2:31 مساءً / 2 يوليو، 2025
آخر الاخبار

انتخابات ” الغيتو ” بقلم : المحامي ثائر أبو لبدة

انتخابات ” الغيتو ” / بقلم المحامي : ثائر أبو لبدة

لا شيء يمنع أباطرة ” الغيتو ” المنقسّمين من التداول حول موضوع الانتخابات . فالأمر بالنسبة لهم لا يتعدى كونّه استقراءٌ لرأي العامة و مقامرة مشروعة لإقصاء الآخر و السيطرة على منطقة نفوذه .
ومهما تكن النتائج فهي ليست مهمة ، فكل طرفٍ متمسك بخياراته و منطقة نفوذه الجغرافية ، وأي نتيجة لن تمنعه من أن يوغل في القمع من أجل الحفاظ على مكانه و مكانته .

نعم ، جاهزون للانتخابات . يقولُ النواميس في السلطتين ( الضفة الغربية و قطاع غزة ) ” الغيتو ” المقسّم . إجابة لسؤال : هل أنتم جاهزون للاقتتال مرة أخرى من أجل السلطة ؟ . نعم ، وحدها لا تكفي لكل هذا التشاؤم ؛ ولكنّ ثلاث عشرة سنة سوداء معها تكفي لذلك و أكثر .

سيعيد الأباطرة تجربة التجربة ، ليس لأنهم أصبحوا يفهمون لغةَ الياسمين ، ولا لأنهم أعادوا ارتداء ثوب الطين . ولكنْ لأنهم يحبون فقط أن يعيشوا نشوة التجربة في كل مرة و كأنها المرة الأولى . انقطاع البصر عن البصيرة . ثم أنّ ” الميليشيا ” لا يهمها كم ستجني من الأصوات ، طالما أنّ الثمن واحد في الفوز و الخسارة ، ” إسأل مجرب ” !

مزيد من الجدران ستبنى ، و حول كل جدار سيبنى جدار . كي لا يعكر أهل ” الغيتو ” اللئام صفو القرار . سيزيد الفساد و بُؤس العباد .
يقولُ ” مراقبون ” : أن انتهاكات حقوق الانسان في الضفة الغربية و قطاع غزة في السنوات الأخيرة بلغت ذروتها .. !
” من راقب الناس ماتَ هماً ” ، أباطرتنا لا يعرفون معنى الذروة حتى في أعمارهم السياسية . ولا يعترفون بحق المواطنة ، يتفاخرون فيما بينهم بسياراتهم الحديثة و يشكون للشعب عجز الموازنة ..!

نعم جاهزون ، سيعلمون الناس طريق الذهاب إلى صندوق الاقتراع مقابل حقهم في الهواء . كل الطرق غير هذا الطريق تؤدي إلى الهباء .
” عليكم أن تمارسوا حقكم الوحيد في اختيار الحاكم الجديد ، فلا حق لكم قبله ولا حق لكم بعده ” رواه كاتب الدستور ” المتحزّب ” .

يخاف أهل ” الغيتو ” من الفوضى ، فكل فوضى ستجابهها عصا فاجر ، و في نهاية كل عصا جزرة معلقة ، والطريق طويل و الجوع كافر !
يختار شعب ” الغيتو ” أسهل الطرق وأسلمها ، ” الاستقرار ” ؛ استقرار الأمور على ما استقرت عليه .
يسأل سائل : و ما فائدة الاحتكام إلى قرار الشعب ؟
الجواب : الشعب سياج السلطة و رصيف دربها / الشعب حقل التجارب الحزبية !

في قسمٍ من ” الغيتو ” يتساءل انسان بسيط : ” كيف يغير الساسة في وطني جلداً بجلدْ ؟! ” ، – إنها إحدى مواهب الأفعى – كأن يقول حزبٌ أن الانتخابات حرام و من ثم تصبح بعد ذلك حلال – للمرة الثانية على التوالي – ، ” كانت حراماً و أصبحت حلالاً ” ، الفعل الماضي ” كان ” ناقصاً واكتمل بجمع الأمير للضرائب .

وفي القسم الآخر تقول الأسطورة الأمنية : ” أن الديكتاتور لا يحب الانتخابات إلا لمرة واحدة فقط ، ولكن في المرة الثانية يحالفه الحظ المسّخر فيفوز ” بالأغلبية الساحقة ” ، فحظ الديكتاتور لا يخيب طالما أنه صناعة أجهزة العسس ” . يروي أحد المستشارين : ” أن رآى سيده في منامه على ظهر حصانٍ أبيض ؛ يقود جحافل الجيوش على أبواب مدينة القدس ” .

خدعة انتخابية ( 1 ) : ” نريد أصواتكم ” .

  • أعطيناكم أصواتنا ، فأخذتموها للأبد !

خدعة انتخابية ( 2 ) : ” عنواننا التغيير “

  • العنوان خطأ ، ” تغيير ” في الطرق !

خدعة انتخابية ( 3 ) : ” معكم و لأجلكم “

  • ” نظام الخطاب ، وبالعكس ! “

خدعة انتخابية ( 4 ) : ” بكم نستمر “

  • جثة .. جثة !

خدعة انتخابية ( 5 ) : ” الانتخابات “

  • في الانتخابات سحرُ الصفات ، سلطةٌ منتخبة !
  • في الانتخابات غدرُ الصفات ، شعبٌ يلحس العتبة !

” الغيتو ” أبوابه مغلقة ، وأحلامه معلقة . وفيه ألف سائس ولكل واحد منهم ألف حارس . أناس يقتلها الضجر ، تراقب من ثقوب الجدار أرجل العسكر ، في ” الغيتو ” لاشيء يتغير ، ولا شيء يتغير .

  • فرمان من السلطان :
    يا شعبي يا عود الند ، يا أغلى من روحي عندي .
    أما وقد شعر السلطان بما تشعرون به من المللْ وفقدان الأملْ .
    فلقد قرر فخامته ، يا أيها الشعب المرموق ،
    أن يلعب معكم لعبة ” الصندوق ” .

آآآه ، يا انتخابات ” الغيتو ” !

شاهد أيضاً

قائد الاستخبارات العسكرية يستقبل قائد الارتباط العسكري ويبحثان سبل التعاون في ظل الأوضاع الراهنة

قائد الاستخبارات العسكرية يستقبل قائد الارتباط العسكري ويبحثان سبل التعاون في ظل الأوضاع الراهنة

شفا – استقبل اللواء محمد الخطيب (نضال شاهين)، قائد جهاز الاستخبارات العسكرية، أمس الثلاثاء، في …