6:52 صباحًا / 27 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

المدرسة ووحشية نسيانها بالنار ، مدرسة الجرجاوي ، بقلم : نسيم قبها

المدرسة ووحشية نسيانها بالنار ، مدرسة الجرجاوي ، بقلم : نسيم قبها

قد تكون الأمور الجليلة التي وقعت في تاريخ البشرية معدودة على أظافر الأصابع ، ومنها الجريمة المستمرة في غزة ، في مدرسة الجرجاوي مثلا ، وفي زوايا غرفها الملتهبة ، حيث تكدست الأجساد كإطارات متفحّمة ، ذبحت البراءة و تُذبح ببطء وصدمة كل يوم . الجدران العاجزة عن تلقي الضربات لم تعد سوى شاهد على قبور طائرة ، تُسجل عليه بالعظام المحروقة أسماء وما عرف من الضحايا: الفضول، الإبداع، الشغف ، الأمان ، الجوع ، الانتظار ، الصبر ، التمنّي ، الإيثار ، الشتم ، والعودة إلى الله . والمعلم بكل مآسيه ، جلادنا ينفذ حكماً صادراً من نظامٍ واع على جريمته ، يظن أن التلقين في قتلنا يوقف زراعةٌ المستقبل في غزة ، ونحن ندرك أنه يحصدُ أحلاماً قبل أن تنتهي.


مدرسة الجرجاوي لم تعد ذلك الحضن الذي يُنبتُ صباحات جوعانة ، بل صارت مصنعاً للفحم البشري .
كيف يمكن لكائن عاقل يتفكر ويتأمل ، بأن يتحول إلى آلة قتل جماعي؟ .


الجواب في تفاهة البشر ، فالجلادون ليسوا أكثر من موظفين ينفذون في اغتراب الإنسانية فيهم ، فهم لا ينفذون فعلا ماديا بقتل الإسمنت وحشوته من بشر ، هم يحاولون طمس وجود الآخر بدون تكريم لأخلاقية الذاكرة ، لأنها بالأصل درع ضد تكرار الجريمة ، الجريمة التي يكررونها هنا في غزة ، بينما ابتدأت فيهم هناك في قارة الديموقراطيات.

الكلمات ثقيلةٌ كالنعوش، تحمل جثثَ الصمت البالية، بينما الحياة خارج الغلاف القريب تتغير بسرعة الضوء
نحو المستقبل ، المستقبل الذي كان بنتظر مدرسة الجرجاوي لتكون نافذة إلى الكون ، فصارت منجما للجثث التي حاولت أن تطير.

شاهد أيضاً

أكثر من 70 محتجزًا .. جيش الاحتلال يواصل عدوانه على محافظة طوباس

أكثر من 70 محتجزًا .. جيش الاحتلال يواصل عدوانه على محافظة طوباس

شفا – يواصل الاحتلال عدوانه على محافظة طوباس، منذ منتصف الليلة الماضية، وسط فرض حظر …