
أعلم كفلسطيني من هو حيوان أمريكا ، بقلم : بقلم المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها
ينبغي رفع الستار عن الحقيقية لتبدو عارية تماماً، ولذلك أقول: “الأمة العربية والاسلامية بحكامها وشعوبها جارت على الحقيقة وشقّت صدر الإنسانية، فجعلت تاريخ -السابع من أكتوبر- متّشحاً بالمسكوتات، متوقفاً على الكلمات التي جعلت من غزة تتخلّق كجارية ذليلة.
وبسبب متناقضات ومتضادات ومسكوتات وتخاذلات هذه الهِردبّة، غدت غزة مرتعاً زمكانياً يغصّ بأهوال المجازر والإبادات الجماعية التي لا يمكن توصيفها، والتي أشاعها العنف الفاشي الصهيو-أمريكي في الجسد الفلسطيني، وخاض حملاته الممنهجة لمحوه.
أعلم جيداً كفلسطيني.. أنه وفي ظل تمدد حيوان امريكا الذي يسنده معظم حكام العرب والمسلمين، وثلث أركان العالم، أن النكبة والنكسة لم تنتهي، وما زالت مستمرة منذ ثمانون عاماُ وحتى تاريخ السابع من أكتوبر وما بعده أيضاً.
إن حيوان أمريكا يستهدف كل فلسطيني حي يتنفس، بل وقد تجاوز في السابع من أكتوبر حدّ الكلمات والمفردات والقواميس، حيث دفن عبر مخالبه الوسخة السجل المدني لعائلات بأكملها، ومزّق عبر أنيابه القذرة أكثر من 51 الف شهيد -معظمهم أجنّة وخدّج ورضّع وأطفال ونساء- وأكثر من 100ألف جريح ويزيدون، واستهدف العقول والأصوات والأجساد، وقضى على الحياة ومعناها، وكأنه يريد أن ينتقم من الحياة بذاتها!!
ولقد كان كل ذلك وسط وجم عربي اسلامي مذل ومهين ومعيب وحقير، ولا أستطيع استيعاب هذا الصمت المخزي والتخاذل العجيب الى هذه اللحظة؟! فكيف لأمة يصل تعدادها الى أكثر من 2 مليار مسلم أن تقف مكتوفة الأيادي، تشاهد كل ما يجري دون حراك حقيقي!!
إنه واجبي ككاتب ومفكر فلسطيني أن أقول:
إن حيوان أمريكا يصر على قتل الكلمة، وأنا أصر على ايصالها للعالم، وهذا واجب علي، وليست بطولة مني، أو لطلب شهرة، أو وصول، أو لمنصب، أو لإسم، أو لأي لعاعة تافهة من لعاعات هذه الدنيا الحقيرة، فقط لأني فلسطيني وأعيش في كنفها.. كان لزاماً علي أن أوصل صوت غزة والكل الفلسطيني.
إني أقف بإيمان بربي، وثبات راسخ بقضيتي ووطني وهويتي، وأقول: “إن حرفي وقلمي يجب أن يكون له مَحلّاً ومَوقعاً للمقاومة بجانب غزة والكل فلسطين، لأن النضال الفلسطيني هو جمعي لا يقتصر على الرصاصة فقط، وإنما على الكلمة، ولأن الله سيسألني عن ذلك، وسأظل أكتب وأكتب وأكتب حتى يأتي أمر الله، وتخرج الرصاصة التي تفتك بحيوان أمريكا”.