
لُوبانية ، بقلم : مجيدة محمدي
لا أدري كيف صعدت “لُوبانيّةُ” الطفولة
من قاع النسيان…
حلوى مطاطيّةٌ بيضاءُ
كانت تتدلّى من أصابع البائع المتجوّل
مثل خيطٍ من نورٍ
يُساقط على أفواهنا
ابتسامةَ الكون الأولى.
كنتُ أقفُ أمام المدرسة
وأرى العالمَ يُطوى
في تلك القطعة الناعمة،
قطعةٍ تلمعُ كروحٍ
لم تُمسّ بعدُ
بخدوش الحياة.
واليوم،
بعد عمرٍ يفيضُ بالظلال،
استدعيتُ مذاقَها إلى فمي—
يا للعجب—
كأنّها لم تغادرني يومًا،
كأنَّ ذاك البياضَ
ما زال يحرسُ طفولتي
من الصدأ.
ربّما لأنّها كانت حلوةً
كحلمٍ لا يعرف الخوف،
ورقيقةً
كالخطوة الأولى نحو ضوءٍ لا ينطفئ ،
وناصعةً
كقلبٍ لم يختبر بعدُ
موتَ الكلمات.
وربّما…
لأنّ الإنسان، حين يشيخُ قليلًا،
يبحث في فمه
عن طعمٍ يعيد إليه إسمه،
ويعيد إليه تلك اللحظة
حين كان يظنّ
أنّ العالمَ
قطعةُ حلوى
تذوبُ ببطءٍ في القلب.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .