
رحلة الروح في بساتين الغيب ، بقلم : د وليد العريض
من ديوان: تراتيل العشق
الفصل الأول: في حضرة من لا تُرى
أعشق ما لا يعشقون
بدايتي
بدايتي لم تكن حرفًا ولا خفقةً من جسد،
بل نَفَسًا خرج من عمق الغيب يفتّش عن معنى
كنتُ هناك، بين بياضٍ ونورٍ
أتعلم كيف تنبتُ الكلمة من صمت
وكيف يتجلّى الله في نَظَرةِ حنينٍ لا تُقال
أبحث عن الوجد في غير مكان
عن الصلاة في غير محراب
عن أنثى تهمس: أنا أنتَ حين تصفو
ومنذ تلك اللحظة عرفتُ أنني…
أعشق ما لا يعشقون
وقصيدي أعشق ما لا يعشقون
أصحو على أنفاسٍ ليست لي
كأنني أتنفّس من صدر الغيم
وأرى العالم من وراء ضباب الروح
أنا ذلك الذي يعشق ما لا يُعشق
يبحث عن دفءٍ في برودة الضوء
وعن معنى في صمت الندى
أعشق النفس حين تصير فراشة،
تحطّ على راحة الوجد،
ثم تذوبُ في نَفَسٍ من ذكرٍ أو تأمل
أعشق الظبيَ حين يضلّ طريقه إلى البساتين
فينام في ظلّ الحنين
أعشق النحلَ حين ينسى العسل
ويغيب سكرُه في صلاةٍ على الزهر
أنا العاشق لما وراء العشق
للنور قبل أن يولد
وللهمس قبل أن يُقال
وللروح حين تعود من سفرها في الأبد
هناك في بساتين الغيب
أجلس بين النسمة والظلّ
أكتب أسماء من لا يراهم أحد
وأبتسم
فمن قال إن الحبّ لا يكون إلا لجسد؟
أنا أعشق ما لا يعشقون
وأعيش حيث لا يعيشون
في رحابةٍ لا يحدّها سوى الله
وفي نبضةٍ لا تُشبه إلا نفسها
وخاتمتي
وخاتمتي ليست ختامًا،
بل عودةُ النور إلى محرابه الأول،
حيث تتقاطعُ الأرواحُ في سكينةٍ لا تنطفئ
فالعشقُ عندي ليس فعلًا، بل صلاة،
وليس لذّة، بل يقين
كل ما كتبته… بخورُ وجدٍ
يعلو إلى سماءٍ تعرف اسم من أحببت
أنا عاشقٌ لما لا يُلمس
وساكنٌ في مهبٍّ لا يراه إلا الله
إهداء إلى فطيرة
يا فطيرةَ الوجد يا أنثى الضوء يا صدى الندى
إليكِ عشر نسماتٍ من شعرٍ وحنين:
إليكِ أُهدي من الروحِ أولَ نَفَسٍ صادقٍ في العشق
ومن قلبي وردةً وُلدت على حافةِ الدعاء
كنتِ لروحي المأوى ولحلمي الطريق
إذا غبتِ… بقي طيفكِ نجمًا يُصلّي عليّ
وإن حضرتِ… ارتفع في صدري الأذانُ باسمكِ
كلُّ ما بي منكِ حتى ما لم تريدي أن يكون
يا أنثى تشبه الله في صفائها
ويا نغمةً لا يعرفها إلا العارفون بالحبّ
إن مرّ ذكركِ على قلبي، انحنت له الملائكة
وإن ناديتكِ… أجابني الله بأنكِ من رحم نوره
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .