9:15 مساءً / 25 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

الأمم المتحدة تصدر قرار الفصل بشيوع المجاعة بغزة ، بقلم : آمنة الدبش

الأمم المتحدة تصدر قرار الفصل بشيوع المجاعة بغزة ، بقلم : آمنة الدبش

أعلنت الهيئة الدولية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) في 22 أغسطس/آب 2025م وقوع مجاعة رسمية في مدينة غزة في أول إعلان من نوعه بالشرق الأوسط الإعلان أثار صدمة دولية وفتح الباب أمام أسئلة قانونية حول استخدام التجويع كسلاح حرب فيما يتواصل نزيف الأرواح وسط نقص حاد في الغذاء والدواء.

المعايير الدولية المعتمدة لإعلان المجاعة تستند إلى نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) وهو المرجعية العالمية التي تدعمها الأمم المتحدة ، ولكي يُعلن رسمياً أن هناك مجاعة يجب أن تتحقق ثلاث شروط أساسية معاً .
1- انعدام الأمن الغذائي الحاد لدى السكان
ما لا يقل عن 20% من الأسر تعاني من نقص حاد في الغذاء.
2- معدلات سوء التغذية الحاد عند الأطفال
أكثر من 30% من الأطفال الصغار يعانون من سوء التغذية الحاد أو الهزال.
3- معدل الوفيات المرتبطة بالجوع
ما يزيد عن حالتي وفاة يومياً لكل 10 آلاف شخص من البالغين، أو 4 وفيات يومياً لكل 10 آلاف طفل.
في حالة غزة تقارير IPC ومنظمة الصحة العالمية أكدت أن هذه الشروط الثلاثة قد تحققت بحلول أغسطس 2025م وهو ما دفع إلى الإعلان الرسمي عن المجاعة.

▪︎ مشاهد إنسانية من الميدان

تقارير ميدانية وصحفية في غزة تصف صفوفاً طويلة تحت الشمس الحارقة على أمل الحصول على وجبة واحدة وأطباء يتعاملون مع أطفال بأوزانٍ أقل كثيراً من المنحنيات القياسية وصحة أمهات متدهورة بسبب انعدام التغذية أثناء الرضاعة، هذه المشاهد الحية تُترجم الأرقام الباردة التي نشرتها تقارير الـIPC ومنظمة الصحة العالمية وتجعل من المجاعة حقيقة ملموسة يعيشها الناس لحظة بلحظة لا مجرد توصيف إحصائي.

تتوالى في غزة مشاهد الموت جوعاً وصراع سوء التغذية ليعيد إلى الذاكرة أسوأ صفحات الحروب البشرية في التاريخ والتي تعكس حجم المعاناة اليومية حيث تمارس إسرائيل منذ أشهر سياسة تجويع ممنهجة بحق أكثر من مليوني مدني من خلال منع دخول الغذاء والدواء والماء والوقود واستهداف المرافق الزراعية والطبية وعرقلة عمل منظمات الإغاثة.

▪︎ مشهد الجسد الهزيل

من غرفة الطوارئ بمستشفى ناصر يرقد آدم (عام ونصف) جسده الهزيل ملفوف ببطانية أكبر من حجمه يحاول الطبيب إدخال إبرة تغذية وريدية لكن الأوردة اختفت من شدة الضعف تنظر الأم بعيون دامعة
“لم يعد يبكي مثل قبل صار صامتاً وكأن الجوع سرق صوته “.

أبو ياسر (50 عاماً) يقف في طابور طويل منذ الفجر بانتظار وصول شاحنة المساعدات يضع يده على بطنه الخاوية يفكر فقط في أطفاله الأربعة وبصوت خافت متحدثاً “كل يوم نأتي هنا وننتظر وأحياناً نغادر بخيبة أمل أصعب لحظة هي العودة إلى أطفالي بلا طعام وإخبارهم أن اليوم لن يكون هناك وجبة.”


يروي كريم (9 سنوات) حلمت أنني كنت أجلس على طاولة مليئة بالتفاح والبرتقال أكلت حتى شبعت لكن عندما استيقظت وجدت نفسي جائعاً ولا شيء أمامي سوى كأس ماء.”
مع ذلك لم تسلم منصات التواصل الاجتماعي من كونها ساحة لرصد وتوثيق المجاعة في غزة فعلى منصات “الفيسبوك”، تحولت منشورات المدنيين إلى صرخات ومنابر استغاثة فمن ابرز ما ورد من هذه المنشورات “في غزة لا نبحث عن الرفاهية بل عن لقمة تسد الجوع ننام جائعين ونصحو على صوت بطون أطفالنا الخاوية الجوع لا يعرف الرحمة”.

هذه الشهادات والمشاهد تحول الأزمة إلى مأساة إنسانية حية في غزة كل وجبة هي معركة وكل يوم هو صراع للبقاء التجويع هنا ليس مجرد نقص في الغذاء بل سلاح يقتل بصمت يحول الأطفال إلى صور هزيلة ويجعل الأمهات عاجزات عن حماية أبنائهن هذه الشهادات لم تعد مجرد تهديد بل واقع صارخ يستدعي استجابة عاجلة وحماية دولية فورية.

إعلان غزة مجاعة ليس مجرد إعلان إنساني بل له انعكاسات قانونية وسياسية كبيرة فهو يحدد مسؤوليات قانونية تجاه المدنيين ويشكل ضغطاً سياسياً على الأطراف الدولية ويجعل التجويع ليس مجرد كارثة إنسانية بل قضية دولية ملحة تتطلب تحركاً عاجلاً.
فيما أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي أمين الحاج أن الاحتلال مارس ضغوطاً كبيرة على المؤسسات الدولية كي لا تعلن حالة المجاعة لما لذلك من تبعات قانونية وإنسانية خطيرة وقال “الإعلان الأممي يمثل إقراراً بأن (إسرائيل) تمارس سياسة التجويع وتمنع وصول المساعدات”. وأشار إلى أن الإعلان في هذا التوقيت يحمل دلالات مهمة خصوصاً مع تحضير جيش الاحتلال لشن هجوم على مدينة غزة التي يتركز فيها خطر المجاعة وفق التقرير، ما يشكل إدانة مزدوجة للتجويع والعمليات العسكرية وأضاف الحاج “التجويع جريمة حرب لا يمكن الاختلاف عليها ومع هذا الإعلان أصبح ثبوته واضحاً ما يفتح الباب أمام ملاحقة قادة الاحتلال سياسياً وعسكرياً على المستوى الدولي وأكد أن الإعلان سيضاعف الضغط الشعبي العالمي على الحكومات المؤيدة للاحتلال ما سيدفعها لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً استجابةً لمطالب شعوبها.
إعلان غزة رسمياً مجاعة يشكل نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي لإنقاذ ملايين المدنيين الذن يواجهون خطر الموت بسبب نقص الغذاء والمياه والخدمات الأساسية، واستمرار الأزمة بدون تدخل عاجل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، التحرك الدولي الفوري هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة الأبرياء وحماية حقوقهم الإنسانية.

شاهد أيضاً

سامح الجدي،

سامح الجدي: الاحتلال الإسرائيلي يمعن في استهداف الصحفيين لثنيهم عن أداء رسالتهم

شفا – اتهم الصحفي الفلسطيني سامح الجدي، عضو الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب، …