
بُحَّ الَصوتُ ، بقلم : نسيم خطاطبه
بُحَّ الصّـوتُ، لكنْ صَـداهُ مُـوقِنُ
وفَجـرُ يومٍ جَـديدٍ فيـهِ سَـكَنُ
نُضَمِّـدُ الجُـرحَ، نَـمْضي لا نُبـالي
إلـى العُـلا بالمَـدى والـوَعى وَسَـكَنُ
لِـوَطـنيَ الـغـالي أوهَـبتُ خافِـقي
وفي ثَـراهُ الـمُـقَدَّسِ سوفَ أُدفَـنُ
تَـفـوحُ أعْـطارُ مَـاضٍ في مَـواطنِـنا
وتَسْكُـنُ الروحُ فيـها دونَـما كَفَنُ
خَـليّ تُـرابُ الـوَغى والدَّمْعُ شاهِدةٌ
وفي الجِـوارِ أُقيمُ الـرُّوحَ والأسَنُ
اكتُـبـوا عَـلى لَـحْدي: “شاعِرٌ بَـكَى
قَـبلَ القَـصيدِ، دُموعُهُ لم تَـخُنُ”
والـدّمُ الـذي سالَ مِن جُرْحِ الـفتى
قَـدْ نـالَ قُدسَ الطُّهْرِ، فـيهِ الرَّهَنُ
عَـلّمـوا الأجْـيالَ أنّـي حُـرُّهُم
لا يَـرضَـى الـهَوانَ، ولا الـدُّنى تَـفْـتِنُ
كمْ حارَبَ الـجُهلُ حَـرفًا شامِخًا
وظَـلَّ بالحَـقِّ يَـعلو، ساطِعًا زَمَنُ
لـنْ يَسـكنَ الـخُلدَ مَـن قد كانَ مُرتَعِـشًا
ولا اسـتراحَ ومِـنْهُ الـوَطـنُ مِـحَنُ
يا قُدسُ، إنّي رَهَـنْتُ الـروحَ مُـخْـلِصَةً
فِـداءَ ربٍّ عَظيمٍ سَـيرهُ الـوَسَـنُ
أُوقِـنُ أنّ الـعِظامَ الـطاهِراتِ غَدَتْ
في دارِ خُـلدٍ، ومِـنها تُـرْتَجى الجَنَنُ
نسيم خطاطبه