10:08 صباحًا / 20 أبريل، 2024
آخر الاخبار

جبهة وطنية موحدة في مواجهة كيان صهيوني ديني فاشي بقلم : غسان ابو نجم

ما ارتكبه الاحتلال في حوارة والوطن الفلسطيني؛ تعبير فعلي عن عمق الأزمة البنيوية الفاشية الصهيونية الدينية التي يعيشها الكيان، وليس كما يحاول النيوليبراليين ومثقفي أوسلو الترويج له: أن الأزمة مرتبطة بشخص ايتمار بن غفير، أو سميتريتش، أو نتنياهو، بل الأزمة متعلقة بتركيبة اجتماعية لجمهور الناخبين الذين أوصلوا هذه التيارات للسلطة.

ولأن الاحتلال يعتبر الأرض الفلسطينية (مكبًا) لأزماته الداخلية؛ شرع في محاولة القفز عنها، عبر مزيد من القمع والتنكيل بأبناء شعبنا داخل وخارج المعتقلات، ومصادرة الأراضي وبناء بؤر استيطانية جديدة (٩ بؤر جديدة) وبناء ٩٥٠٠ وحده جديدة، وسن قوانين فاشية، ضد منفذي العمليات بالإعدام، وسحب الجنسية، والشروع بتفكيك الحركة الأسيرة، عبر التعذيب والعزل والتنقلات، مما يؤشر بأننا أمام حكومة فاشية عنصرية صهيونية دينية؛ دفعها لسدة السلطة مجتمع فاشي عنصري. ويتوضح الأمر هذ المرة، باصطفاف كامل لكل من الحكومة والجيش وقطعان المستوطنين، ضد الشعب الفلسطيني؛ يمارسون القتل والتنكيل بأوامر من حكومة الاحتلال ويرفضون أي محاولة للتهدئة، حيث صرح بن غفير بأن ما حدث في الأردن بقي في الأردن، واعتبر سميتريتش أن ما حدث لا يعنيه وأن الأوامر تصدر منه، وطلب وزير الخارجية بقصف المدن الفلسطينية بالدبابات والطائرات، وتصريح نتنياهو بأن الاستيطان لن يتوقف… كل هذا يؤكد بأننا أمام (مجتمع) فاشي عنصري ديني صهيوني، وأن الجندي والمستوطن والوزير والحاخام والمعلم والطالب والعامل والمزارع في خندق واحد، في مواجهة الشعب الفلسطيني.

ولم تقف حالة السعار السياسي عند حدود الشعب الفلسطيني، بل امتد ليطال البنية الداخلية للكيان، عبر الانقضاض على بقايا ما يسمى بالقوى العلمانية واليهودية الدينية، عبر الضغط على الحكومة لسن قوانين فاشية واتخاذ سياسات تدفع إلى حد إبادة الشعب الفلسطيني والتنصل من كل المعاهدات والاتفاقات مع الفلسطينيين، بما فيها السلطة الفلسطينية، الوكيل الأمني للاحتلال والتهديد بالقتل لكل شخصية سياسية تعارض هذه التوجهات، مما دفع رئيس الشاباك بإبلاغ رئيس المعارضة: أن هناك تهديد حقيقي لحياته، وأن هناك خطط للاغتيال أشد من اغتيال رابين، خاصة بعد سلسلة المظاهرات والاعتصامات أمام الكنيست وقطع الطرق احتجاجًا على سياسة الحكومة الحالية بتعديل أسس المؤسسة القضائية، مما زاد من عمق الأزمة ودفعت بعض القيادات الصهيونية السابقة إلى حل الأزمة بالعنف، كما صرح أولمرت، ودفع بنفتالي بينت إلى التحذير من حرب أهلية، وربما أكثر التصريحات وضوحًا، ما صرح به هيرتسوغ رئيس الكيان: من أن الكيان على حافة الانهيار كما حدث بالأزمنة التاريخية.

كل هذه الأحداث دفعت بالأجهزة الأمنية، إلى توجيه إنذار لنتنياهو بضرورة وقف الغليان الداخلي. أما على الصعيد الخارجي وحالات القمع والتنكيل بالشعب الفلسطيني، فلم تظهر حكومة الكيان أي استجابة للمطالبات الدولية في تهدئة الأوضاع مع الفلسطينيي،ن وكل هذه المناشدات لم تلقَ أذانًا صاغية؛ فهذا الكيان الفاشي لا يسمع إلا طرقات بساطير جنوده وماضٍ في سياسته الفاشية.

إن عمق الأزمة الداخلية والتطور النوعي في المواجهة المسلحة التي تخوضها قوى الشعب الفلسطيني؛ دفع ليس فقط إلى قلق لدى بعض الأوساط السياسية في الكيان، بل إلى زيادة الطلب على الجوازات الأجنبية ومحاولة العديد من رؤوس الأموال لمغادرة الكيان وظهور حركات كالتي يقودها مردخاي كهانا؛ تدعو إلى مغادرته وبروز حالة عصيان للخدمة الاحتياطية في صفوف الجيش.

إن هذا الواقع المأزوَم الذي يمر به الكيان الصهيوني وحالة الرعب السياسي والمجتمعي الذي تعصف به؛ يفرض على كافة القوى والمؤسسات والشخصيات الوطنية؛ تشكيل أوسع جبهة وطنية ورفع جذوة النضال والمواجهة مع الاحتلال ووضع خطط وبرامج لتحويله لمشروع خاسر وكنسه من كل أنحاء فلسطين.

شاهد أيضاً

6 شهداء في غارة إسرائيلية على حي "تل السلطان" برفح جنوب قطاع غزة

6 شهداء في غارة إسرائيلية على حي “تل السلطان” برفح جنوب قطاع غزة

شفا – استشهد 6 مواطنين في غارة نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، على حي تل …