12:10 صباحًا / 12 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

حبيبتي لم تكبر أبدًا ، بقلم : همام الطوباسي

حبيبتي لم تكبر أبدًا ، بقلم : همام الطوباسي

حبيبتي لم تكبر أبدًا ، بقلم : همام الطوباسي

ما زالت ترتدي مريولها الأخضر
وتشرب قهوتها الصباحية بكل هدوء
على أنغام الموسيقى، والدمع في عينيها يزين وجهها الأبيض.
حبيبتي هناك، في غرفة الصف،
تنتظر معلم اللغة العربية،
وتنتظر درس الإعراب بكل هدوء.

وأنا أنظر إلى الماضي وكأنه اليوم،
أما حاضري، فلن أعترف به،
لأنه مليء بألوان التعب.

وعندما أتذكر حبيبة قلبي،
ألوم نفسي لأني لم أعترف بعدُ أنني أحبها،
أحبها بقلبي الذي يقطر عشقًا،
كلما تذكّر عاشقه الأول.

ها أنا كبرت وهرمت،
وحبيبتي بقيت بمريولها الأخضر،
بنشاطها الطفولي،
وبدلالها الذي لم يتغير.

سافرتُ بين صفحات الكتب والروايات،
فكتبتُ الشعر،
وتعرفتُ إلى أساليب النثر،
وفن القصة القصيرة والرواية.
قرأت عن العشق،
عن السياسة
عن حب الأوطان
عن الأحزاب السياسية

حضرتُ مسلسلات تركية
وأفلامًا أجنبية،
وأفلامًا بالأبيض والأسود،
وأخرى جريئة بعض الشيء
وعندما قررتُ العودة إلى واقعي
لم أجد إلا الخذلان
والملامة
وحب الذات.

أكتب هذه القصيدة وأنا في المقهى،
أُرجّل نفس الأرجيلة،
وأشرب كأسًا من النسكافيه المحلّى،
وأتخيل حبيبتي الصغيرة،
التي توقفت هناك في غرفة الصف
تُعرب الكلمات والجمل،
وتقطع العَروض،
وتلقي قصائد عنترة بن شداد.

لا شيء تغيّر في الزمن الماضي،
والدمع يسكن العينين،
عندما أنظر إلى شاشة هاتفي النقال،
وأقرأ خبرًا أو مقالًا عن الحرب،
أو عن اعتقال شخص عزيز.
وأحمد ربي أنه لا توجد غرفة إعدام،
ولا حبل يتمرجح به قائد أو بطل.

وآخر النهار،
أعود إلى رفوف مكتبتي،
وأبتهل من كتبي،
وأمسك قلمي،
وأخربش
وأخرج من واقعي المؤلم،
إلى حياة افتراضية،
أصنعها لنفسي من خلال قراءتي وأفكاري،
لأنها هي ملاكي الحارس
الذي ينقذني من بؤس الحياة وآلامها.

همام الطوباسي

شاهد أيضاً

وزيرة الخارجية تؤكد أهمية الدور الميداني لليونسكو وتدعو لإجراءات عاجلة لحماية التراث والصحفيين في فلسطين

وزيرة الخارجية تؤكد أهمية الدور الميداني لليونسكو وتدعو لإجراءات عاجلة لحماية التراث والصحفيين في فلسطين

شفا – طالبت وزيرة الخارجية والمغتربين، د. فارسين أغابكيان شاهين، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم …