12:23 صباحًا / 17 مايو، 2025
آخر الاخبار

الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين ، بقلم : راسم عبيدات

الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين ، بقلم : راسم عبيدات

الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين ، بقلم : راسم عبيدات

المعطيات والوقائع والحقائق في أرض الواقع،تقول بأن المواقف الأمريكية قابلة للتعديل،فعلي سبيل المثال لا الحصر ،ترامب في زيارته “الإستحلابية” المالية في عام 2017 للسعودية، شن حملة شعواء على ايران، وكان يعتبرها قائدة محور الشر في المنطقة، وانه يجب العمل على تشكيل حلف “ناتو” عربي لمواجهة ايران ومنع تمدد نفوذها في المنطقة،ولكن في هذه الزيارة ” الإستحلابية” الثانية للمال الخليجي (ثلاثة ترليون وستمائة مليار دولار)،لم يهدد بشن حرب عدوانية على طهران،ولم يدعو الى تشكيل حلف “ناتو” عربي ضدها، بل قال بأن المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي،قد تفضي الى اتفاق قريباً ،مع الإقرار بحق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، وفي حال الفشل للمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني،فهو لم يتحدث عن ضربة عسكرية لطهران،بل قال بأنه سيعود الى التعامل مع ايران وفق سياسة الضغوط القصوى،ونتنياهو الذي كان يأمل ان يشاركه ترامب في ضربة مشتركة لتدمير المنشأت النووية الإيرانية والبرنامج النووي الإيراني،أصيب بخيبة أمل مرتين،عندما دعاه ترامب الى واشنطن،حيث اعتقد بأن الدعوة تتعلق بالتنسيق لضربة مشتركة عسكرية للمنشأت النووية الإيرانية،ليكتشف بأن ترامب دعاه،لكي يخبره بأن امريكا ستتفاوض مع ايران حول برنامجها النووي في مسقط،وبعد بدء تلك المفاوضات ونهاية جولتها الرابعة،والقلق يسيطر على نتنياهو،بأن يتم التوصل لإتفاق مع ايران،يبقي على برنامجها النووي السلمي،وبرامجها الصاروخية البالستية ودورها الإقليمي ودعمها لحركات المقاومة عربية وفلسطينية، ولا يجري توجيه ضربة عسكرية لها، وكذلك رأينا التغير في موقف امريكا من جماعة أنصار الله – اليمنية،التي شكلت امريكا تحالف عسكري باسم “حارس الإزدهار”،حارس الدمار،تحت حجج وذرائع ضمان حرية الملاحة البحرية،وضمان سلاسل وخطوط توريد الطاقة،ولكن الهدف المباشر،كان منع انصار الله من فرض حصار اقتصادي على اسرائيل من اغلاق البحر الأحمر وبحر العرب أمام السفن التي تحمل البضائع الى ” اسرائيل” ،وأن لا يتم إطلاق الصواريخ البالستية والفرط صوتية والمسيرات الإنقضاضية على عمق ” اسرائيل”،وعندما أيقنت أمريكا بأنه لا يمكن الحاق الهزيمة بجماعة انصار الله اليمنية،ودخلت في مأزق استراتيجي،بات يهدد هيبتها العسكرية، اذا ما تمكنت جماعة انصار الله من اسقاط احدى طائراتها الحربية او اغراق احدى مدمراتها،وبما يكشف ضعفها وعجزها أمام موسكو وبكين وطهران،أعلنت انسحابها من حرب الإسناد لإسرائيل،دون ان يشمل اتفاقها وقف جماعة انصار الله – اليمنية،معركتها الإسنادية لقطاع غزة.

والتغير الثالث في الموقف الأمريكي ،كان بالموقف من حركة حماس والمفاوضات معها، فهي تصنفها أمريكا كحركة إرهابية،وتوعد ترامب قبل تسلمه مقاليد حكمه وبعد تنصيبه كرئيس لأمريكا،بأن يفتح عليها ابواب جهنم،ما لم تطلق سراح كل الأسرى خلال فترة زمنية محددة، ولكن لاحقاً رأينا لقاءات ومفاوضات عقدت بين مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ومسوؤل ملف الأسرى لدى الإدارة الأمريكية، أدم بولر في الدوحة أكثر من مرة مع قادة حركة حماس، حول قضية اطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب العدوانية على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية،وفتح المعابر،وانسحاب اسرائيل من القطاع، ولتثمر لاحقاً عن إطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية ،الإسرائيلية – الأمريكية عيدان الكسندر،كبادرة حسن نية من حماس تجاه ترامب قبيل زيارته لدول الخليج.

تغير المواقف الأمريكية من قضية الملف النووي الإيراني وقضية الحرب على جماعة أنصار الله – اليمنية،هو نتاج قوة ردع امتلكتها ايران وجماعة انصار الله،تجعل من استمرار العدوان على جماعة انصار الله ،او شن هجوم امريكي على منشأت ايران النووية،قد يكون لذلك تداعيات كبرى،بتوسيع دائرة الحرب وما سيترتب عليها من اغلاق كامل للممرات البحرية من قبل ايران وجماعة أنصار الله- اليمنية،وهذا سيصيب الإقتصاد العالمي في مقتل،حيث ستنهار اسهم البورصة وسترتفع اسعار النفط،وستتأثر سلاسل توريد الطاقة وخطوط التجارة العالمية.

وبالنسبة لمتغير العلاقة مع حماس، فأمريكا ترى بأن الحركة والمقاومة الفلسطينية، لا تمتلك القدرة والقوة الكافيتين للضغط على امريكا لإجبارها على ممارسة ضغوط جدية على اسرائيل من أجل انهاء حربها وعدوانها على قطاع غزة.

امريكا انفصلت عن اسرائيل في حروبها مع اليمن ومع ايران،لأنها مجبرة على ذلك،ولكنها لم تنفصل معها عن حروبها في قطاع غزة وفلسطين،فهي لا تواجه ضغوط جدية في هذا الإتجاه،وخاصة بأن امريكا هي من يسلح ويمول ويحمي قانونياً وسياسياً في المؤسسات الدولية،ويمنع تنفيذ قرارات الشرعية الدولية،والواقع يقول بأن مواقف امريكا قابلة للتعديل،ولكن أدوات الضغط السياسي هي الأهم هنا،فأمريكا التي حصلت من العرب على الترليونات من الدولارات،لم يكن مقابلها موقف حازم،بوقف الحرب على قطاع غزة مقابل ذلك،ولكن بالمقابل دولة فقيرة كاليمن تعرض شعبها للحصار والدمار وشعبه يعاني من الفقر والتجويع ،عمل على فتح جبهة اسنادية للقطاع،وفرض حصار بحري على السفن التي تحمل البضائع لموانىء اسرائيل،وصعد من تلك الجبهة الإسنادية لفرض حصار جوي،يطال المطارات الإسرائيلية وفي قلبها مطار اللد،هذا اليمن الذي تتساقط صواريخه على عمق اسرائيل وتقفل حركة الطيران من والى دولة الإحتلال،سيزيد من الضغوط على مستوطنيه،الذين باتوا يعيشون حالة من القلق والخوف والهروع الى الملاجىء على وقع الصواريخ اليمنية، سيضغطون على حكومتهم ،من أجل وقف الحرب على قطاع غزة وعودة الأسرى ضمن صفقة تبادل.

التعديلات التي جاءت في خطاب ترامب على المواقف من ايران وجماعة أنصار الله – اليمنية، ومن ربط التطبيع بين السعودية واسرائيل، تقول بأن المواقف الأمريكية قابلة للتعديل، لكن أداة فرض التعديل على الساسة الأميركيين ليست الإغراء بمكاسب يعتقد الأميركيون أنهم يحصلون عليها بسبب الخوف من عواقب غضبهم، بل بالثبات على المواقف وإدارة الظهر للضغوط الأميركية، وهكذا لم تعُد الحرب على إيران واردة على الطاولة، وهكذا أيضاً لم يعد التطبيع السعودي مع “إسرائيل” شرطاً مسبقاً لبرنامجها النووي.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

الرئيس يجتمع مع رئيس الوزراء اللبناني

شفا – اجتمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس اليوم الجمعة، مع رئيس الوزراء اللبناني نواف …