5:00 مساءً / 25 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

موسم الزيتون بين صرخات الأرض وغطرسة الاحتلال ، حكاية الزيتونة وصمود الفلاح الفلسطيني ، بقلم : د. منى أبو حمدية

موسم الزيتون بين صرخات الأرض وغطرسة الاحتلال ، حكاية الزيتونة وصمود الفلاح الفلسطيني ، بقلم: د. منى أبو حمدية

موسم الزيتون بين صرخات الأرض وغطرسة الاحتلال ، حكاية الزيتونة وصمود الفلاح الفلسطيني ، بقلم: د. منى أبو حمدية

صرخة الأرض وعزيمة الزيتونة


في خريف فلسطين، تتفتح أشجار الزيتون لتروي حكايات الأرض والفلاح الفلسطيني، وتصبح الزيتونة رمزا خالدا للصمود والهوية. هذا الموسم ليس مجرد موسم زراعي، بل رحلة يومية مليئة بالتحديات، حيث يقف الفلاح الفلسطيني بين أغصان الزيتون، يرويها بعرقه ويحميها بصموده، بينما تصر غطرسة الاحتلال على اقتلاع كل أثر للحرية.
هنا، تختبر الأرض قوة الفلاح، ويختبر الفلاح ثبات الأرض، ليصبح موسم الزيتون فصلًا سنوياً في رواية المقاومة الصامتة.

أقدام الغطرسة على أرض الزيتون


في قرية بيتا شمال نابلس، كان محمود، فلاح في الخمسين من عمره، يستعد لموسم الزيتون. قال وهو يحمل الدلاء والسلال: “كل عام نخاف قبل أن نبدأ، لكن لا نستطيع التخلي عن الأرض”. دقائق معدودة، وظهر مجموعة من المستوطنين، مدعومين بقوات الاحتلال، محاولين منع الفلاحين من الوصول إلى أراضيهم.


في هذه اللحظات، يصبح موسم الزيتون ساحة مواجهة بين غطرسة الاحتلال وحق الفلاح الفلسطيني في الأرض. وفق إحصاءات وزارة الزراعة الفلسطينية، تم توثيق أكثر من 400 اعتداء على الفلاحين خلال المواسم الأخيرة، شملت الضرب، الحرق، والاعتقالات الميدانية، لتظل الأرض شاهدة على وحشية الاحتلال وغطرسته، بينما يصر الفلاح الفلسطيني على الدفاع عن أرضه وحقه في الحياة.

عرق الفلاح الفلسطيني بين أغصان الزيتون


ليلى، امرأة فلسطينية في الثلاثين من عمرها، كانت تتسلق بين الأشجار لمساعدة والدها في قطف الزيتون. الأطفال يراقبون بقلق، والأجداد يرفعون الأعلام البيضاء للتعبير عن السلمية. قالت ليلى: “نحن هنا لنقطف الزيتون لأننا لا نستطيع ترك الأرض للمستعمر”.


في مثل هذه اللحظات، يصبح موسم الزيتون رمزاً للمقاومة السلمية اليومية للفلاح الفلسطيني. الأسرة كلها تعمل كفريق واحد، متحدين الخوف والتهديد، ليحصدوا ثمار الأرض، كما يحصدون إرادتهم على القهر. كل ثمرة زيتون تمثل صرخة أمل، وكل شجرة صامدة هي شهادة على بطولة الفلاح الفلسطيني في مواجهة الغطرسة.

الرماد على الثمار والجذور تنبض بالحياة


الحرب الأخيرة ألقت بظلالها الثقيلة على الموسم، فآلاف الأشجار اقتلعت أو احترقت، وأصيب العديد من الفلاحين، وتعرضت المعدات الزراعية للدمار. فاطمة، فلاحة من الخليل، تجلس على جذع زيتونة محترقة، تعدد خسائر الموسم: ” شجرة كانت تحمل قصة عائلتنا، وكل ثمرة كانت أملنا للعيش”.


الإحصاءات تشير إلى انخفاض الإنتاج بنسبة تجاوزت 40% في نابلس والخليل. لكن رغم الخسائر، نظم الفلاحون الفلسطينيون جهوداً جماعية لإعادة تأهيل الأراضي وحماية الأشجار المتبقية، مؤكدين أن الزيتونة رمز للصمود والهوية، وأن جذورها ستظل متشابكة مع جذور الفلاح الفلسطيني مهما كثرت الحروب والاعتداءات.

الزيتونة : شاهد على صمود الزمان


الزيتونة ليست مجرد شجرة، بل رمز خالد للحياة والفلاح الفلسطيني. منذ آلاف السنين، ارتبطت بالسلام والخير، وشاهدة على التاريخ، وكل جذع يحكي قصة أجيال من الفلسطينيين الذين نشأوا بين أغصانها، تعلموا الصبر والمثابرة وحماية الأرض والهوية.


في مواجهة الاعتداءات، كل ثمرة زيتون يقطفها الفلاح الفلسطيني هي إعلان صمود وإصرار على البقاء، وكل جذع يُقتلع هو محاولة لطمس الذاكرة الجماعية. الزيتونة هي جسر بين الماضي والحاضر، ورمز للهوية الفلسطينية، والصمود ضد كل أشكال الغطرسة والقهر.

الزيتونة تتكلم : صمود الأرض والفلاح


موسم الزيتون في فلسطين ليس مجرد موسم زراعة، بل مرآة تعكس غطرسة الاحتلال وصمود الفلاح الفلسطيني وتضحياته اليومية.


بين أغصان الزيتون، تتكشف معارك صغيرة لكنها عظيمة، ويستمر الفلاح الفلسطيني في كتابة تاريخ الأرض بعرقه وأمله.


حتى مع الحروب وتراجع الإنتاج، تظل الزيتونة رمزا خالدا للصمود والهوية والحرية، شاهدة على أن الأرض لن تُنتزع طالما هناك من يتمسك بها، وجذور الفلاح الفلسطيني تمتد مع جذور الزيتون، صامدة، متجذرة، ومتمسكة بالحياة والكرامة.

  • – د. منى أبو حمدية – أكاديمية وباحثة

شاهد أيضاً

إفلاس شركة إسرائيلية بعد حظر تركيا التجارة مع “تل أبيب”

شفا – أعلنت شركة إسرائيلية تعمل في مجال الحديد والخردة بمدينة أسدود إفلاسها، إثر قرار …