9:24 مساءً / 16 أبريل، 2024
آخر الاخبار

تثقف قبل أن تتحدث.. عن فلسطين يا “المسفر” بقلم : د. رائد أسامة موسى

تثقف قبل أن تتحدث.. عن فلسطين يا "المسفر"

تثقف قبل أن تتحدث.. عن فلسطين يا “المسفر” بقلم : د. رائد أسامة موسى

أدعوك يا دكتور العلوم السياسية يا المسفر ان تتثقف قليلاً عن فلسطين قبل ان تحاول عبثا التطاول على رموزها وابنائها ونظامهم السياسي متجاهلاً الواقع السياسي العربي الذي يتحمل مسؤولية كبيرة عن وجود الاحتلال واستمراره، وعن إضعاف سلطتنا الوطنية الفلسطينية والإنقلاب عليها والانفصال عنها في غزة وتمويل ذلك من خلال تل أبيب.

فاجئني طرحك ووصفك السطحي لأداء السلطة الوطنية وقواها الأمنية بأسلوب ساذج لا يختلف كثيرا عن اسلوب انسان غير مثقف ومعارض وحاقد يجهل أبسط قواعد محددات وامكانات العمل السياسي والوطني والنضالي داخل فلسطين ، لذلك لا تفسير لطرحك هذا غير انه يبدو انك انت من بلغ من العمر عتيا وغاب رشدك وفقدت بصيرتك .

السلطة الوطنية الفلسطينية لم تتأسس على أرض فلسطين كي تقوم ببناء جيش يطرد الاحتلال ويهدم الاستيطان ويحرر فلسطين بقوة المدافع ، فأي مثقف في التاريخ والعلوم السياسية يدرك تماما بان محاربة جيوش الاحتلال مستحيلة بدون تدخل واسناد الدولي ، لذلك من المثير للسخرية ان يتوقع دكتور في العلوم السياسية بان تقوم قوى الأمن الفلسطينية وحدها بدور جيش تحرير ، ثم يلومها على ضعفها في مواجهة جيش الاحتلال ، ويستهزئ بها ويخونها بالرغم من تقديمها لآلاف الشهداء والجرحى والأسرى ولا تزال دماء ابناء الاجهزة الأمنية تنزف يوميا اثناء تصديها لممارسات الاحتلال العدوانية .

السلطة الوطنية الفلسطينية ، بالإضافة لدورها السياسي المتمثل بالسعي نحو الحرية والاستقلال بدولة فلسطينية على الضفة وغزة وعاصمتها القدس وحل عادل لقضية اللاجئين كما تنص أوسلو المدعومة من كل العالم ، استراتيجيتها النضالية تقوم على أساس توفير البيئة الحاضنة لمقاومة الشعب الفلسطيني ، فمقاومة الاحتلال المستدامة تعتمد على قوتنا الشعبية ونضاله المستمر بأساليب متعددة ، ولا تعتمد على مواسم وعروض بهلوانية ضوئية ونارية تبدأ وتنتهي بصفقات وتفاهمات لا تساوي المغامرة بدماء أطفالنا وشيوخنا ونساءنا التي يُطربكم سيلها على شاشات الفضائيات .

السلطة الوطنية الفلسطينية هي الجهة الوحيدة في الكون التي تجعل المناضل من شعبنا الفلسطيني يتقدم في مواجهة الاحتلال وهو مطمئن بان لديه حاضنة وطنية رسمية تبني داره ان هدمها الاحتلال وتزرع ارضه ان اقتلع شجرها الاحتلال ، وتعالجه ان أُصيب وترعاه ان أُسر وترعى أسرته من بعده ان ارتقى شهيداً .

اما عن الأموال الزهيدة التي تقدمها لنا كل دول العالم من الهند شرقاً حتى أمريكا غرباً فتعال وأنظر كيف صنعنا بها مدن نظيفة وجميلة ومدارس ومستشفيات راقية وخدمات متقدمة أرتقت بحال الشعب الفلسطيني وجودة حياته حتى بات تصنيفه في سلم الجودة لا يبتعد كثيرا عن حال دول الخليج الغنية .

وهذا كله ليس بهدف تجميل الحياة تحت الاحتلال انما من أجل تثبيت بقاء وتمدد وانتشار شعبنا على أرضه، لأننا ندرك بان جوهر صراعنا مع العدو هو صراع بقاء ووجود وانتشار وارتقاء على الأرض وها نحن نتفوق عليه ديموغرافيا ، واذا كنت لا تعلم فاعلم ان تعداد ابناءنا تحت سن 14 عام يبلغ 3 ملايين امام 2 مليون من ابناء اليهود، لذلك المستقبل لنا والمستوطنات التي تنوح من اجلها لن تجد من يسكنها غير ابنائنا .

ومن اجل ان يبقى شعبنا متفوق ومتقدم ومنتشر على ارضه من واجب سلطتنا الوطنية ان تقوم بكل ما يلزم بما في ذلك التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال ، وبكل ما فيه من شؤون مدنية واقتصادية وطبية وحركة الأمن والأفراد والبضائع والأموال لتحافظ على تقدم وارتقاء شعبنا ، فمن الحماقة ان نستمع لدعاوى تحريض من بعض السطحيين والسذج لنزج بقوانا الأمنية الشرطية بسيطة السلاح والعتاد في حروب ندرك سلفا بانها لن تؤدي الا الى مزيدا من بناء الأسوار والجدران والحواجز ومزيدا من تهجير ابناء شعبنا واعدام فرصهم في البقاء والتقدم داخل وطنهم فلسطين ، كما فعلتم في عبثكم في غزة المكلومة .

  • باحث في العلوم السياسية والقانون الدولي

شاهد أيضاً

حركة فتح

حركة فتح في يوم الأسير: تحرير الأسرى في معتقلات الاحتلال أولويّة وطنيّة لدى قيادة الحركة

شفا – قالت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح)، إنّ قضيّة تحرير الأسرى والأسيرات في معتقلات …