شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
غزة بين مطرقة المجازر وسندان التعطيل: أين صوت القرار الوطني؟ بقلم : علاء عاشور
تعيش غزة لحظة تاريخية هي الأشد قسوة منذ نكبتها الأولى، حيث لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تمعن في تدميرها، وسط مفاوضات متعثّرة ومواقف رمادية، تقابلها مآسٍ إنسانية يصعب وصفها. فما الذي يريده بنيامين نتنياهو بعد كل هذا الدمار وسيل الدماء الذي لم يتوقف؟ وهل ما نُسب إلى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حول “انهيار المفاوضات” ما هو إلا ورقة ضغط جديدة على حركة حماس لانتزاع تنازلات في لحظة ضعف إنساني وميداني؟
لا شك أن الواقع في غزة بلغ مرحلة الجحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى. حياة شبه منتهية، شعب يعاني من الإنهاك الكامل، وبنية تحتية مدمّرة، وأفق سياسي مسدود. في هذا السياق، تصبح الحاجة إلى قرار وطني جامع وموحد أكثر من ضرورة، بل شرطًا للنجاة. لا يمكن الاستمرار في الدوران في حلقة مفرغة من المراوغات السياسية، فيما الدم الفلسطيني يُهدر كل يوم تحت أنقاض الصمت العربي والدولي.
حماس، باعتبارها الطرف المسيطر على غزة، مطالبة اليوم بتحمّل مسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه شعبها المنهك، والانفتاح على حلول واقعية تحفظ ما تبقى من الكرامة والوجود، وتضع حداً لهذه المأساة التي طال أمدها. لقد حان الوقت لاتخاذ قرار شجاع، يعلو فوق الحسابات الفصائلية والرهانات الإقليمية.
أما على الصعيد الدولي، فقد ظهر في لقاءٍ إعلامي مع الوسيط الأمريكي من أصل فلسطيني، بشارة بحبح، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جادّ في إنهاء الحرب على غزة. إلا أن الواقع لا يدعم هذا التصور، فما نراه على الأرض لا يشير إلى وجود ضغوط أمريكية حقيقية أو تحركات عملية تؤكد تلك “الجدية”. إن الشعارات وحدها لا توقف المجازر، ولا تحمي أطفال غزة من القصف، بل الإرادة السياسية هي وحدها من تفعل.
من هنا، فإن إنقاذ ما تبقى من غزة لا يحتمل مزيدًا من الانتظار أو المكابرة. لا بد من تغليب صوت العقل الوطني، بعيدًا عن الشعارات الخشبية والمواقف العنيدة. فالوطن أكبر من التنظيم، والحياة أثمن من الحسابات السياسية الضيقة. لنعترف جميعًا أن غزة تحتضر، وأن واجبنا جميعًا أن نمنع إعلان وفاتها.
