7:54 صباحًا / 19 أبريل، 2024
آخر الاخبار

لا للمتاجرة فى بث الفتن و الكراهية فى السودان و لا لهدر الأرواح البشرية ، بقلم : عبير المجمر (سويكت)

عبير المجمر سويكت

لا للمتاجرة فى بث الفتن و الكراهية فى السودان و لا لهدر الأرواح البشرية ، بقلم : عبير المجمر (سويكت)

نترحم على أرواح الضحايا من مختلف الجهات : من المدنيين السودانيين العزل الأبرياء نساءاً و رجالًا، شيبًا و شباباً، و أطفالاً ، كذلك شهداء الجيش، و الدعم سريع.

كما ندين بشدة الهجوم على موظفي الأمم المتحدة و الأصول الإنسانية بدارفور ، و سقوط ثلاثة موظفين من برنامج الأغذية العالمي فى إشتباكات اندلعت بشمالي دارفور حسب ما ورد فى بيان يونيتامس.

كما ندين و بنفس اللهجة ما يتعرض له جنود مصريين من محاولات ترويع و تخويف، و ارهاب نفسى و معنوى، و كنا قد سبق و حذرنا من محاولات بعض القوى السياسية الغير راشدة أستخدام عضويتها بطرق مباشرة و غير مباشرة لتأليب المواطنين السودانيين ضد الجارة مصر، بدءا بمحاولات إدانة مصر بانها المحور الداعم للجيش السوداني، و تارةً بتحريض بعض المكونات الأفريقية السودانية ضدها باستخدام فوبيا الاسلاموعروبية، كما سبق و قادت نفس تلك العقليات الطاشة سياسيًا حملة ضد اللاجئين السوريين مقارنةً أوضاعهم فى السودان و بعض المكونات الافريقية السودانية، و المطالبة بطرد اللاجئين السوريين زاعمين انها محاولات توطين للعنصر العربي فى السودان، و هذه المحاولات المتكررة التى هدفت لتأجيج القبلية داخليًا ، و العنصرية مع دول الجوار أدخلت البلد فى فتنة، و نشرت خطاب الكراهية، واتخذت من سياسة امتطاء ظهور ابناء مناطق الهامش و المتاجرة بهم سبيلًا للوصول للسلطة و الظهور الاعلامى، و تكوين قاعدة عبرهم، و إيجاد بوابة حوار مع مراكز القرار الدولية عبر المتاجرة بقضايا الهامش، ثم بعد ان فاق الهامش من غفلته ، و على رأسهم الحركات المسلحة رفاق الأمس الذين عندما اختلفوا معهم سياسيًا تحولوا فى نظرهم الى اعداء اليوم، و نعتوهم بالفلول، و لقبوهم بمعتصمى الموز، فى إشارة لتشبيه عنصرى بالقرود، و كانت و ما زالت فيديوهات الهتافات العنصرية فى مظاهرات نظمها بعض منتسبيهم فى بريطانيا هى اقبح وجه لتلك الهتافات العنصرية البغيضة.


ثم تحولوا الآن لزرع الفتنة العنصرية مستهدفين الجارة مصر، مصوبين عصا الاتهام تجاهها باتهامها بأنها منحازة للعسكر السودانى، مصر التى احتضنتهم عندما كانوا يدعون الثورية، و يزعمون المعارضة.


ثم الأضرار بالاقتصاد السودانى عن طريق الترويج لقفل شريان الشمال، و منع الاستيراد و التصدير مع مصر، و لشيطنة قائد الجيش كانت تلك التحريضات عبر وسائل السوشل الميديا التى حولوها لميدان معارك افتراضية عبر الكايبورد لبث السموم ، و استفزازًا فيها لرأس الجيش قائلين : أن قائد الجيش ان كان رجلًا فعليه ان يدخل فى حرب مع مصر و يقتلع حلايب و شلاتين ، مع العلم بان مقياس رجالة الرجل تكون عبر حكمته و قدرته على ضبط أعصابه لا يثور و لا يُثار، و مثل هذه القضايا مع دول الجوار يكون التحكيم فيها للقانون، و ليس عبر الدعوة للاقتتال مع دولة جارة و بحجم مصر .

و الجميع يعلم ما هى عواقب الدخول فى حروب مع دول الجوار، و اثر و تأثير ذلك على الإقليم، وانعكاس حالة اندلاع الحرب و انعدام السلام سلبيًا على المستوى العالمي، من إنتشار الإرهاب سلوكيًا فى شتى اشكاله و صوره، و الهجرة الغير شرعية …الخ.

ثم ان نفس المكونات التى كانت تعلق فشلها فى شماعة وصف الجيش بأنه واجهة الإسلاميين، هذا هو نفس الجيش الذى حاولت جميع الاحزاب السياسية السودانية دون استثناء على مر التاريخ استخدامه م ن المغفل النافع للوصول للسلطة عبر انقلابات مدنية بواجهة عسكرية، و كانت ضربة البداية من حزب الأمة، مرورًا بالحزب الشيوعى باستخدام العسكرى نميرى، ثم محاولة اخرى من الشيوعى و حزب البعث لاحداث انقلاب عبر العسكر، انتهاءا بمحاولة الجبهة الاسلامية .


و عليه عندما اتى الشيوعيون بالعسكري نميرى هل فقد الجيش صفته العسكرية و تحول لجيش شيوعى؟، ام تحول الجيش لحزب أمة و فقد صفته العسكرية عندما حاول حزب الامه امتطاء ظهر الجيش ؟ و عليه لماذا ينعت الجيش اليوم بانه واجهه للإسلاميين ؟ علمًا بانه على مر التاريخ أثبت للاحزاب الطامعة فى السلطة عبره عن انه اكثر ذكاءاً و دهاءاً من ان يكون م ن المغفل النافع لهم.


لكن عندما عجزت أربعة طويلة من الاحزاب المدنية فى إيجاد مبررات لفشلها، سارعت لاستخدام فزاعتها المعروفة “الفلول الإسلاميين” لتكسب دعم المحاور، كذلك الدول الغربية المعارضة لوجود اسلامى فى السودان، بينما الهدف الحقيقي من أطلاق تلك الفزاعات و الترويج لها هو غض النظر عن فشلها فى إدارة حكومتين متتاليتين ، و فقدانها لدعم الشارع بعد أكتشاف حقيقة أهدافها السلطوية لا غير.

ثم انه سبق و حذرنا ان محاولات شق الصف العسكرى ليس من مصلحة الوطن و لا المواطن، و لكن تلك القوى السياسية الغير مسؤولة كانت و مازلت تصر على ان الجيش هو خصمها و منافسها على كرسى السلطة، فكان الخيار الاستراتيجي لها هو استخدام قائد الدعم السريع ككرت ضد الجيش، ظنًا منهم انه الحلقة الأضعف، و يمكن تريسه و تتيسه فى نفس الوقت، م ن المغفل النافع ينفذون عبره أجندتهم فى الوصول للسلطة، بعد ان اصبح من الصعب عليهم ان يتحدثوا عن أنهم يمثلون الشرعية الثورية، بعد ان لفظهم الشارع الثورى، و فقد الشباب الثقة فيهم، خاصةً بعد أكتشاف جلوسهم و توقيعهم على فض الاعتصام حسب ما صرح به قادة عسكريين و لم ينفوا هم بدورهم ذلك، أيضا تحدث عن ذلك الاجتماع المعيب رؤساء أحزاب مدنية أمثال: رئيس حزب البعث السودانى يحيى الحسين، ورئيس حزب الامة الراحل الصادق المهدى ، فرفعت الأحزاب مثل حزب الأمة خيمتها وأمرت عضويتها بمغادرة الاعتصام لعلمها المسبق بعملية فض الاعتصام، كما هاتف بعض قيادات تجمع المهنيين البارزين صديقاتهم و تم توجيهم بمغادرة ساحة الاعتصام لعلمهم بفضه ، بينما تسرب مقطعًا صوتيًا من المكالمة، و لم ينفى قائد تجمع المهنيين العارف بنفسه المقطع الصوتى المسرب، و لا صديقته التى هاتفها و امرها بمغادرة ساحة الاعتصام لم تنفى كذلك.

وهم معروفين لدى الشعب و لدى الشباب الثوار، فكانت تلك الخيانة العظمى من قبل القوى السياسية للشباب الثورى، عندما سال لعباهم لكراسي السلطة، و طالبوا بالانتقال السياسي السريع ، ذلك الانتقال الذى افقدهم المصداقية، و بعد ان لفظهم الشارع ، و قام الشباب بمطاردتهم و ملاحقتهم فى ندوات جماهيرية معروفة مسجلة و مصورة، و تم حتى طرد قيادات المهنيين فى أقاليم الهامش السودانى .

و عليه لم تجد هذه القوى السياسية غير الدعم السريع لتدعم فيه رغبته فى الوصول للسلطة و امتطاء ظهره فيما بعد، و كما سبق و كانوا يقولونها و يردونها فى تحالفهم مع الراحل الصادق المهدي بأنهم يمتطونه سرج للوصول للسلطة، و لكن للآسف بلع حميدتى الطعم، و تخلوا عنه عندما شعروا بان هذه الحروبات التى اشتعلت ستكون عواقبها عظيمة، و تقود مفتعليها و المحرضين عليها للمسائلة القانونية و الإنسانية .

علمًا بأن وزراة الصحة السودانية كشفت عن سقوط العديد من القتلى و الجرحى، موضحين ان حتى المستشفيات السودانية ليست مؤهلة لاستقبال المزيد من الجرحى، لا من حيث الكوادر الطبية المدربة لاحتواء هذه الحالات الطارئة، و لا من حيث المعدات الطبية المنعدمة، و المرافق و المبانى الصحية الغير مؤهلة .

مما لا شك فيه ان الحوار هو السبيل الأمثل و الأوحد لحل الأزمات كما ظللنا نردد مرارًا و تكرارًا، و لكن حالة الاحتدام و الاحتقان الحالية عقلانيًا تجعل من الصعب توقع تلبية تلك الاطراف الخاضة لحرب ضروس اى دعوة للحوار بهذه السهولة ، خاصةً ، الجيش الذى إستراتيجيًا ان لبى دعوة الحوار حاليًا مع مكون الدعم السريع الذى هو قانونيًا كان جزء من المنظومة العسكرية استنادا على النص القانوني عندما تم تأسيسه لضبط الآمن فى إقليم دارفور، و محاربة المتاجرة بالبشر و الهجرة الغير شرعية، قبل ان يقرر التحول من دوره العسكرى لدور سياسي زين له ذلك بعض القوى السياسية، حيث كان يتوجب عليه ان يلتزم بقرارات قائد الجيش، إلا انه حاليًا تم تصنفيه خارج عن إرشادات الجيش، غير ملتزم بها، و فى حالة تمرد، و عليه الجلوس معه و محاورته يعطيه شرعية ، و قد يفسر بانه رضوخ و استسلام عسكري، و بالتالي قد يشجع فصائل اخرى فى الجيش و حتى فى الحركات المسلحة ان تقلده، و حينها سيفتح باب عريض للفوضى التى لن تنتهى.

بالتأكيد الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمة، ولكن ليس الوسيلة الأمثل فى التوقيت الحالي ، الذى يتطلب دعودة أولية لإسكات صوت البندقية، ثم إجراءات لرأب الصدع بين الأطراف و المصالحة ، و بعد ان تتم تهيئة الظروف والمناخ و الأجواء المناسبة تكون الدعوة للجلوس لطاولة الحوار.

لكن اى محاولات لفرض عملية حوار دون تهيئة المناخ لها قد تأتى بردة فعل سالبة، و قد تفسر على أنها محاولة لفرض قرارات و إملاءات دون الأخذ فى عين الاعتبار قراءة تباين و تصاعد الأحداث فى الساحة السياسية السودانية و الاستماع للاصوات المختلفة.

شاهد أيضاً

مؤسسة عير عميم : اسرائيل هدمت منذ بداية الحرب 141 منشأة بالقدس الشرقية

شفا – أكدت مؤسسة حقوقية إسرائيلية أن نسبة هدم المنازل في القدس الشرقية تضاعفت خلال …