9:02 صباحًا / 8 مايو، 2024
آخر الاخبار

أكبر افلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ أزمة 2008

شفا – أعلنت السلطات الأمريكية، يوم أمس الجمعة، أنّها أغلقت مصرف “سيليكون فالي بنك” المقرب من أوساط التكنولوجيا والذي وجد نفسه فجأة في حالة عسر، وأنّها عهدت إدارة الودائع إلى المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة. (FDIC)

وتسبب هذ الإغلاق بموجة ذعر في القطاع المصرفي مع تساؤل الأسواق عن عواقب أكبر إفلاس مصرفي في أمريكا منذ الأزمة المالية 2008.

وأغلق المصرف، بسبب أنّه غير قادر على تلبية عمليات السحب الهائلة التي قام بها عملاؤه لأموالهم، وهم ينشطون خصوصًا في مجال التكنولوجيا، كما لم تنجح محاولاته زيادة رأس المال بسرعة.

في السياق، استدعت وزيرة الخزانة “جانيت يلين”، المسؤولين عن الهيئات الناظمة لقطاع المال الجمعة لبحث الوضع، مؤكدةً على أنّ “ثقتها كاملة” في قدرة هذه الهيئات على “اتخاذ تدابير مناسبة”، وعلى أن النظام المصرفي “متين وقادر على المقاومة.”

وتخطط المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة لإعادة فتح فروع البنك البالغ عددها 17 والتي تتخذ من كاليفورنيا وماساتشوستس مقرًين لها، والسماح للعملاء بسحب ما يصل إلى 250 ألف دولار على المدى القصير، وهو المبلغ الذي عادة ما تضمنه المؤسسة.

وقالت المؤسسة الفدرالية، إنّ “هيئة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا (DFPI) هي التي استحوذت رسميًا على المصرف”، مشيرة إلى “عدم كفاية السيولة والإعسار”.

ويُشار إلى أنّه في نهاية 2022، كان لدى البنك أصول بقيمة 209 مليارات دولار وودائع مقدارها 175,4 مليار دولار، وعلى الرغم أنّه من الغير المعروف كثيرًا للعامة، كان “سيليكون فالي بنك” المصرف الأمريكي السادس عشر من حيث حجم الأصول.

وإغلاق “سيليكون فالي بنك” الذي يعرف اختصارًا “اس في بي”، لا يمثل أكبر عملية إفلاس مصرفي منذ إغلاق بنك “واشنطن ميوتشوال” للادخار في العام 2008 فحسب، بل أيضًا يمثل ثاني أكبر إفلاس لبنك بالتجزئة في الولايات المتحدة.

وبعد إعلان “إس في بي”، الخميس الماضي، بأنّه يسعى لزيادة رأس المال بسرعة لمواجهة عمليات السحب الهائلة التي أجراها عملاؤه لأموالهم، بالإضافة إلى خسارة 1,8 مليار دولار من بيع أوراق مالية، بدأت موجة الذعر في الأسواق.

وتفاجأ بالاعلان الكثير من المستثمرين، وأحيا مخاوف حول متانة القطاع المصرفي ككل، خصوصًا مع الارتفاع السريع في أسعار الفائدة الذي يؤدي إلى انخفاض قيمة السندات في محافظهم.

ويوم الخميس الماضي، خسرت أكبر أربعة مصارف أمريكية 52 مليار دولار في البورصات، وأعقبتها المصارف الآسيوية ثم الأوروبية.

وفي باريس، خسر سوسييتيه جنرال 4,49 %، وبي إن بي باريبا 3,82 % وكريدي أغريكول 2,48 %، وفي أماكن أخرى من أوروبا، خسر دويتشه بنك الألماني 7,35 % وباركليز البريطاني 4,09 % ويو بي إس السويسري 4,53 %.

في المقابل ، انتعشت المصارف الكبرى في وول ستريت، يوم أمس الجمعة، بعد التراجع في اليوم السابق، فارتفعت أسهم جاي بي مورغن تشايس 2,3 % منتصف المداولات، فيما اقترب بنك أوف أميركا وسيتي غروب من التوازن.

ومن ناحية أخرى، شهدت مصارف محلية مثل فيرست ريبابلك وسيغنتشر بنك المزيد من الإضرابات مع انخفاض أسهم كل منهما 23 %.

وأكد كريستيان باريسو من مجموعة الوساطة “أوريل بي جي سي”، في مذكرة أنّ المستثمرين “رأوا أيضّا في الصعوبات التي يواجهها المصرف تأثير انعكاس منحنى معدلات الفائدة”، أي عندما تكون المعدلات القصيرة الأجل أعلى من المعدلات الطويلة الأجل.

وفي العادة تقترض المصارف بمعدلات قصيرة الأجل لتقدم قروضًا بمعدلات متوسطة أو طويلة الأمد.

وثمة مجموعة أمريكية أخرى تواجه تحديات، فقد أعلنت الشركة الأم لمصرف “سيلفرغيت” العاملة في العملات المشفرة الأربعاء أنّه “ستتم تصفية المؤسسة”.

وأكّد ستيفن إينيس، المحلل في مجموعة “اس بي آي مانجمنت”، في مذكرة أراد أنّ تكون مطمئنة إنّ “وقوع “حادث مرتبط برأس المال أو السيولة بين المصارف الكبرى هو احتمال ضئيل”.

يذكر أنّه منذ الأزمة المالية في عامي 2008-2009 وإفلاس بنك “ليمان براذرز” الأمريكي أصبح على المصارف تقديم ضمانات قوية لسلطة ضبط الأسواق الوطنية والأوروبية، وتخضع الهيئة المصرفية الأوروبية خمسين مصرفًا رئيسيًا في القارة لاختبارات ملاءة.

وكشفت نتائج آخر اختبار من هذا النوع في نهاية يوليو 2021 أنّ “المؤسسات المالية قادرة على تحمل أزمة اقتصادية خطرة بدون أضرار جسيمة”.

وبالنسبة إلى المحللين في مورغن ستانلي، فإنّ “ضغوط التمويل التي تواجه “إس في بي” خاصة جدًا ويجب عدم اعتبارها المعيار للمصارف المحلية الأخرى”، مضيفين المذكرة “لا نعتقد أنّ القطاع المصرفي يواجه نقصًا في السيولة”.

شاهد أيضاً

الإحتلال يعتقل 3 مواطنين من بلدة يعبد ومخيم جنين

شفا – اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، ثلاثة شبان من بلدة يعبد جنوب …