
الرئيس العماد جوزاف عون ، موقف وطني في زمن حساس ، بقلم : الإعلامي مصطفى سقلاوي
في زمن تكثر فيه التحديات وتتداخل فيه الأزمات على المستويين الداخلي والخارجي، تبرز بعض المواقف الوطنية الثابتة كعلامات مضيئة في المسار الوطني، ومن بين هذه العلامات، يسطع اسم فخامة الرئيس العماد جوزاف عون، بما يمثله من رمزٍ للثبات والالتزام بخط السيادة والدولة.
لقد أثبت العماد عون، منذ أن تولى قيادة الجيش اللبناني، أنه أكثر من مجرد قائد عسكري. فهو رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يقف في الصفوف الأمامية للدفاع عن وحدة الوطن، ويرفض كل أشكال العدوان على لبنان، دون تمييز بين منطقة وأخرى أو طائفة وأخرى. ابن بلدة العيشية الجنوبية، الذي نشأ على قيم الكرامة والانتماء، لم يغفل يومًا عن مسؤولياته الوطنية، وبات يحظى بمحبة خاصة في قلوب الجنوبيين وسائر اللبنانيين، الذين لمسوا فيه صورة القائد الصلب والوفي.
وما يُعزز من قيمة هذا الدور، هو العلاقة المتينة التي تجمع فخامة الرئيس عون بدولة الرئيس نبيه بري، والتي تقوم على احترام متبادل وتنسيق دائم في ما يخدم صمود لبنان ووحدته الداخلية. هذه العلاقة ليست فقط سياسية، بل هي تجسيد لإرادة حقيقية بالحفاظ على استقرار البلد في ظل التحديات المصيرية التي تحيط به.
ومع ذلك، لا يخلو المشهد من بعض الأصوات التي تحاول النَيل من هذه القامة الوطنية، عبر حملات لا تستند إلى حقائق، بل إلى أوهام ومزايدات لا تخدم إلا أعداء الوطن. ولكن الواقع اللبناني وشهادة الميدان، يؤكدان بوضوح أن العماد جوزاف عون هو من القلائل الذين يجمعون بين القيادة العسكرية والحكمة السياسية، ما جعله يحظى بثقة الداخل واحترام الخارج.
من هذا المنطلق، فإننا في زين الوطن، نرى أن اللحظة الراهنة تتطلب من الجميع، دون استثناء، تحمّل مسؤولياتهم الوطنية بكل جدية، والوقوف إلى جانب الدولة ومؤسساتها الشرعية. فلبنان اليوم بحاجة إلى تماسك داخلي ودعم للشرعية، من أجل مواصلة العمل الدبلوماسي في سبيل تطبيق القرارات الدولية، والضغط باتجاه انسحاب العدو من أرضنا المحتلة، وتسريع عملية إعادة إعمار الجنوب، بما يليق بتضحيات أهله وصمودهم.
إن استعادة لبنان لدوره الطبيعي في المنطقة لن تكون إلا من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، والتمسك بالثوابت، والالتفاف حول رموز الدولة، وفي مقدمتهم الرئيس العماد جوزاف عون، الذي يمثل اليوم أكثر من مجرد شخصية عسكرية، بل يمثل ضمير الوطن في زمن التحولات الكبرى.