5:33 صباحًا / 19 مارس، 2024
آخر الاخبار

أمهات الشهداء أيقونة التضحيات والفداء ، بقلم : مريم سويطي

أمهات الشهداء أيقونة التضحيات والفداء ، بقلم : مريم سويطي

يا أم الشهيد نيالك , ياريت أمي بدالك ” , منذُ الطفولة وهذه الهتافات تتردُ على أذهاننا, حتى صدحت أصداؤها إلى كلِ المسامع , وباتت أمنية منشودة لكل فلسطينيّ , أنّ يرتوي ترابَ الوطنِ بدمه وينامُ بهناءٍ على أرضِ الوطن , فتلمسُ نعشهُ زهراتِ الياسمين , وسط ” زغاريدِ ” والدتهِ الممزوجةِ بالفخرِ والصُمود , فهذا ما اعتدنا على رؤيته خلال تشييع جنازات الشهداء الفلسطينيين ,” خنساوات ” يودعن ” فلذات أكبادهن ” بكل عزيمةٍ وثبات , صامدات كشجرة الزيتون تضربُ جذورها بعمق الأرض ولا تأبهُ للرياحِ العاتية , فمشهد وداع والدة الشهيد ” إبراهيم النابلسي ” لنجلها , ما زال يترددُ في مخيلتنا ، تلك المرأة التي تحملُ نعش ابنها الذي لم يتجاوز العشرين ربيعاً على كتفيها , وتصدحُ بأعلى صوتها بالتكبيرات والهتافات , واهبةً روحاً منها إلى اللّه وللمسجد للأقصى , وفي يدها الأخرى تمسكُ ببندقيته التي رحلَّ وهو متمسكٌ بها للدفاع عن وطنه حتى الرمق الأخير , وتزفه عريساً إلى الجنة , فوالدة ” إبراهيم النابلسي” سطرت أعظم ملاحم الصمود والتضحية , أحسنت تربية شبلها ليقف في وجه العدو الهش , ويهز بسلاحه ترسانة المنظومة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي . ولا ننسى والدة الشهيد “مهند الحلبي” , التي استقبلت جثمانه بابتسامةٍ تحمل في طياتها الألم والفراق , وترثي نجلها بكلمات مفعمة بالفخر والعزيمة ” أفتخر كوني أم شهيد وأم لمهند، الذي ذهب للدفاع عن نساء فلسطين، في الوقت الذي يُذل فيه الاحتلال ويهين أبنائنا في أراضينا.

إن أمهات الشهداء جسدنّ أعظم آيات النضال, وأنشأن جيلاً كاملاً يقفُ في وجه الظلم ويجابه المحتل , ويصنع من دماءه قنديلاً يضيء درب الحرية , ومن جسده الطاهر جسراً يعبر به نحو الجنة , رافضاً التخاذل والذل.

تلك النساء اللواتي أنجبن أطفالاً ودفعن بهن نحو ساحات ِ الجهاد , فهي أم الشهيد ” محمد خضير ” , و “إسلام صبح ” وأم ” حسين جماله طه ” وأم ” عبدالله الحصري ” وأم ” عمر أبو ليلى ” هي الأم الفلسطينية التي أرضعت طفلها حليب الشجاعة والنضال كما قالت والدة الشهيد عبود صبح “نحن من أرضعنَّ أبناءنا الكرامة والعزة والشرف، وعدم السكوت عن الظلم ” , ليرتقوا أقماراً في سبيل الدفاع عن فلسطين.

ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي سياسة القهر والانتقام من عائلات الشهداء كوسيلةٍ عقابية ، وهذا ما عانت منه أم الشهيد وجثمان نجلها محتجزاً لدى الاحتلال في مقابر الأرقام , والدة الشهيد” رعد خازم ” ، التي احتجز الاحتلال جثمان نجلها ولم تستطع توديعه وتقبيله ، وهي حالة من معاناة آلاف الأمهات الفلسطينيات , وفلسفة الانتقام من الشهيد الفلسطيني , وفرض سيطرة العدو الاستعمارية وسيادته الفعلية على الميّت كما هو على الحي.

ولكن أمهات الشهداء اللواتي يصنعنَّ “عرين الأسود” لا يأبهنّ، فأمُ الشهيد وهبت فلذة كبدها فداءً للوطن , وباتت مثلنا الأسمى في النبل والقوة.

شاهد أيضاً

الاحتلال يستولي على أرض وثلاثة منازل جنوب القدس

شفا – أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي، قرارا بالاستيلاء على أرض مقام عليها ثلاثة منازل جنوب …