الانتظار المماطلة والتسويف لم يعد مقبولا ، بقلم : نعيم حرب

الانتظار المماطلة والتسويف لم يعد مقبولا ، بقلم : نعيم حرب

العجز الدائم عن المواجهة والصمت الدولي المرعب على جرائم الاحتلال النازي وفظائع الموت جوعا وحصارا وقصفاً وتفجيراً وسحلاً وحرقاً وبرأس حفارا وبسكين مستوطن كل اشكال الموت مورست بحق الفلسطينيين وما وحالة الاذلال على الحواجز وبوابات الجند التي تغلق مداخل المدن والبلدات والقرى بأمر مستوطن جاء من بعيد يحاول اقتلاع شعب متجذر في ارضة على مر العصور. وآلة الجند التي تهدم مساكن المخيم في طولكرم وجنين والفارعة وهي الشواهد على رحلة النزوح الأولى عام 1948 والشاهد على النكبة والشعب العازم على العودة الى دياره التي هجر منها. وسرقة الأرض لصالح الاستيطان وقرارات فرض السيادة واعتبار ارض الضفة الغربية إسرائيلية.

إدارة أمريكية يقودها رجل معتوه يتحكم بها صهاينة العصر تدعي الحياد في حالة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي والامتثال الى قرارات الشرعية الدولية والتي باتت تداس ولا يعترف بها الى الضعيف ومن يحاول ان يطبق قرارات الهيئات الدولية يعزل ويتهم بمساندة الإرهاب ومعادة السامية من قبل إدارة العم سام والحال يقول ان إسرائيل العنصرية فوق القانون الدولي وفوق الشرعية الدولية .ربما تكون الإدارة الأمريكية الحالية هي الأكثر وضوحا في عدائها المعلن للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وهي النصير والحليف والمدافع والممول والداعم لهذا الكيان وخيرا مثال ما قام ويقوم به ويتكوف الوسيط المزعوم للتوصل لاتفاق بوقف الحرب والقتل على شعبنا في غزة والذي دائما يبحث عن مخرج لإسرائيل امام أي مأزق واخرها حين زار غزة وشاهد موت الجوعى والباحثين عن لقمة العيش في مراكز توزيع المساعدات والتي بات مصائد الموت ليخرج الى الاعلام ويقول ان لا مجاعة في غزة !! أي وقاحة في هذا العصر، والعالم يرى بأم عينة الأطفال تموت من الجوع امام شاشات التلفاز بسب الحصار والحرب على غزة ،وفي شاهد اخر بذات الوقاحة يزور رئيس مجلس النواب الأمريكي مستوطنة أرئيل الغير شرعية والمخالفة للقانون الدولي وهي الأولى من نوعها لمسؤول امريكي بهذا المستوى ضارب بعرض الحائط عدم شرعية الاستيطان والاحتلال من قبل المنظومة الدولية. ويصرح بان هذه الأرض إسرائيلية وسوف يعمل على تحويل الاسم من الضفة الغربية الى يهودا والسامرة وارض إسرائيل.

امام هذه الوقاحة الامريكية والانحياز الكامل للسياسة والممارسات الإسرائيلية ومحاولة تخويف وتهديد كل من يريد ان يحاسب قادة الاحتلال على جرائمهم وفق القانون الدولي من مؤسسات وافراد وهم الذين نصبوا أنفسهم شرطي مرور في العالم وجد لخدمة الصهاينة. هل مازال فلسطيني واحد يراهن على الدور الأمريكي ويستمع الى نصائح ووعود الأمريكي؟

المجتمع الأوروبي والذي ملئ الشوارع والساحات رفضا لحرب الإبادة والتجويع بحق غزة وطالب حكوماته بموقف وفعل حيال وقف المقتلة بحق شعبنا ومنهم من تم قمعة ولكن امام إصرار الشعوب الحرة عَدلت بعض الحكومات الاوروبية موقفها من داعم للحرب الى مطالب بوقفها وكذلك وعود بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل. وهي التي تتهرب من مسؤولياتها بزيادة الضغط واستخدام ما لديها من عناصر قوة لوقف هذه الإبادة بل تستجدي إسرائيل وامريكا لفعل ذلك وتمارس الديموغواجية والتضليل على شعوبها وعلى العالم اجمع. ومحيطنا العربي يسعى الى التطبيع مع الاحتلال ولا يقوى على الخروج على الطاعة الامريكية الإسرائيلية بل ان البعض ذهب الى تقديم الدعم والمشاركة في الجرائم والمخططات الإسرائيلية والشراكة في الحصار وتجويع.

نحن الفلسطينيون ماذا ننتظر؟ وعلى من نراهن؟ وكيف يمكن لنا افشال مخططات الأعداء؟ العالم المؤثر منحاز لإسرائيل وغير قادر ولا يريد الضغط عليها لوقف ممارساتها ربما تتوحد الرؤية بالعداء لشعبنا فقد سقطت كل الرهانات ولم يبقى الى الرهان الرابح الرهان على شعبنا وعناصر وقوتنا وفي المقدمة منها انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي تم الاتفاق عليها واخر اتفاق هو بكين وعدم التنكر لقرارات الاجماع الوطني الفلسطيني في المجلس المركزي والوطني لم يعد ما نخسره سوى الذل والمهانة والقتل والتنكيل اليومي نعم نستطيع ذلك وهو سهل لمن أراد والبداية تكون بدعوة الاطار القيادي الموحد لاجتماع فوري وعاجل والخروج بآلية متفق عيها لتطبيق اتفاق بكين المجمع علية فلسطينيا . فلم يعد مقبول من أحد امام فضاعه ما يجري بحقنا وحق شعبنا التفرد والاستفراد ووضع العصي بالدواليب والمماطلة والتسويف وخلق الذرائع امام هذا الاستحقاق الوطني الكبير والملح والعاجل والمتمثل في انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية. فالتاريخ لن يرحم كل من يتهاون في ذلك …شعبنا وتضحياته يستحق أكثر من ذلك بكثير صونوا دماء الشهداء وارثهم.؟