3:23 مساءً / 14 يوليو، 2025
آخر الاخبار

الجبهة العربية الفلسطينية : غزة تموت والعالم يتفرج.. الإبادة مستمرة بكل السبل

الجبهة العربية الفلسطينية : غزة تموت والعالم يتفرج.. الإبادة مستمرة بكل السبل

شفا – قالت الجبهة العربية الفلسطينية في بيان لها ، في لحظة يعجز فيها الكلام عن وصف المشهد، ويضيق فيها صدر اللغة عن الإحاطة بحجم الألم، يقف العالم شاهد على واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها العصر الحديث. ما يجري في قطاع غزة ليس مجرد عدوان عابر، بل مجزرة مكتملة الأركان، تمارس تحت سمع وبصر العالم بأسره، تتجاوز في فظاعتها حدود القتل إلى محو الحياة ذاتها، بكل ما فيها من بشر وشجر وحجر.

وأضافت “الجبهة”، في بيانها ، منذ أكثر من واحد وعشرين شهراً، وشعبنا في غزة يواجه حرب إبادة شاملة، قتلت حتى اليوم أكثر من 58 ألف شهيد، وأصابت ما يفوق 138,000 جريح، كثير منهم ما زالوا يصارعون الموت في ظل انهيار كامل للمنظومة الصحية بفعل الحصار الممنهج. لكن المأساة لم تقف عند حدود المجازر اليومية، بل امتدت لتشمل جريمة لا تقل فتكا وهي التجويع الممنهج. لقد تحول رغيف الخبز وعبوة المياه إلى أهداف عسكرية، وبات المدنيون العزل يقتلون عند نقاط توزيع المساعدات، فقط لأنهم اختاروا الحياة.

إن من يمارس القتل على هذا النحو لا يستهدف أجساد الفلسطينيين فقط، بل يضرب الروح الفلسطينية، ويغتال إرادة الصمود، ويحاول أن يقتلع من غزة ما تبقى من حياة.

لقد بات من المؤكد أن إسرائيل تخوض حربا ضد الوجود الفلسطيني ذاته. المجازر، والتجويع، وتدمير البنية التحتية، وقتل المدنيين، واستهداف الأطفال، ليست أخطاء عرضية بل سياسة ممنهجة. لم يكن تجويع غزة حالة طارئة بل أداة إبادة مصممة بدقة في أروقة القرار الصهيوني، ومحمية بصمتٍ دولي متواطئ، وتمويل غربي لا ينقطع.

إننا في الجبهة العربية الفلسطينية، نرى أن هذه الحرب لم تعد حربا تدار في الميدان فقط، بل أصبحت معركة على الضمير الإنساني ذاته. كيف يمكن لأمم تتغنى بحقوق الإنسان أن تصمت أمام قتل طفل كان يبحث عن شربة ماء؟ كيف يمكن لمجتمع دولي يقيم الدنيا إذا جرح مدني في مكان ما، أن يصمت حين تباد مدن بأكملها ويدفن أطفالها تحت الأنقاض؟ إن هذا الصمت هو شراكة فعلية في الجريمة، والتاريخ لن يغفر.

من هنا، نوجه نداءنا إلى كل من تبقى لديه ذرة من إنسانية، إلى الشعوب الحرة، والنقابات، والمؤسسات الدولية، والجاليات العربية والإسلامية في كل مكان: افضحوا هذه الجريمة، تحركوا لوقف المجازر، اكسروا الحصار، لا تتركوا غزة وحدها.

كما نحمل المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، وهيئات الأمم المتحدة، مسؤولية التواطؤ مع المحتل من خلال صمتهم المعيب، ونتساءل: ألم يحن الوقت بعد لإرسال قوات حماية دولية لوقف القتل؟ ألا يستحق شعبنا المحاصر ممرا إنسانيا آمنا تحت حماية دولية؟ ألا يفترض أن تكون المساعدات الإنسانية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني؟ أم أن القانون يعلق في وجه الضحايا فقط؟

إن غزة اليوم ليست ساحة معركة، بل ساحة اختبار لأخلاق هذا العالم، وها هو العالم يرسب في الامتحان. ومع ذلك، فإننا نؤكد للعالم بأسره: مهما اشتد الحصار، ومهما بلغ القتل والتجويع، فإن شعبنا لن ينكسر، ولن يرفع الراية البيضاء. من رحم المجازر يولد الأمل، ومن تحت الركام تخرج الحياة، وغزة التي احترقت لن تكون سوى شعلة جديدة تضيء طريق الحرية.

شاهد أيضاً

تسليم أول سفينة أبحاث علمية شاملة ذكية تحمل اسم "تونغ جي" من فئة المحيطات في الصين

تسليم أول سفينة أبحاث علمية شاملة ذكية تحمل اسم “تونغ جي” من فئة المحيطات في الصين

شفا – صُممت السفينة “تونغ جي” وبنيت بالكامل في الصين ويصل وزنها 2000 طن. تجمع …