9:30 مساءً / 12 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

دبابيس بن غفير ، رموز لتبرير الانتقام ، بقلم : بديعة النعيمي

دبابيس بن غفير ، رموز لتبرير الانتقام ، بقلم : بديعة النعيمي

نشرت صفحة “هأيتسل” المقربة من المتطرف “إيتمار بن غفير”، “الدبوس الأصفر” الذي يرمز إلى استعادة الرهائن لدى حركة حماس وبجواره دبوس “حكم الإعدام” على شكل حبل مشنقة، والذي ظهر “بن غفير” مؤخرا وهو يعلقه على صدره، وكتبت العبارة الآتية “لو أننا وضعنا الدبوس الأول منذ سنوات، لم نحتج للدبوس الثاني.

يبدو أن هذه الحادثة تجاوزت الاستفزاز السياسي، إلى التكثيف الرمزي العقائدي، الذي يقوم على تحويل العنف من خيار سياسي إلى هوية. فعبارة “لو أننا وضعنا الدبوس الأول منذ سنوات، لما احتجنا للدبوس الثاني” التي وردت في الخبر الآنف الذكر، ما هي إلا إعلان صريح بأن التيار الذي يمثله “بن غفير” يعتقد أن الحل الوحيد لكل مشكلات دولة الاحتلال”الأمنية” هو تنفيذ أقصى أنواع القمع، والذي يتمثل ب “إعدام” الأسرى الفلسطينيين. ولو أن حكم الإعدام نفذ منذ سنوات لم يكن ليحدث ما حدث من أسر يوم السابع من أكتوبر/2023.

وفي حين أن “الدبوس الأصفر” الذي يرمز للرهائن، يعبر عن ضغط جمهور المجتمع الصهيوني الهائل الذي يعصف بالحكومة منذ شهور، ويعيد تذكير المؤسسة الأمنية والسياسية بفشلها في حماية مواطنيها، فإن “دبوس الإعدام” محاولة لتوجيه هذا الضغط نحو دعوة للانتقام بدل الاعتقال فقط، وبهذا المعنى، فإن “بن غفير” يقترح على المجتمع الصهيوني هروبا من مواجهة الواقع بالاعتراف بأن السياسات القائمة في غزة والضفة فشلت وأنتجت سيناريوهات كارثية، يقدم حل “الإعدام” الذي يعتمد على القوة من وجهة نظره.


ومن هنا فالخطورة الرمزية لا تتوقف على إقناع المجتمع الصهيوني ب”الثأر” كردة فعل على ما حصل يوم السابع من أكتوبر، عن طريق الإعدام، إنما يسعى أيضا إلى إرهاب الفلسطينيين واقتلاع جذور المقاومة المتأصلة ضد الاحتلال عن طريق رسالة مضمونها ان “الموت بلا قيود هو المصير المنتظر لمن ينوي أن يقاوم ويعيد “مأساة” السابع من أكتوبر”.

كما أن هناك رسالة أخرى تكمن بالضغط على الحكومة على رأسها “نتنياهو” ربما لاتباع نهج أكثر تطرفا، باعتبار أن تهاونه في الماضي هو السبب الذي اوصل الدولة إلى ما هي عليه اليوم من أزمات تسبب بها هجوم السابع من أكتوبر. وبهذا المعنى، يتحول الدبوس من إكسسوار سياسي إلى أداة ابتزاز داخل ائتلاف هش.


والتناقض في الموضوع أن “بن غفير” اصلا لم يكن مهتما بالسياسات التي تؤدي فعلا إلى استعادة الرهائن، ولطالما كان خطابه قائم على عرقلة المفاوضات ورفض أية صفقة من شانها وقف إطلاق النار في غزة، وبهذا يكون قد ساهم في نفوق أكثر الرهائن، لانه كان يبني صوته السياسي على فكرة ان كل تنازل هو هزيمة وكسر لهيبة الدولة المزعومة.

ولكن في النهاية تبقى دبابيس “بن غفير” ورمزياتها، مجرد محاولات يائسة منه لتجميل مشروع يقوم على عقيدة “يهوه” الدموية التي مهما وضعت من مساحيق التجميل فإنها لن تخفي فشل منظومته السياسية والأمنية.
وأي احتلال عبر التاريخ يولد بطبيعة الحال وعي الشعوب، والوعي يصنع المقاومة التي بدورها تمزق سرديات القوة التي يروج لها اليوم “بن غفير”، ولتذهب الدبابيس ورمزياتها إلى الجحيم.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الجمعة 12 ديسمبر كالتالي :عيار 22 89.500عيار 21 85.400