولذلك، فإن الوفاء الحقيقي لذاكرتنا النضالية يتطلب أن نعيد بناء بيتنا الوطني، وأن ننهي الانقسام كأولوية وجودية لا كخيار سياسي، وأن نعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الإطار الجامع والممثل الشرعي الوحيد والقيادة الوطنية التي تتسع للجميع.
واوضحت الجبهة، لقد أثبتت الانتفاضة أن المقاومة الشعبية، حين تكون عابرة للفصائل وممتدة بين الريف والمدينة والمخيم، تصبح فعلاً تاريخياً يفرض على العالم قراءة جديدة للصراع. واليوم، في ظل حرب الإبادة ومحاولات تهجير شعبنا، تبرز الحاجة لإحياء نموذج الانتفاضة بوسائل جديدة، وتطوير أشكال المقاومة الجماهيرية، وخلق حالة ضغط وطني موحد يحمي شعبنا ويمنع تصفية قضيتنا.
وقالت الجبهة اننا، إذ نستحضر هذه الذكرى العميقة، نؤكد أن مواجهة التحديات تتطلب رؤية سياسية جريئة، واستعادة المبادرة الفلسطينية، ورفض تحويل شعبنا إلى ساحة لصراعات الآخرين، والارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية التي يصنعها تضحيات الشهداء والأسرى وأهلنا الصامدين في كل مكان.
واضافت الجبهة في ذكرى الانتفاضة الأولى، نعيد التأكيد أن فلسطين لم تكن يوماً قضية قوة عسكرية، بل قضية إرادة. وأن شعباً يحمل ذاكرة المقاومة والكرامة لا يمكن أن يُهزم. وأن كل جيل فلسطيني، منذ الحجر وحتى المقاومة الشعبية اليوم، يكتب الفصل ذاته: فصل الوجود والحرية والحق الذي لا يسقط بالتقادم.
المجد لروح الانتفاضة، ولشهدائها، ولأسرانا وجرحانا،
والنصر لشعبنا الفلسطيني الذي ما زال ينهض رغم كل الجراح.
الجبهة العربية الفلسطينية
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .