10:07 صباحًا / 6 مايو، 2024
آخر الاخبار

هنا ..غزة ، بقلم : ناريمان عواد

هنا ..غزة ، بقلم : ناريمان عواد

هنا ..غزة ، بقلم : ناريمان عواد

امشي ، اركض احاول الاختباء ولكن القذائف المجنونة تلاحقني .عدو شرس يفترس الحياة من حولي .امشي اركض اصرخ .قذيفة موجهة من البحر تسقط على منزلي .ينهار السقف والجدران على رأسي. أتلفت حولي لأشاهد والدي ووالدتي مضرجين بالدماء .

أحاول أن أرفع ذراعي اتحسس وجهي أغوص في الغبار المتكدس من الجدران المنهارة. دماء تسيل على وجنتي . اتحسس ذراعي فجأة يخرج قلبي من شدة الفزع .أين ذراعي ؟ أصرخ أبي أمي أخوتي أين أنتم أصرخ وصوتي الضعيف يكاد لا يخرج من شفتاي.

قبل ساعة كنت وأخوتي نجلس متراصين للحصول على بعض الدفء اسناننا تصطك من شدة الخوف .ادخل في غيبوبة قصيرة لافتح عيناي على صراخ في الشقة المقابلة .

كان صديقي احمد يقول لي ونحن نستمع لأصوات القذائف هل سننجو من هذا العدوان؟ إن نجينا من البحر، لن ننجوا من الجو، ناهيك عن الضرب المستمر من البر.

هل سنعيش ونكبر، هل سنمارس حقنا في لعبة كرة القدم هوايتنا المفضلة وان كانت في شوارع الحي، هل سننهي دراستنا ونصبح اطباء كما حلمنا؟

كان أحمد يسألني البارحة هل لديك شيء نأكله أنا جائع واخوتي جائعين وأخي الرضيع لا يتوقف عن البكاء لأن امي لم تتناول الطعام منذ يومين ولا تجد شيئا لإرضاعه.

أطأطئ رأسي خجلا ،انا ايضا لا أجد لقمة تسد رمقي .الخوف والجوع قاسيان والبرد أيضا. تصطك اسناني من الخوف .

غادر اخي المنزل للحصول على بعض الطعام للعائلة ولكن قناص قريب رماه برصاص غادرة .

ما بين الصحوة والإغماء اسمع صوت الرصاص والقنابل وسيارة الإسعاف تلتقط ما تبقى من حياة فينا . قذيفة قريبة تلتهم جدران الشقة المقابلة .صوت الانفجار يفقدني القدرة على السمع .كان صراخ احمد يشق السماء وأصوات عويل والديه تقتلني . اتحسس ذراعي لاحاول الوقوف .

أين ذراعي ؟

الآن أدركت انني لم أكن احلم وإنني حقا فقدت ذراعي .ارتمي من شدة الفزع احاول البكاء والصراخ لكن صوتي يبقى محبوسا .

شاهد أيضاً

إسرائيل تبدأ عملية إخلاء الاحياء الشرقية من رفح جنوب قطاع غزة

إسرائيل تبدأ عملية إخلاء الاحياء الشرقية من رفح جنوب قطاع غزة

شفا – أنذر الجيش الاسرائيلي السكان والنازحين بإخلاء الاحياء الشرقية من مدينة رفح جنوب قطاع …