
الكيان الصهيوني يتمدد وسط صمت عربي رسمي وشعبي ، بقلم : غسان ابو نجم
منذ تسلم الثور الأمريكي الهائج الرئاسة وتهديده بضرورة إنهاء ملف الرهائن قبل تسلم سلطاته الدستوريه انشغل العالم اجمع بصفقة الرهائن بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني الا نتنياهو وحكومة الاحتلال الصهيوني التي عملت بصمت وهدوء في تحقيق أهداف حرب الابادة الجماعية التي شنتها على شعبنا محاولة تحقيق ما لم تستطيع تحقيقه في الميدان
ففي ظل الانشغال الكبير لقوى المقاومة والوسطاء بحيثيات الصفقة وآلية تبادل الأسرى والرهائن عملت حكومة الاحتلال الصهيوني على ملف التهجير القسري لشعبنا في غزة وعرقلت عودة السكان إلى شمال غزة ومنعت دخول الآليات والبيوت الجاهزة إلى القطاع لمنع إعادة اعماره وبادرت رأس الشر العالمي الشريك الأساسي وعلى لسان رئيسها إلى طرح قطاع غزة للمزاد العلني وتحويلها إلى منتجعات بعد تهجير سكانها إلى مصر والأردن وبلدان أخرى مما كشف عن جوهر وماهية وأهداف هذه الحرب فقطاع غزة له أهمية أستراتيجية لأمريكا وحليفها الصهيوني فبحر غزة يزخر بكميات كبيرة من الغاز وتشكل أهمية أستراتيجية لشق قناة بن غوريون التي ستلتهم أرض غزة وتستدعي طرد سكانها وتشكل أهمية لقطع طريق الحرير الصيني وتسهل مرور طريق الغاز القطري الذي سينعش الاقتصاد الصهيوني ويعتبر بديلا لخط الغاز الروسي ولتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية يجب القضاء على كل أشكال المقاومة التي يمكن ان تعيق تحقيق هذا المشروع ويستدعي تهجير ما لا يقل عن ثلثي السكان من قطاع غزة لتسهيل قيام المشاريع الاقتصادية له وهذا ليس افتراضا نظريا بل مشروع حقيقي سعت له أمريكا ونفذه الكيان الصهيوني الذي سيجني منه هدفين هامين
السيطرة على قطاع غزة وتوسيع مملكة صهيون
وعائدات اقتصادية واسعة عند تحقيقه على الأرض
ولأن غزة ليست من ضمن الشعائر التوراتية لبني صهيون سمحت حكومة الاحتلال الصهيوني لشريكها الأمريكي للسيطرة على مستقبل القطاع بشرط أن يسمح الثور الأمريكي الهائج لها بضم الضفة الغربية التي يعتبرها الكيان الصهيوني صلب مملكة بني صهيون والتي أطلق عليها يهوذا والسامرة
وقد شرعت قوات جيش الابادة الصهيوني بتدمير وتهجير سكان المخيمات في شمال الضفة الغربية مخيمات جنين وطولكرم والتي تعتبر عنوان اللجوء الفلسطيني ومحطات العودة لفلسطين التاريخية والسيطرة العسكرية على شمال الضفة والحاقها بدولة الاحتلال الصهيوني وشق الطرق حول هذه المخيمات لحصارها بارتال من الدبابات وهي بذلك تلغي الدور القانوني لولاية السلطة الفلسطينية عليها والتي جهدت في خدمة الاحتلال للحفاظ على وجودها ولكن ولأن الهدف الاستراتيجي لدولة الكيان هو ضم الضفة الغربية لسلطتها أصبح من الضروري إلغاء دور السلطة في الأراضي المحتلة تدريجيا دون إعارة القانون الدولي و المجتمع الدولي أي إهتمام طالما أنها محمية من المسائلة الدولية أو الملاحقة بسبب الدعم الأمريكي لها ويظل السؤال الأهم قائما ما هو موقف سلطة رام الله مما يحدث وكيف ستحافظ على وجودها وسلطتها التي يقضمها الاحتلال يوما بعد يوم.
أن هذا التمدد الصهيوني في الأرض العربية لم يقف عند الوطن الفلسطيني بل توسع قبل ذلك في الأرض السورية فبعد إسقاط النظام السوري على أيدي عصابات القتل التركية الصهيونية تمت السيطرة على الدولة السورية من قبل حكومة السلطان التركي ودولة الاحتلال الصهيوني التي دمرت مقدرات الجيش السوري عبر آلاف الضربات الجوية على طول الحدود السورية واحتلت الجولان كاملا وجبل الشيخ والقنيطرة واعتبرت درعا والقنيطرة والجولان تحت الولاية الصهيونية ولا تسمح لأحد بالتدخل فيها واعتبرت الطائفة الدرزيه في سوريا تحت حمايتها وفتحت سوق لعمل السورين في الهضبة للعمل داخل الأرض العربية التي تحتلها.
أن هذا التمدد الصهيوني في الوطن العربي الذي شمل الوطن الفلسطيني والدولة السورية رافقه محاولات سياسية ودبلوماسيه للضغط على الدول العربية لتقبل مشروع التهجير لاكتمال الهدف الصهيوامريكي لم يجابهه موقف عربي جمعي رسمي وشعبي حتى الآن فالشعب الفلسطيني في غزة التي صمدت أكثر من خمسمائة يوم أمام اعتى منظمة إرهابية عسكرية عرفها التاريخ الحديث واستطاع شعبنا في القطاع أن يفشل المشروع الصهيوني الأمريكي ورفض التهجير القسري والطوعي وتمسك بوجوده في أرضه وحافظ على بنيته التي حاول الاحتلال الصهيوني تدميرها رغم هذا الصمود الأسطوري لم يرافقه موقف عربي رسمي وشعبي لتعزيزه مما دفع دولة الاحتلال الصهيوني وحلفائها إلى التمادي في تحقيق مشروعها وحلمها في بناء مملكة صهيون التي تمتد من القدس إلى حدود دمشق
ولم تقف طموحات الكيان الصهيوني عند هذا الحد بل امتد ليطال لبنان التي اصبحت حكوماتها اداة طيعه تأتمر للسفير الأمريكي والتهديد الصهيوني وصلت بها حد عدم قدرة حكومته إستقبال أي طائرة مدنيه إيرانية أو إدخال الأموال لاعمار ما دمره العدو الصهيوني إبان العدوان وامتد الأمر إلى محاولات تضيق الخناق على المقاومة اللبنانية سياسيا والدفع بإتجاه نزع سلاحها لاحقا بل لم يجرؤ بعض الرموز السياسية اللبنانية من حضور مراسم تشيع السيد حسن نصر الله وكل هذا يتم بتنسيق أمريكي صهيوني كذلك تم الضغط وبشكل علني على الأردن ومصر بقطع المساعدات الأمريكية عنها حال رفضها عدم قبول خطة التهجير وسبق ذلك الضغط على السعودية لاستثمار تريليون دولار في السوق الأمريكية
ان هذا التوحش الراسمالي الذي يقوده ثور أمريكا الهائج والطموح الهمجي لدى حكومة الاحتلال الصهيوني طال أيضا مؤسسات دوليه حقوقية وانسانيه لقطع أي دعم للشعب الفلسطيني فاوقفت أمريكا دعمها للانروا وطرد الكيان الصهيوني ممثليها من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد إسقاط الإعتراف بها وشيطنتها لأنها تمثل عنوان للعودة وتبقي حالة اللجوء الفلسطيني حية في الاذهان وفرضت أمريكا عقوبات على المحكمة الجنائية الدوليه والمدعي العام كريم خان وعلى حكومة جنوب أفريقيا التي تقدمت بطلب اعتقال نتنياهو وغالانت بتهم جرائم حرب الابادة الجماعية التي شنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
ان هذا الواقع المزري الذي وصل إليه حال الوطن العربي يدفع بإتجاه المزيد من الاطماع الصهيونية والتوحش الراسمالي الأمريكي وسيطال كيانات ودول اخرى عربية ولن يقف عند حدود ابتلاع أرض فلسطين وتهجير شعبها ان لم يكن هناك موقفا عربيا حازما لمواجهة هذا المشروع