
أَنا الرِّيحُ العاصِف ، بقلم : نسيم خطاطبه
أنا الرِّيحُ إذ تَهْفو العُيونُ لِصَوتِها
وأقتلعُ الحُصْنَ المَنيعَ بطُغْيانِ
أسيرٌ ولكني حُرٌّ القلبِ صابرٌ
عَبَرْتُ السُّجونَ، النصرُ يسري بعُرْيانِ
أنا الصَّمْدُ في وجهِ العِدا والمنايـا
أُداوي الجراحَ وأوقدُ الليلَ بتيجانِ
أنا لَوْعَةُ الأحرارِ أَحمِلُ قهرَهُمْ
وأهدي لهمْ نَصراً يُزيلُ الهَوانِ
أنا الطُّودُ إذ تَشتعلُ النيرانُ في شَغَفٍ
وأزرعُ مجداً في رُبا الغُصْنِ رَيّانِ
وأنتِ معي، والتاريخُ إنْ ثارَ أُمَّتي
تَغَنَّتْ به الأرضُ في دِمِنا الحانِ
أنا السَّنبلُ المعْطاءُ أنثرُ عِطرَهُ
فتُبصِرُهُ العُيونُ الضِّياءَ لِلْعِرفانِ
نشأتُ على أُفْقِ النصرِ شامخةً
أُنبتُ ثُوّارَ حَقٍّ ذي سيوفٍ مُسَنَّانِ
أُجابهُ طُغاةَ الغزاةَ إذا قَدِموا
وأَسقي ثَرى أرضي دِماءَ الفِتْيانِ
نحنُ عصارةُ عَرَبٍ من حضرموتَ إلى
حَطِّينَ، والمَجدُ يسري في شرايانِ
نسيرُ، نُريقُ الدَّمَ في دربِ عزَّتِنا
حتّى نُقيمَ التمكينَ في الوطنِ الآمِنِ
أنا مَليكُ الليالي ونورُ الفجرِ مُنْبَلِجٌ
يُبصرُ حريّةً تَجلو قيدَ كلِّ سجينِ
نسيم خطاطبه