8:30 مساءً / 29 أبريل، 2024
آخر الاخبار

وقفة صامتة على دور قناة الجزيرة، بقلم : اللواء سمير عباهره

اللواء سمير عباهره

وقفة صامتة على دور قناة الجزيرة، بقلم : اللواء سمير عباهره


كثيرا ما تتمتع وسائل الاعلام العامة بمكانة خاصة في النظام السياسي للدولة بحكم انها تلعب دورا مهما في التفاعلات السياسية الجارية في المجتمع مع وجود اوجه تأثير من قبل النظم السياسية الحاكمة لخدمة أغراضهم وهذا هو حال فضائية الجزيرة.

وعادة ما تقوم وسائل الاعلام بأدوار متعددة في الحياة السياسية يكون لها دور بارز في تكوين الرأي العام وتشكيل المفاهيم التي يمكن بناء التصورات حولها.

وتتنوع وسائل الاعلام في رسالتها فمنها ما وجد من اجل خدمة القضايا الوطنية والقومية عندما نتحدث عن وسائل الاعلام العربية ومنها من وجد من اجل القيام بادوار مشبوهة وموجهه.


وحتى نكون اكثر وضوحا فقد دأبت وسائل الاعلام الوطنية على القيام بادوار هامة لخدمة المشروع الوطني ومقاومة الدعاية القادمة من الاتجاهات المضادة ومواقفها المتربصة حتى تستطيع ان تؤدي رسالتها الوطنية بحيث يصار الى خلق حالة من التماسك بين جميع مكونات الشعب في المواقف السياسية المهمة وعند الحاجة لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالأمن القومي للبلاد.


هذه الفضائية التي تدعي حرصها على القضايا القومية العربية نجدها تعمل عكس ما تدعيه وهي عبارة عن اداة لتنفيذ السياسة التي تنشدها الدولة.

فقد عملت هذه القناة على ضرب الامن والاستقرار في مختلف الاقطار العربية وتحديدا في فلسطين ووقفت ضد المشروع الوطني الفلسطيني وعملت على تغذية الانقسام الفلسطيني وتعميقه وتكريسه وعلى تطبيق مخطط اسرائيل بفصل الضفة عن قطاع غزة وحاولت التعامل مع دولة فلسطينية في غزة.


محطة الجزيرة كانت ولا زالت منبرا اعلاميا للمسئولين الاسرائيليين من خلال استضافتهم لتفريغ احقادهم ضد الشعب الفلسطيني وفتح المجال امامهم لتزوير كل الحقائق التاريخية والسياسية دون ادنى ردة فعل من صحافيي الجزيرة والذي اتسم اداءهم بالتساوق مع كل ما يطرحه هؤلاء المسئولين والتصفيق له وتحديدا فيما يتعلق بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وتنكرهم لها وهكذا تكون الجزيرة قد خدمت الاهداف الصهيونية على حساب القضية الفلسطينية.


وهنا يجدر بنا توجيه السؤال التالي لمصلحة من تعمل قناة الجزيرة الفضائية ؟ فهي عندما تقف ضد مشروع التحرر الوطني الفلسطيني تكون قد تقاطعت مصالحها مع مصالح اسرائيل بل ان هناك تنسيقا قائما بينهما وهذا ما كشف عنه رئيس الموساد الاسرائيلي الاسبق “شابتاي شافيت” عندما اكد ان “قطر والجزيرة لعبت دورا تاريخيا لصالح اسرائيل في المنطقة وأكد شافيت بان السياسة الخارجية القطرية تمثل الذراع السياسية لإسرائيل”.


هذا هو دور قناة الجزيرة فبدلا من خدمة القضايا القومية العربية نجد انها وجدت من اجل خدمة اسرائيل فقد تخلت عن مهنتها وموضوعيتها وحيادها وتحولت الى مشروع مخابراتي اسرائيلي باعتمادها الكذب والتضليل وحرف البوصلة عن الحقوق الفلسطينية فلم تكن يوما مع الحق الفلسطيني بل عملت على خلق اجواء تصعيد بين مكونات النظام السياسي الفلسطيني وخلق حالة من الفوضى بما يخدم اجندتها السياسية التي تهدف لإفشال المشروع الوطني الفلسطيني لحساب قوى اخرى ولتمرير مخططاتها التي تخدم المشروع الصهيوني حيث يتقاطع هذا الهدف مع اهداف ايران وأدواتها في المنطقة ومع كافة المشاريع الهادفة لضرب المفاهيم الوطنية والقومية وتخليها الصريح عن كل قواعد المهنية الصحفية والموضوعية النسبية والحياد مما يؤكد أنها كانت مشروعاً مخابراتياً صرفاً حيث اعتمدت على عمليات الكذب والتزوير والتشويه من أجل تضليل الرأي العام وبقيت بعيدة كثيرا عن ابراز الحقائق بل والعمل على طمسها وعمدت في الكثير من نشراتها وتحقيقاتها وبرامجها لإظهار القيادة الفلسطينية في موقع القصور لمصلحة تيارات سياسية اخرى على الساحة الفلسطينية.

فلمصلحة من يتم طمس النضال الوطني الفلسطيني ومن هو المستفيد من محاولات شق الصف الوطني الفلسطيني سوى التماهي مع قوى اليمين الاسرائيلي المتطرف.


لقد اصبح واضحا ان التغطية الاعلامية التي تقوم بها الجزيرة للأحداث التي تجري في العالم بشكل عام والأحداث التي تجري في الدول العربية وفلسطين بشكل خاص بعيدة كل البعد عن المهنية وعن التغطية الموضوعية ولا تحقق الحد الادنى من مكونات الرأي والرأي الاخر وبقيت تختفي وراء شعارات كبيرة سعت من خلالها لإقناع الشارع العربي بأنها تمثل صوت الحقيقة وقد تعمدت بشكل واضح على عدم تغطية الكثير من الاحداث الوطنية الفلسطينية والانتهاكات الصهيونية المتكررة وهذا بحد ذاته يطرح تساؤلا مشروعا لمن يرى في قناة الجزيرة منبرا حرا يناصر القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ولو اجرينا مقارنة بسيطة بين الاعلام الاسرائيلي وقناة الجزيرة سنجد ان هناك تقاطع مصالح بينهما فيما يتعلق بضرب النسيج الوطني الفلسطيني وضرب المشروع الوطني الفلسطيني بل ان الجزيرة اصبحت ناطقة باسم اليمين الاسرائيلي وتشكل مرجعية لكثير من القنوات الاسرائيلية.

وهكذا يتضح ان قناة الجزيرة تعتبر احد الركائز الاساسية في خدمة المشروع الصهيوني وخنجرا مسموما في خاصرة الوطن العربي وفي خاصرة الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني.

شاهد أيضاً

محافظ سلفيت اللواء عبدالله كميل يبحث مع سفير مالطا تطوير العلاقات الثنائية

شفا – بحث محافظ سلفيت اللواء د. عبدالله كميل مع سفير جمهورية مالطا لدى دولة …