12:21 صباحًا / 6 مايو، 2025
آخر الاخبار

بين الإبداع الرقمي والتحفيز الوظيفي ، كيف نعيد بناء التعليم الفلسطيني في ظل التحديات المعاصرة ؟ بقلم: د. عمر السلخي

بين الإبداع الرقمي والتحفيز الوظيفي ، كيف نعيد بناء التعليم الفلسطيني في ظل التحديات المعاصرة ؟ بقلم: د. عمر السلخي


في ظل بيئة سياسية مركّبة يعيشها الفلسطينيون، تتعدد التحديات التي تواجه النظام التعليمي، بين ضغوط الاحتلال، ونقص الموارد، ومحدودية الاستقلال الرقمي، لم تعد المعركة التعليمية تقتصر على القاعات الدراسية، بل امتدت إلى الفضاء الرقمي، حيث يسعى الاحتلال إلى السيطرة على السرديات والمضامين، في هذا السياق، يصبح تطوير التعليم الفلسطيني مشروعًا وطنيًا يتطلب رؤية جديدة، تجمع بين التحفيز الوظيفي والإبداع الرقمي كأدوات صمود ومقاومة.


لقد أثبتت تجارب الدول النامية والناهضة أن التحفيز الوظيفي للمعلمين والكوادر التعليمية يمثل حجر الزاوية في بناء أنظمة تعليمية قوية، وفي الحالة الفلسطينية، حيث يعاني المعلمون من أعباء اقتصادية وسياسية مضاعفة، تزداد الحاجة إلى منظومة تحفيزية شاملة، تشمل: تحسين بيئة العمل المادية والنفسية وإشراك المعلمين في عمليات صنع القرار التربوي، وبناء نظام حوافز عادل يرتبط بالإنجاز لا بالانتماء الإداري، إن الاستثمار في رفع دافعية المعلمين ، اصبح ضرورة وجودية لضمان جودة التعليم الفلسطيني في مواجهة كل أشكال القمع والتهميش.


في عالم يتسارع فيه التحول الرقمي، لم يعد مقبولًا أن يبقى التعليم الفلسطيني رهين الأساليب التقليدية، المطلوب هو تسليح الطلبة والمعلمين بالمهارات الرقمية التي تُمكنهم من: استخدام التقنيات الذكية في التعلم والإنتاج المعرفي، وبناء منصات رقمية مستقلة تعزز الرواية الفلسطينية، ومواجهة السيطرة الرقمية الإسرائيلية التي تسعى لمحو الهوية الوطنية، ف لإبداع الرقمي، إذن، ليس مجرد أداة تعليمية، بل بات سلاحًا ثقافيًا في معركة الصمود الوطني.


تكمن قوة مشروع تطوير التعليم الفلسطيني في الربط العضوي بين تحفيز الكوادر البشرية وتمكينها رقميًا، فلا يمكن لمعلم أن يبدع وهو محبط ماديًا ونفسيًا، ولا يمكن لطالب أن يتطور في ظل نظام جامد لا يعترف بالتغيير التكنولوجي، لذلك، فإن أي خطة لإعادة بناء التعليم الفلسطيني يجب أن ترتكز على: برامج تأهيل رقمي مستدامة للمعلمين، وتطوير مناهج تفاعلية تعزز التفكير النقدي والإبداعي، وتحفيز بيئة مدرسية داعمة للابتكار وروح المبادرة.


إن معركة التعليم الفلسطيني اليوم تتجاوز حدود الكتب والقاعات؛ إنها معركة على الوعي، على الرواية، وعلى المستقبل، وكي نربحها، لا بد أن نؤمن أن المعلم الممكَّن والطالب المبدع هما الخط الأمامي في الدفاع عن الهوية الوطنية الفلسطينية، فبدمج التحفيز الوظيفي مع الإبداع الرقمي، نرسم ملامح تعليم فلسطيني قادر على الصمود، وعلى بناء جيل يعرف كيف يحلم… ويقاتل من أجل تحقيق أحلامه.

شاهد أيضاً

اللواء د. كميل : ما نفذته وتهدد به قوات الاحتلال من هدم المنازل في مخيم نور شمس يعبر عن السادية الحقيقية القائمة على العقلية الإجرامية

اللواء د. كميل : ما نفذته وتهدد به قوات الاحتلال من هدم المنازل في مخيم نور شمس يعبر عن السادية الحقيقية القائمة على العقلية الإجرامية

شفا – شدد محافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل على أن ما قامت به …