7:50 مساءً / 2 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

الصِّنْدِيدُ المَقدسي ، بقلم : مريم سميح سويطي

مريم سميح سويطي

الصِّنْدِيدُ المَقدسي ، بقلم : مريم سميح سويطي


رجولة السلاح تنتهي بانتهاء مخازن الذخيرة , أما رجولة القلب , لا تنتهي إلا إذا توقف قلبك ” , وكأن الشهيد “عدي التميمي” يصف عمليتيه البطوليتين بهذه الكلمات التي أرفقها عبر حسابه قبل ثلاث سنوات , العبارة تحاكي الموقف الذي عايشه خلال مجابهته للعدو الغاشم , قبل 12 يوماً حمل بندقيته وأطلق النار بمهارة صوب حاجز مخيم “شعفاط ” وانسحب بسلامٍ تاركاً خلفة مجندة قتيلة وآخرون جرحى جراح بعضهم خطيرة, وجنود يدبُ في قلوبهم الرعب ويخيمُ عليهم هاجس الخوف والقلق , ليعود اليوم مجدداً مُقبلاً غير مُدبر شجاعاً لا يهاب الوغى , يقاتل ببسالةٍ غير آبهٍ لزخات الرصاص التي تحيط به من كل صوب وحدب ويشتبك مع العدو بالقرب من مستوطنة ” معاليه ادوميم ” , ويستمر في القتال حتى الرمق الأخير ليرتقي شهيداً ويرتوي تراب الوطن بدمائه .

شاب مقدسي حليق الرأس ابن ال 22 ربيعاً , استطاع أن يُوقفَ الكيان الهش على قدمٍ واحدة , وسلاحه الشريف وضح مدى هشاشة العدو , فأرعب العدو الصهيوني الذي فرض حصاراً مشدداً على مخيم شعفاط , وفشل الاحتلال بعد 11 يوماً من العثور عليه , وباتت العملية النوعية التي نفذها الشهيد “عدي التميمي ” حديث الشارع الفلسطيني مما وجدت حاضنة شعبية فبعد مطاردته من قبل الاحتلال تضامن أبناء مخيم شعفاط في مدينة القدس معه من خلال إزالة شعر الرأس في خطوة لإرباك العدو وتضليله و تعقيد عملية البحث عنه .


وفي ذات الوقت كان “عدي” يبحث عن العدو لينفذ عملية بطولية جديدة ويهز ببندقيته الترسانة الصهيونية والمنظومة الأمنية الإسرائيلية , ليبقى التاسع من أكتوبر راسخاً في مُخيلة كل فلسطيني فما أن أُعلن عن استشهاد المقاوم عدي , حتى خرج مئات الفلسطينيين في مسيرات تجوب جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس , وغزة , يصدحون بأعالي صوتهم بالتكبيرات والهتافات حتى وصلت أصدائهم إلى كل المسامع نصرةً وتحيةً لروحه .

“نسمي أبنائنا لأعدائنا” , قد كان من عادات العرب أن يختاروا لأبنائهم أسماءً فيها بأس وشدة، وقوة ورهبة وصلابة ، ويقولون” إنما نسمي أبنائنا لأعدائنا” , لندرك اليوم لماذا سمى والد “عدي” ابنه “عدي” , فالعَديّ هو أول من يبدأ بمهاجمة العدو وقتاله , يطلقون النار عليه فيسقط أرضاً ويعاودُ الوقوف للقتال مجدداً , رصاصةً تلو الأخرى تصيب جسده ويستمر المقدام المغوار ” عدي ” في الوقوف في وجه العدو وظلمه ليصنع من دماءه قنديلاً يضيء درب الحرية , ومن جسده الطاهر جسراً يعبر به نحو العلياء حتى آخر رمق حتى أخر طلقة حتى آخر رعشة في جسده يستمر..

شاهد أيضاً

الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع جمهورية ألمانيا الإتحادية يحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع جمهورية ألمانيا الإتحادية يحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

شفا – أحيا الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع جمهورية ألمانيا الإتحادية اليوم العالمي للتضامن مع …