5:48 مساءً / 27 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

عامٌ مضى على عبورٍ جميل بين الثقافة والتراث ، بقلم : د. منى ابو حمدية

منى ابو حمدية

عامٌ مضى على عبورٍ جميل بين الثقافة والتراث ، بقلم : د. منى ابو حمدية

يمرّ عامٌ على انتقالي من وزارة الثقافة، حيث تشرفت سابقاً بإدارة ملفّ الآداب والتراث في مكتبي نابلس وطوباس، إلى وزارة السياحة والآثار – وحدة البحث العلمي المتخصص، بطلبٍ شخصي منّي لمعالي وزير الثقافة الأستاذ عماد حمدان.


وقد جاء هذا الانتقال انسجاماً مع تخصّصي الأكاديمي الأخير في الدكتوراه في التراث والآثار، ومع ميولي العميقة إلى البحث العلمي المتخصص.

فما بين الثقافة والتراث خيطٌ واحد من المعنى، يجمع بين الحرف والحجر، وبين النصّ والموقع، وبين الذاكرة والهوية.
ولأنني كنت سابقاً أحمل درجة الماجستير في الآداب والثقافات، كانت وزارة الثقافة المحطة الأولى التي صقلت تجربتي ووسّعت آفاقي، أما اليوم فأجد في وزارة السياحة والآثار امتداداً لهذا الشغف، إذ يبقى المثقف في كلّ مكان يزرع المعرفة، فالثقافة ليست حكراً على أحد، بل هي روحٌ تُضيء أينما حلّت، وتُثمر حيث تُروى بالشغف.

وفي هذه المناسبة، أعبّر عن شكري العميق لمعالي وزير الثقافة السيد عماد حمدان، الذي كان دعمه وسنده لي في وزارة الثقافة جسراً للثقة ومساحةً للنموّ.


كما أتوجّه بـ امتناني الكبير لمعالي وزير السياحة والآثار السيد هاني الحايك، ولـ عطوفة الوكيل الدكتور صالح طوافشة، على ما قدّماه من دعمٍ كريمٍ وتحفيزٍ مستمرّ، وعلى ما وفّراه من بيئة عمل خصبة لي وللباحثين والبحث العلمي في الوزارة، تؤمن بالعلم طريقاً، وبالإبداع جناحاً للتحليق.


لقد كانوا وما زالوا شركاء في إشعال فتيل الدافعية، وفتح نوافذ الأمل أمام الباحثين والمبدعين، لتظلّ فلسطين منارة علمٍ وحضارةٍ في كلّ حقلٍ وميدان.

وبعد عامٍ من هذا العبور الجميل، أتقدّم بكلّ الشكر لزملائي في العمل على صدقهم وعلمهم وتعاونهم، فهم من أروع الشخصيات العلمية والإنسانية التي سعدت بمرافقتها.


وكلّ الاحترام والتقدير لمديري الدكتور عوني شوامرة على دعمه الكبير لنا في وحدة البحث العلمي، وتعزيزه لروح الإنجاز والإبداع في بيئةٍ إيجابيةٍ مثمرة، تبتعد عن السلبية وتؤمن بأن البحث والعطاء هما أرقى أشكال الانتماء.

وفي ختام هذا العام، أجد في قلبي امتنانًا عميقًا لكل لحظة قضيتها في خدمة التراث والبحث العلمي، ولإتاحة الفرصة لي لأساهم في إنعاش ذاكرة فلسطين وتوثيق تاريخها العريق، بعيدًا عن المرويات المستوردة، ليظلّ الحق الفلسطيني حاضرًا في صفحات التاريخ ومتاحًا لكل باحث ومثقف.


إن شغفي لهذا العمل لم يزد إلا عمقًا ووضوحًا، فكل أثرٍ يُكتشف، وكل كتابٍ يُقرأ، وكل دراسةٍ تُنجز، هو خطوة نحو كتابة تاريخنا بصدق، وحفظ هويتنا للأجيال القادمة.


وأرى في كل يومٍ من العمل في وزارة السياحة والآثار، وحدة البحث العلمي المتخصص، فرصةً جديدة لإشعال نور المعرفة، وإحياء الذاكرة الوطنية، وترك بصمة تُخلّد فلسطين في قلب العلم والحضارة.

  • – د. منى ابو حمدية – باحثة في التراث والآثار

شاهد أيضاً

الصين تخفض أسعار التجزئة للبنزين والديزل

الصين تخفض أسعار التجزئة للبنزين والديزل

شفا – أعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، اليوم الإثنين، أن البلاد ستخفض غدا …