11:06 مساءً / 14 يونيو، 2025
آخر الاخبار

حين صمت الآخرون ،تكلّم هو بعطائه ، بقلم : أ. رماح الشوامرة

حين صمت الآخرون ،تكلّم هو بعطائه ، بقلم : أ. رماح الشوامرة

حين صمت الآخرون ،تكلّم هو بعطائه ، بقلم : أ. رماح الشوامرة

في مسيرتنا الأكاديمية، لا يُقاس النجاح فقط بما ننجزه من بحوث أو ما نحرزه من درجات، بل بما نكتشفه من معادن حقيقية في من حولنا، خاصة حين تشتدّ علينا الظروف. كنت أمرّ بمرحلة حرجة خلال دراستي في تخصص اللغة الإنجليزية، أبحث عن سند فكري وإنساني يدفعني للاستمرار، لا لينجز عني، بل ليقف إلى جانبي، يوجّهني، ويعيد لي ثقتي بنفسي بعد أن خذلتني الكثير من الأبواب.

في خضم هذا الصمت الجماعي، تقدّم زميلي دون أن يُطلب منه، لا بدافع المصلحة ولا لمجرد المجاملة، بل بدافع الزمالة الصادقة والروح النبيلة. لم يسألني “لماذا؟” أو “إلى متى؟”، بل قال ببساطة: “أنا هنا، كيف يمكنني أن أساعدك؟”.

كان حضوره فرقًا حقيقيًا؛ ناقشني في أفكاري، شاركني معرفته، منحني من وقته، ولم يبخل يومًا بالدعم أو الكلمة الطيبة. حينها، أدركت أن الزمالة ليست مجرد مصطلح نتداوله في قاعات الدراسة، بل قيمة حية تنبض في قلوب من يعرفون معنى العطاء.

ما قدمه زميلي لم يكن مجرد مساعدة عابرة، بل مثالًا يُحتذى في التفاني والإيثار، وسجلًا من المواقف التي لن تنسى. ولعل هذا المقال هو أقل ما يمكنني أن أقدّمه له، عرفانًا بدوره، وإيمانًا بأن ما يزرعه الإنسان من خير، لا بد أن يُثمر يومًا ما.

في زمن أصبحت فيه المساعدة نادرة، أضاء زميلي شمعة من نور، وأثبت أن العلم لا يكتمل إلا حين يقترن بالإنسانية.

شاهد أيضاً

رشقة صاروخية من قطاع غزة على مستوطنة نير عوز في الغلاف

شفا – أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، سقوط صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه …