8:15 صباحًا / 27 يوليو، 2024
آخر الاخبار

لا تتركوا غزّة وحدها ، بقلم : رولا خالد غانم

رولا خالد غانم

لا تتركوا غزّة وحدها ، بقلم : رولا خالد غانم

لم يعد هناك أي وقت ولا جدوى كي ندين ونستنكر ونشجب، لقد صار كل شيء واضحا، التجارب والتاريخ والأفكار كلها صارت مجربة، لم يعد ينفع التكرار ثم انتظار النتائج نفسها، إن العدو قاتل ولا بصيص أمل منه، وإن لم نتكاثف ونتخذ خطوات فعلية سوف يلغي وجودنا، ونصبح جميعا لقمة سهلة في جوفه، قطاع غزة منطقة محاصرة دمرتها الحروب، حبيسة لمساحة 365 كيلو متر مربع، وتعيش في ظل حصار خانق وغير قانوني، لقد زرتها قبل شهرين واستغربت من عزيمة شعبنا هناك، كيف استطاع أن يتعايش مع هذه الحياة الصعبة التي تفتقر لمقومات الحياة الأساسية، الكهرباء كانت تقطع معظم الوقت ولا تأتي سوى مدة ست ساعات لا يُعرَف موعدها، مرة ليلا ومرة صباحا ومرة عصرا، قلة قليلة من تمتلك أجهزة مولدات طاقة بالكاد تستطيع تشغيل مروحة، ناهيكم عن الوضع الاقتصادي المتردي، رغم هذه الحياة الصعبة كنت أشعر بفرح خجول للقاء الأهل والأحبة وأشعر بالقهر ذات الوقت وأنا أرى بأم عيني الظروف القاسية التي يتعايشون معها، هذه الظروف التي لا يقوى عليها أحد، رغم أن الضفة الغربية لم تسلم أيضا فهي تقتحم يوميا ، وتقدم الشهيدا تلو الشهيد والمعتقل تلو المعتقل، ناهيكم عن الحواجز التي تقطع أوصالها وتدنيس مقدساتها على رأسها المسجد الأقصى المبارك، وها هي غزة اليوم تتعرض لهجوم وحشي آخر، وقد كانت تتعافى وتلتقط أنفاسها من الضربات السابقة، هذا الهجوم لم يرحم شجرة ولا كنيسة ولا مسجدا ولا مدرسة، ولا بناية ولا طفلا ولا امرأة ولا عجوزا، حرب لا رحمة فيها في ظل انحياز غربي كامل لإسرائيل وعدم اتخاذ خطوات فعلية من قبل الدول العربية للحد من تغول العدو، عليه لا بد من تحرك المجتمع الدولي ووقف هذا الخراب، لا بد من ثورة على الظلم ونصرة الشعوب التي تهدمت بلادها وتشرد وقُتل وسُجن وعُسف بأهلها الآن، وليس بعد قليل، إن القاتل الذي تلطخت يداه بالدم إن لم نكثف الجهود ونتحد لم يرحم أحدًا فينا.

لا تتركوا أولادنا ومقدساتنا بيد هذا الموت، وهذه الحرب التي لا ذرة إنسانية فيها تلك الحرب التي تسعى للتطهير العرقي وإلغاء وجودنا، نحن نواجه الموت ظلما وعدوانا نحن أصحاب الحق، وتم التضحية بالآلاف خلال أيام والذين نخسرهم هم أطهر وأشرف وأنقى أنقياء أمتنا، لا تتركوا أولادنا ومقدساتنا بيد هذا الموت، إن كل من باع فلسطين قريبا سيقع هو وشعبه في مثل هذه الحرب، سيجد نفسه مغدورا وبلا نصير.


وهذا هو الخذلان وهو الخيانة والخيانة هي الاستهتار بقضيتنا والتخلي عن الحق والدفاع عن كل ما حرَم الله.

رولا خالد غانم – طولكرم

شاهد أيضاً

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

شفا – هاتف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وزير خارجية سلطنة …