12:51 صباحًا / 18 فبراير، 2025
آخر الاخبار

بدايته طوفان ونهايته زلزال ، بقلم : فادي البرغوثي

بدايته طوفان ونهايته زلزال ، بقلم : فادي البرغوثي

طيلة فترة الحرب كان نتنياهو يبحث عن صورة نصر يقدمه ” للإسرائيليين ” في غزة بعد ما حصل الذي حصل له بعد اقتحام كتائب القسام لغلاف غزة تبين عن فشل استخباراتي وعسكريا كبير كشف فيها هشاشة الجندي الاسرائيلي وقلة حيلته وعجزه أمام فعل المقاومة الهادر الذي اغضب واستفز ليس ” اسرائيل ” فحسب بل استفز كل من له علاقة جيدة معها .

فكان ردة الفعل ليست بالهينة عن طريق تشديد الاحتلال الحصار على غزة وفي نفس الوقت القصف المتواصل لكل شيء من بشر وشجر وحجر لكن مع كل الاجرام استخدمت المقاومة حرب العصابات بطريقة مهنية عالية وجراءة لم يسبق لها مثيل حتى ان السيد نصرالله أظهر إعجابه في مقاتلين القسام خصوصا تلك الصور التي أظهرت فيها جنود القسام وهو يضع القنبلة على سطح الدبابة متقدما بشبشب وبرود أعصاب ما يجعلك تظن للوهلة الأولى انك أمام مشهد خيالي في فلم اثاره غير موجود بالأصل جسد فيه المقاتلين ملاحم بطولية واساطير خرافيه.

ورغم فقدان المقاومة الفلسطينية خيرة أبنائها الذين قادوا حركة حماس مثل رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري ورئيس المكتب السياسي في غزة مهندس الطوفان يحيى السنوار وغير الذين استشهدوا من كتائب القسام ظل الفعل المقاوم بتزايد مستمر حتى ان الاسرائيلي وقف عاجزا أمام هذه الأفعال البطولية وأعلن اخيرا بشكل مهين رفع الراية البيضاء .

في هذا الإطار لا بد لنا ان نشير الى بعض النقاط المهمة التي تؤكد على فشل الاحتلال الاسرائيلي .

اولا :_ لقد لجأ الاحتلال لمحاولة كي الوعي عند أهل غزة بمحاولة اقناعهم بان المقاومة فعل غير مجدي الا ان الصور التي بثت على شاشات تلفزيون ظهر الشعب الفلسطيني بأنه ملتف حول المقاومة ويدعمها بشكل كبير .

ثانيا :_ سينتهي الطوفان في وقف إطلاق النار وبانسحاب من غزة بشكل كامل بعدما كان يقول نتنياهو انه سيبقى في غزة وسيقضي على حركة حماس بشكل نهائي وسيهجر الناس منها ويستوطن في منطقة الشمال في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية لكنه في النهاية فشل وبقيت المقاومة في غزة .

ثالثا :_ فشل الاحتلال ان يستعيد الأسرى أحياء أو حتى ميتين ضمن قاعدة هينبال الشهير الذي تقول ان الجندي الميت خير في الجندي الحي وان توفى بعض الجنود الاسرائيلبين فهو ليس من سوء معاملة إنما بفعل القصف العشوائي والغير إنساني .

رابعا :_ من خلال عملية تبادل قصيرة كانت في بداية الحرب أبدت فيه المقاومة وبشهادات الرهائن ” الاسرائيلية ” التي خرجت من غزة بان مقاتلي القسام تفوقا اخلاقيا على الاحتلال بينما ظهرت ممارسات الاحتلال بحق الأسرى بطريقة وحشية لدرجة ان الكثير منهم فقد في السجن ثلثين وزنه كما ان عدد الشهداء الأسرى في هذه الفترة يفوق عدد الشهداء من عام ١٩٦٧ م جلهم مضى بتعذيب وحشي يفتقد لأدنى معايير الإنسانية .

خامسا :_ ظل نتنياهو يكابر في انه لا يريد ان يحرر المؤبدات مع ان الدفعة الأولى تشمل نصف المؤبدات تقريبا بعدد ٢٥٠ مؤبد من أصل ٥٥٠ في الدفعة الأولى ولا استغرب ان يخرج جميع الأسرى في السجون هو انجاز في غاية الاهمية لم يحدث في تاريخ شعبنا منذ الاحتلال .

سادسا :_ في هذا الإطار لا بد من ذكر ان غزة وقفت بشكل جلي أمام مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يحلم فيه نتنياهو والذي لطالما عرض الخرائط على شاشات التلفزيون وفي الأمم المتحدة والتي أظهرت فيها احتلال القطاع وعمل قناة بديلة عن قناة السويس واستخراج الغاز الطبيعي منها والذي يقدر بمليارات الدولارات يفوق اغلب دول المنطقة .

سابعا :_ لا شك أن الصفقة سيكون لها تداعياتها على حكومة اليمين الفاشي التي جاءت إلى السلطة بواقع القتل والدمار وانتهت بهزيمة مدويه ستعود مرة أخرى إلى حجمها في السابق وخروج أحزاب جديدة اكثر تفهما لحقوق الشعب الفلسطيني .

ثامنا :_ اجزم ان الأسرى ” الإسرائيليين ” الذين سيتم تبادلهم سيقوموا بعمل مظاهرات ضد الحكومة ولا استبعد رفع قضايا تتهم الحكومة وعلى راسها بن غفير وسموتريتش ونتنياهو غير ابهين بسلامتهم في محاولة قتلهم كما ان العديد منهم قد قتل بالقصف سيسبب لاحقا عاصفة كبيرة لبعض الاهالي الذي فقد ابنه لعناد حكومته الحمقاء .

تاسعا :_ لا ننسى ان الحرب كشفت عن دولة ” اسرائيل ” غطائها المخفي عالميا بإظهار طبيعتها الاجرامية خصوصا ذلك الانجاز الكبير التي اتخذته محكمة الجنايات الدولية في اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير جيشه السابق نواف غالانت ما يحرمهم ١٢٠ دولة وهو ما يعتبر عملية ضبط لكل رئيس وزراء ووزير جيش الاحتلال القادم .

على ضوء ذلك فإننا يجب أن نتفاءل برغم الجراح لان النتيجة لصالح شعبنا قد يقول قائل بان عدد الشهداء كبير والدمار رهيب وهذا صحيح لكن جاء هذا القتل والاجرام والدمار ليس عبثا إنما يدل على حجم الضربة التي توجهت للاحتلال والذي بدأت في طوفان وانتهت بزلزال الم في اتفاق كان سابقا يرفضه فاجبر عليه ليس بضغط دولي كما يروج البعض إنما تحت ضربات موجعه زلزلت جنوده من شباب وضعوا ارواحهم على اكفهم يؤمنون بشعار قاله من سموا اسمهم عليه في بداية العمل الثوري في فلسطين عز الدين القسام “نصرا أو استشهاد”.

شاهد أيضاً

استشهاد طفل متأثرا بإصابته في قصف للاحتلال على قباطية

شفا – أعلنت وزارة الصحة، عن استشهاد الطفل ضياء الدين أحمد عمر سباعنة (15 عاما) …