9:29 مساءً / 16 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

نتنياهو … من حلم الذئب إلى بازار الأوهام .. ومن أسنان الذئب إلى مطرقة المزاد ، بقلم : وليد العريض

في الشرق الأوسط اعتدنا أن نرى تجار الشعارات وتجار الحروب، لكن قلّ أن نرى بائعًا يجرؤ على عرض خرائط مسروقة في وضح النهار ويصرّ على بيعها لأصحابها الأصليين، وبالسعر الذي يحدده هو!
هذا ما يفعله نتنياهو اليوم، بلا ورق توت سياسي ولا ابتسامات مصطنعة، بل بوجهٍ مكشوف وصوتٍ واثق:

إسرائيل الكبرى ليست حلمًا يخجل منه، بل سلعة يفتح لها المزاد على الملأ.

الذئب الذي لم يعد يخاف من الخراف:

منذ قرن والمشروع الصهيوني يعمل كآلة بخارية لا تتوقف، لكن الذئب في الماضي كان يحسب حساب للرعاة، ويخشى أن تستيقظ الخراف بأسنانها الخفية.
اليوم وبعد غزة وبعد أن جرّب القتل على الهواء مباشرة دون أن يختل ميزان تجارته الدولية اكتشف أنه لا حاجة حتى لمسرحيات السلام. فبعض العرب أتقنوا فن الانحناء حتى صاروا أبطال اليوغا السياسية، بينما هو يمدّد حلمه على خارطة الشرق كما يمدّد قيلولته على كرسي الحكم.

حين تتحوّل الحرب إلى موسم تخفيضات
الأدهى أن أحداث غزة التي كان يمكن أن تتحول إلى ورقة ضغط عليه، صارت بالنسبة له فرصة ذهبية لعروض سياسية موسمية.
فبدل أن يجد نفسه محاصرًا وجد العالم العربي الرسمي منشغلًا بمناقشة مشاريع الإعمار قبل أن تتوقف الجرافات عن الهدم!
وصار يقيس ردود الأفعال العربية بمسطرة عجيبة: كلما ارتفع منسوب الدم الفلسطيني انخفض منسوب الغضب الرسمي وارتفعت حرارة الابتسامات في المؤتمرات.

من المنصة السياسية إلى البازار الشرقي

والآن تخيّلوا معي المشهد: سوق شرقية مزدحمة، أصوات الباعة تتعالى وروائح التوابل تختلط بالغبار.
فجأة يظهر بائع عجوز بوجهٍ مكويّ بالتجاعيد، يحمل خريطة عتيقة في يده اليمنى ومطرقة مزاد في يده اليسرى ويصرخ:
من يشتري حلم إسرائيل الكبرى؟
قطعة نادرة، عمرها مئة عام، ما زالت جديدة في العلبة!

يسأله صحفي أجنبي عن مواصفات المنتج، فيبتسم نتنياهو ابتسامة سمسار ويقول:
هذا الحلم مُجرَّب في فلسطين مدهون بدماء الأطفال، مقاوم للصدمات ومزوّد بخاصية التمدّد التلقائي على حساب الجيران.

العرض الخاص بعد غزة:
وبصوت مَن يعلن عن أوفر العروض، يتابع:
اشترِ قطعة من الضفة وخذ معها هضبة الجولان مجانًا! أما العرب؟ فهم زبائن دائمون يزورون السوق وكل قمة عربية يلقون التحية ويمضون.

الزبائن العرب متفرّجون محترفون

على الرصيف المقابل، يقف بعض القادة العرب كأنهم في معرض لوحات، يتأملون جمال الخطوط على الخريطة، ويهزون رؤوسهم بإعجاب دون أن ينتبهوا أن اللوحة مرسومة على جدار بيتهم.
حتى أن أحدهم همس للآخر:
لو انتظرنا قليلاً ربما يبيعها بنصف الثمن!
وختاما: هذا كابوسنا نحن:
تصريحات نتنياهو ليست زلة لسان بل إعلان صريح أن الحلم المريض لم يعد يخجل من نفسه. وما دام البازار مفتوحًا والبائع واقفًا والزبائن صامتين، سيستمر المزاد.
وفي النهاية إسرائيل الكبرى ليست حلم نتنياهو، بل كابوسنا نحن وكل يوم نصمت فيه نضيف له غرفة جديدة.

شاهد أيضاً

مستوطنون يطلقون الرصاص تجاه المواطنين في بلدة عطارة شمال رام الله

مستوطنون يطلقون الرصاص تجاه المواطنين في بلدة عطارة شمال رام الله

شفا – أطلق مستوطنون الرصاص الحي مساء اليوم السبت، تجاه المواطنين عند مدخل بلدة عطارة، …