
الأنانية والانتهازية و النرجسية في العمل الجماعي، آفة تقتل روح الفريق ، بقلم : الأستاذ رائد عساف
في كل منظومة جماعية، سواء كانت فريقًا تطوعيًا أو ثقافيًا أو مهنيًا، تقوم روح الفريق على التعاون و الالتزام والشعور بالمسؤولية المشتركة تجاه الهدف العام.
إلا أن ما يُضعف هذه الروح ويهدد استمرارية العمل هو تغلغل صفات سلبية كـالأنانية، و الانتهازية، والنرجسية، و حب الذات ، لدى بعض الأفراد الذين لا يرون إلا أنفسهم، ويتعاملون مع الفريق كوسيلة مؤقتة لتحقيق مصالحهم الشخصية.
الشخص الأناني لا يلتزم و لا يشارك ولا يسأل عن الفريق إلا عندما يكون بحاجة إلى الظهور أو المصلحة. أما الانتهازي، فيغادر فجأة دون توضيح أو تبرير، ويعتقد أن انسحابه لا يستحق النقاش أو المحاسبة، متجاهلًا أن الفريق يعمل بروح واحدة متكاملة و مسؤولية أخلاقية وتشاركية، كذلك الشخص النرجسي الذي يتحسس من المواقف التي لا تلبي مطامحه و توافق افكاره و آراءه فيبدأ بخلق المشاكل و إثارتها ليقوض عمل الفريق و يعيق حركته.
عندما يقرر الفريق تنحية هذا العضو واستبداله بعضو أكثر التزامًا وفعالية، فذلك لا يأتي من فراغ، بل هو رد فعل طبيعي يحكمه منطق الاستمرارية والتطور. فالفريق الناجح لا يُبنى على المجاملات الزائفة، بل على العطاء و الاحترام المتبادلين.
ختامًا،
من خلال تجربتي الطويلة يالعمل العام استخلص فكرة احببت أن اشاركها مع الأخرين، وهي أن الفضاء الجماعي ليس مساحة للأنانيين و الانتهازيين و النرجسيين، بل ميدان للأفياء و المخلصين. ومن يغادر بلا سبب، عليه أن يتقبل أن لا مكان له حين يقرر الفريق المضي قدمًا.