8:23 صباحًا / 25 أبريل، 2024
آخر الاخبار

حوار مع كاتبة وصحفية مصرية، وما يحدث في مصر الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات، الثقافية، التي اقوم بها، منذ فترة بعيدة، مع سيدات عربيات، بهدف تسليط الضوء عليهن، كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع الكاتبة والصحفية المصرية آية ياسر، وهي شخصية، تَّتصفْ بقوة الشخصية، وبالذكاء، والجرأة والصراحة، وبتحليلها السياسي العميق والموضوعي جداً، وهي شابة في مقتبل العمر، تتمتع بوعي كبير جداً، وبثقافة راقية، كعادتي مع كل من احاورهن كان سؤالي الأول لها هو:
@ من هي الأستاذة آية ياسر؟؟؟
أنا أحمل شهادة بكالوريوس في الإعلام من جامعة القاهرة، أعمل محررة صحفية بجريدة السياسة الكويتية ومديرة للموقع الإلكتروني لمجلة نجوم الغلاف؛ بالإضافة إلى كوني كاتبة. أنا إمرأة ولدتُ، وعشقُ الكتابة يجري فى دمي.. أحيا بالكتابة، وأحيا من أجلها..أكن عشقاً خاصاً لفن الرواية، وأحب أن أبحر مع شخوصها فى عالمهم، وأتوحَّدُ معهم، فأنا أشعر بأنهم أشخاص حقيقيون من لحم ودم ومشاعر، ساقتني الأقدار للعمل الصحفي، ثم لأصبح ناشطة سياسية، عندما شعرت بأن الوطن يناديني، لتلبية واجبي الوطني نحوه، فاستجبت له طائعة، أحلم بأن أضيف شيئا لعالم الإبداع الأدبي، وان نتمكن من تحقيق أهداف ثورتنا العظيمة، وابرز هواياتي هي:القراءة والكتابة، وأحيانا أمارس فن التصوير، وإلتقاط الصور، وفي أوقات فراغي، أستمع للمقطوعات الموسيقية.
@ ما هي القيم والأفكار والمباديء، التي تؤمن بها الأستاذة آية؟؟؟
العيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية.. مبادىء ثورة 25 يناير التي أرى أنها لم تتحقق للأسف الشديد، وانا أحترم المرأة الفلسطينية كثيراً،ً وأراها بطلة، ورمزاً للصمود والنضال والعزة والكرامة. فأنا أؤمن جيدا بمقولة: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس بطبعي أرفض الإستسلام واليأس والتخَّلي عن أهدافي مهما بلغت صعوبتها..ومثلي مثل معظم نساء برج الجدي، الذي أنتمي له، أتمتع بشخصية قوية وطموحة. وانا اعتقد، بأن شخصيتي قوية وصريحة وجريئة ومتفائلة.
@ هل تؤمني بحرية التعبير، والديموقراطية، والتعددية السياسية، والرأي، والرأي الآخر؟؟؟
بالطبع، وإلا لماذا إضطررتُ لأن أُخرج نفسي مُؤقتاً، من ثوب الكاتبة، إلى ثوب الناشطة السياسية ؟ .. حرية التعبير والديموقراطية والتعددية السياسية والرأي والرأي، الآخر كلها أسباب من أجلها لجأنا نحن الشباب إلى التظاهر والثورة، على النظام السابق، وأي نظام يحاول أن يسير على خطاه في تقييد الحريات وقصف الأقلام وخنق الفكر؛ وسأظل أناضل من أجل تحقيق ذلك، حتى الرمق الأخير.
@ هل تؤمني، بحرية المراة المصرية واستقلالها، اجتماعياً وسياسياً؟؟؟
بالطبع، فأنا لست بحاجة إلى التذكير، بأن المرأة هي نصف المجتمع، وهى من تُنجب وتُربي النصف الأخر، ولن أحكي عن الدور العظيم، الذي لعبته المرأة المصرية فى ثورة 1919م والنضال ضد الاحتلال الانجليزي، ثم الدور الكبير، الذي تلعبه المرأة المصرية، فى الحراك الثورى المصري، منذ ثورة 25 يناير..وهناك العديد من الأسماء التي لمعت فى سماء الأدب والفن والعلم في مصر؛ لكن للأسف، الدستور المصري الجديد، لم يعط للمرأة ما تستحقه من حقوق سياسية.
@ ما هو رأيك، في الحب بشكل عام، والحب والصداقة والزواج عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟؟؟
لا أظن أن العلاقات عبر مواقع التواصل الإجتماعي ناجحة إلى حد كبير، لأنها قد يتخللها زيف وكذب كبير، وأقنعة تُخفي ورائها الكثير، من صفات الصديق أو الحبيب.. لذا، لا أثق في هكذا أنواع من العلاقات؛ لكنني لا أستطيع، أن أنكر الدور الكبير، الذي تقوم به تلك المواقع في مجالات التسويق للأعمال وللأفكار، وما تقوم به من تقريب للمسافات، وتخطَّي للحدود المكانية، وما لعبته من دور في الحشدُ لثورات الربيع العربي، والتظاهرات بشكل عام.
@ ما هو رأيك بالشبكة العنكبوتية، وهل هي حقاً نعمة امْ نقمة؟؟؟
أنا أراها نعمة كبيرة، لأنها سهَّلتْ علينا الكثير من الأمور، مثل الوصول إلى الأخبار بسرعة فائقة، والحصول على كميات هائلة من المعلومات، في مختلف المجالات؛ كما مكَّنتنا من التواصل مع الأصدقاء والمعارف في بلدان أخرى؛ كما أن النشر الإلكتروني على شبكة الانترنت، خلَّص الكثير من الكتاب الشباب، من صعوبات النشر الورقي، وجعل القراء يستطيعون الحصول على الكتب بسهولة كبيرة . لكن بالطبع، لكل شيء محاسن ومساوىء، فالإنترنت، يمثل سلاح ذو حدين، بسب قضايا الغزو الثقافي، واقتحام ثقافات غريبة عن مجتمعاتنا؛ كما أن هناك بعض الاشخاص، يستغلونه فى النصب والاحتيال، أو الترويج لأمور مخالفة للقانون
@ ما هي علاقتك بالكتابة، وهل أنت اديبة شاملة، وما هي الرسالة التي تودي ايصالها للقاريء ؟؟؟
أنا أكتب الرواية والقصة القصيرة؛ حيث أن لي رواية ” ضائعة في دهاليز الذاكرة ” الصادرة عن دار الدار للنشر؛ وهي تنتمىي لأدب البوليسي، وأنا بصدد الإنتهاء من رواية فانتازيا بعنوان “همس الأبواب”؛ ولي مجموعة قصصية تحت الطبع،بعنوان “صرخات مكتومة ” . حيانا أكتب الخواطر الشعرية، كنى لا أستطيع أن أسمي نفسي شاعرة،كما أنني لم أخوض غمار تجربة الكتابة للمسرح من قبل. وبالنسبة لمسألة الرسالة الأدبية،فهى أشكالية لدى معظم الكتاب،لكني أرى أن الإبداع والإرتقاء بذوق الجماهير،وتقديم أدب ممتع وراقي لهم، هو في حد ذاته رسالة.
@ ما هي نظرتك، لثقافة المرأة المصرية، وهل انت راضية عنها؟؟؟
للأسف، لست راضية على الإطلاق، عن مستوى ثقافة المرأة المصرية، لكن الحق يقال، أنها تتعرَّض لظلم فادح، بسبب التقاليد الاجتماعية والفقر، فهما يقفان لها بالمرصاد، ولكن، مع إندلاع الثورة، بدأتْ نسبة الوعي، لدى المرأة المصرية تزداد، وخاصة الوعي السياسي، لكنه لازال غير مُرضي بالنسبة لى.
@ ما هي في رأيك، طموحات واحلام المرأة المصرية، والعراقيل والمشاكل التي تحول دون تحقيقها؟؟؟
أن تحظى بحياة إنسانية لائقة.. أن تحصل على فرص عمل مناسبة لها.. أن ينظر لها الرجل بنظرة غير تلك النظرة الدونية التي ينظرها لها معظم الرجال المصريون..أن تتمتَّع بجميع حقوق المواطنة على أرض الواقع وليس فقط مجرد كلام على ورق..أن يتخلَّى الرجال عن ممارسة القمع والعنف إتجاهها، وأن تستطيع السير في شوارع بلدها بدون أن تتعرض للمضايقة والتحرش الجنسي..أن تتيح الدولة لأبنائها الحياة الكريمة، والحق في العلاج والتعليم والطعام والملبس والمسكن .
@ كيف تُقَّيمي، نظرة الرجل المصري للمرأة المصريه، وتعامله معها، وهل انت راضية عن عنها ؟؟؟
ليس علينا أن نطلق تعميمات، فهناك رجال مصريون متحضِّرون للغاية، ويتفهَّمون حقوق المرأة وطموحاتها؛ لكن للأسف، فى المجتمعات التي تعاني من الفقر والجهل، وارتفاع نسب الأُمية، كما هو الحال في كثير من محافظات مصر، تنتشر أفكار سلبية، وخرافات، تجاه المرأة، بصفتها الطرف الأضعف، بالمقارنة مع الرجل، وبالتالى، تعاني من ظلمه لها، وتسلطه عليها.
@ هل تحبي السياسة، والنقاش والحوار السياسي؟؟؟
الإهتمام بالسياسة بالنسبة لي، يتركَّز في متابعتي للأحداث الجارية، وتعبيري عن رأيي، سواء على مواقع التواصل الإجتماعي، ووسائل الإعلام، ومن خلال التظاهر السلمي. وكما أسلفتْ، فإن الأحداث التي تمُّر بها مصر في السنوات الأخيرة، وخوفي على وطني، هو ما يدفعني للدخول، من آن لآخر، إلى عالم السياسة؛ لكني فى الأساس، كاتبة وإعلامية، قبل أي شيء .
@ لوحظ انك تكرهي ايران واسرائيل، فلماذا هذا الربط بينهما؟؟؟
ما أكرهه هو الرياء، والنفاق، والكذب، والخداع، وإستخدام أساليب سياسية قذرة، كالمؤامرات، وهذه الأمور تجيدها إسرائيل، وتجيدها إيران، وأرى أن من يحسب أن ايران تحمل الخير للعرب والإسلام، فهو واهم، فأيران مخططاتها الخاصة، وأغراضها في المنطقة العربية، وخاصة الخليج العربي، الذي تُطلق عليه ظلماً الخليج الفارسي؛ كما أن جرائم الحرس الثورى الإيراني في سوريا، وما يقوم به حزب الله التابع لإيران، من جرائم وتواطؤ ضد الشعب السورى، لمساعدة الأسد، على البقاء فى منصبه، حتى لو قتل معظم أبناء شعبه، كلها أمور واضحة، لكل ذي بصيرة. إيران تدَّعي نُصرة الاسلام، بينما تحمل الضغينة للعرب والمسلمين، وتسعى لتأسيس إمبراطورية فارسية، على أراضينا، وقد بدأت مخططاتها منذ سنوات فى التحقق على ارض الواقع، من خلال بسط نفوذها على العراق، واشاعة الفتن بين أبنائه، ومن خلال حزب الله اللبناني، وتحالفاتها مع الرئيس السوري بشار الأسد. إيران تحمل في جعبتها مخططاً يشبه المخطط الصهيوني لإقامة دولة من النيل للفرات؛ لكن مع إختلافات طفيفة. نحن المصريون لدينا مخاوف كبيرة، من تكرار سيناريو الثورة الإيرانية، التي وُصفتْ جوراً بالإسلامية عندنا في مصر، فى ظل حكم جماعة الاخوان المسلمين.
@ هل تؤيدي حكم الاسلاميين والسلفيين والوهابيين لمصر، باسم الدين، وتعتقدي بوجود برنامج لعملهم، وتتوقَّعي نجاحهم بالحكم؟؟؟
بالطبع لا .. فكم من مصائب حلَّتْ بدول بسبب الوهابيين، الذين إدعوا تطبيق الشريعة؛ فالصومال، تعاني من الحرب الأهلية، والمجاعات تحت مُسمَّى تطبيق الشريعة ..والسودان تعرَّضتْ للحرب الأهلية والإنقسام إلى دولتين متحاربتين، تحت مسمى تطبيق الشريعة ..وفي الصومال أيضا مُنعت مباريات كرة القدم، تحت مُسمَّى تطبيق الشريعة..وأفغانستان، ترزح تحت قبضة الإرهاب، وتعاني من الإحتلال وحرمان المرأة من حقها فى التعليم، تحت مسمى تطبيق الشريعة ..والمرأة السعودية، تعاني من حرمانها من قيادة السيارة، وتعاني من التضييق على حريتها وحقها فى العمل، تحت مسمى تطبيق الشريعة ..الشريعة ما هي إلا وسيلة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، لإحكام قبضتهم على الأوطان والتحكم بمقدراتها؛ فهم يهدفون للإستيلاء على الحكم، وليس تطبيق الشريعة، الذي يحاولون خداع البسطاء به. وأتوقَّع أن يفشل الإسلاميون في حكم مصر، نظراً لطبيعة المجتمع المصري الوسطية، التي ترفض التشدُّد والتطرف؛ كما أن مصر، لا تزال في حالة ثورة، خاصة أن معظم الوعود التي قدَّمها الرئيس وحكومته لنا، لم تتحقق. وذلك بسبب ترَّدي الاوضاع الأمنية وظهور المليشيات المسلحة، والتضييق على حرية الاعلام والاعتداءات المتكررة على الصحفيين، وقتل الصحفي المصري المعارض الحسيني ابو ضيف؛ والاعتداء على إستقلال القضاء، من قبل جماعة الاخوان المسلمين؛ والتدهور الإقتصادي الواضح؛ وحالة الإستقطاب الحاد، والإنقسام السياسي، الذي لا يبشِّر سوى بموجة ثورية جديدة، يتوقع البعض ان تكون ثورة جياع.. كلها عوامل، ستؤدي لفشلهم فشلاً ذريعاً، خاصة، ان الايام، أثبتت عدم وجود رؤية إستراتيجية واضحة لهم، سوى السيطرة على المفاصل الحيوية للدولة، من أجل مصالح جماعة الاخوان، وأن مشروع النهضة هو ضرب من الخيال !!
@ هل لك، أن تعطينا فكرة، عما يحدث في مصر الآن؟؟؟
ما يحدث في مصر الآن، من إضطرابات سياسية، وإشتباكات دموية، وإعتداءات على شخصيات سياسية معارضة، وعلى صحفيين وإعلاميين مستقلين ومعارضين، وما تواجهه هذه الشخصيات من تهديدات بقتلهم، وإيذاء ذويهم، وإقتحام مقرات لأحزاب سياسية، وصحف معارضة، وحصار لمدينة الإنتاج الإعلامي، من قبل بعض المنتمين لتيارات الإسلام السياسي، التي تهيمن على الحياة السياسية، فى أعقاب ثورة 25 يناير؛ نجد أن الإستقطاب السياسي الحاد، بكل أشكاله، هو السمة الأبرز للمرحلة الراهنة، من تاريخ مصر، التي إنقسمتْ إلى معسكرين، أولهما يريد أن يستأثر لنفسه بالسلطة، ويحاول تكميم الأفواه، وإسكات معارضيه سراً وعلانية، من خلال إتهامهم بالكفر والإلحاد، بل الإضافة إلى العمالة لدول أجنبية، وتلقَّي تمويل منها، بغرض قلب نظام الحكم، وإشاعة الفوضى، وهي التهمة التي كانت أجهزة أمن الدولة، توجهها للمعارضين لنظام مبارك؛ بل إن الأمر، قد إزداد سوءاً، بعد تولي الإخوان المسلمين السلطة في مصر، بسبب حالة الغياب الأمني في كثير من الأماكن، وظهور ما يطلق عليه البعض، مليشيات الإخوان، والتي تُنكر الجماعة وجودها إنكاراً تاماً، وتعتبر أنها تنتمى لبقايا النظام السابق، وما تسميه بالطرف الثالث؛ ورغم ذلك، فالواقع يؤكد وجود مليشيات مسلحة، بأسلحة بيضاء وخفيفة، وكميات من قنابل الملوتوف الحارقة، وطلقات الخرطوش، وتقوم بترويع المعارضة في مصر، تحت مسمى تطبيق الشريعة الإسلامية!!. أما التيار الآخر، فهو يضم قطاعاً كبيراً من الشعب المصري، وليس فقط الأحزاب السياسية المعارضة، والتي تكتَّلتْ من خلال جبهة إنقاذ مصر؛ وهو يسعى لتحقيق أهداف الثورة، وهي العيش، والحرية، والعدالة الإجتماعية، والكرامة الإنسانية، والتي لم يتحقق أيا منها.. فالفقر، يزداد، والحكومة بصدد فرض ضرائب جديدة، والأسعار ترتفع بشكل جنوني؛ ومسودة الدستور التي يجري الإستفتاء عليها، لم تحقق العدالة الإجتماعية المنشودة؛ أما عن الحرية، فحدّث ولا حرج؛ فهناك حملات ممنهجة للإعتداء على حرية الرأي، وحرية الإعلام والصحافة، وتتوالي حالات الإعتداء على الصحفيين، وآخرها مقتل الصحفي المعارض الحسيني أبو ضيف، والتعدي بالضرب على شخصيات سياسية، ونواب سابقين بمجلس الشعب، ينتمون للتيارات المدنية مثل: أبو العز الحريري، ومحمد أبو حامد !! ؛ ولا يزال هناك مواطنون إلى اليوم، يلقون حتفهم نتيجة التعذيب، في بعض أقسام الشرطة، وعلى أيدي تلك المليشيات.. وكأن الثورة لم تقم يوما !! . ويشعر هذا القطاع الشعبي، بالغضب، نتيجة سيطرة الحزب الواحد على الحياة السياسية، وجمع الرئيس للسلطات التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية في يده، بإصداره لإعلان دستوري، وصفه معظم القضاة باللادستوري، وأنه ضرب بالقانون المصري عرض الحائط؛ وهو ما دفع بالملايين من المصريين، للتظاهر في ميدان مصر، ثم التظاهر في محيط القصر الرئاسي، بعد رفض الرئيس للتراجع عن ذلك الإعلان، ثم قيامه بإستبداله بآخر، لم ينجح في إطفاء الغضب الشعبي، ووسط كل هذا، تقف مصر الآن، على حافة الإنفجار الذي ربَّما لا يُبقي ولا يذر، لو لم تتداركها العناية الإلهية، ويدرك القائمون على إدارة البلاد، أن الحشد والحشد المضاد، وصَّمْ الآذان عن المعارضة، والإستئثار بالسلطة، لن يؤدي أبداً إلى نتائج طيبة، خاصة أن الثورة المصرية لا تزال مستمرة .
@ هناك من يطالب في مصر بعودة اليهود المصريين الى مصر من اسرائيل، انا مع مثل هذه الدعوة، ماذا تقولي بهذا المجال؟؟؟
أنت تعني بذلك، دعوة القيادي الإخواني عصام العريان، حول دعوته لليهود المصريين، للعودة إلى مصر؛ أنا شخصيا أرى أنه لم يكن يقول بذلك، تعاطفاً معهم، وانما لمحاولة تحسين صورة الاخوان المسلمين دولياً، ولتحقيق أغراض ومكاسب سياسية للجماعة، التي ربَّما يحسب البعض أنها تُراعي حقوق الاقليات الدينية، وحرية الفكر والعقيدة، وهذا أمر منافي للصحة..ففى عهد الإخوان، أُعتبر لفظ قبطي، أو مسيحي، وكأنه سبَّة، وأصبحت الجماعة، تَنعتْ معارضي الرئيس، الذين يتظاهرون في محيط قصر الاتحادية، بأن 70% منهم مسيحيين، وهو أمر غير صحيح على الاطلاق. كما أنه فى الفترة الأخيرة، تعرَّض الكثير من المسيحيين للإعتداء عليهم، من قبل أشخاص، ينتمون لتيارات الإسلام السياسي، ومنهم المهندس القبطي مينا فيليب، الذي تعرَّض للإعتداء عليه، وفقا لشهود العيان، على أيدي الاخوان. فهل ننتظر من الاخوان المسلمين، الذين يفعلون ذلك، ويلومون الدكتور محمد البرادعي لذكره محرقة الهولوكوست الشهيرة، أن يعملوا لمصلحة يهود مصر ؟!!. لكن في رأيي الشخصي، أنا لا اتفق مع فكرة عودة اليهود، ذوي الأصول المصرية، الذين يعيشون فى اسرائيل لمصر، ليس بسبب إنتمائهم الديني طبعاً، ولكن بسبب موافقتهم على العيش فى دولة اسرائيل، وهي العدو الاول لمصر والعرب، فهذا دليل، على عدم انتمائهم لمصر؛ لكن بالنسبة لليهود الذين لا يعيشون في إسرائيل، فمن حقهم العودة إلى مصر، فهي وطنهم الأم .
عقبت على كلامها وقلت لها: يجب ان يترك اليهود المصريين اراضي ومساكن وممتلكات الفلسطينيين، ويعودوا الى ديارهم مصر، انا اتفق معك بما تفضلت به عن الأخوان ودعوتهم بعودتهم، وهي كلمة حق، يراد بها باطل، ولكنني مع عودة كل العرب اليهود من اسرائيل، الى اوطانهم الأصلية، حتى نفَّرغ اسرائيل من السكان، وهذا حقيقة مصلحة فلسطينية، واذا لم يعودوا اليهود المصريين الى مصر، فليذهبوا الى اي مكان في العالم، أما عن عودة يهود مصريين يقيمون بدولة غير اسرائيل، فهذا الأمر كفلسطيني لا يعنيني ولا يهمني.
عقبَّتْ وقالت:المشكلة يا أستاذ أحمد، أن هؤلاء حين يعودون، لن يكون ولاءهم لمصر، ولا للعرب.. كما أنني أرى ان الصهاينة، يستحيل ان يتركوا فلسطين، إلا بالقوة. فما أخد بالقوة، لا يُسترد إلا بالقوة، ولا حل سوى المقاومة.
عقبت على كلامها وقلت لها: ولكن عودتهم لأي مكان، هُم، وغيرهم من اليهود العرب، سيخفِّف العبء عن الفلسطينيين، وسيضعف دولة الصهاينة من الناحية الديموغرافية، ولكن، يجب ان ننادي بعودة كل اليهود العرب الى ديارهم، ومعاملتهم معاملة حسنة، حتى تضعف اسرائيل ديموغرافياً على المدى المتوسط والبعيد، لأن حربنا ايضاً، هي ديموغرافية مع الكيان الصهيوني.

انتــــــــــهى الموضــــــــوع

شاهد أيضاً

لأول مرة .. مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة بوساطة قطرية

شفا – أعلنت المفوضة الروسية لشؤون الطفل أن روسيا وأوكرانيا أجريتا لأول مرة مفاوضات مباشرة …