7:43 مساءً / 20 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

جدوى الكتابة ..، ولماذا نكتب ؟ ، بقلم : محمد علوش

جدوى الكتابة.. ولماذا نكتب؟ ، بقلم : محمد علوش

أحياناً، أشعر أن الكتابة ترهقني أكثر مما تنقذني.


أكتب كمن يضع يده في جرح قديم، يعرف أنه لن يندمل، لكنه يخاف أن ينساه إن تركه يهدأ.


ما جدوى الكتابة إذن؟ ولماذا نكتب؟ ولمن؟


ربما نكتب لأن الكلام العادي لا يتسع للذي فينا، ولأن الصمت، مهما كان عميقاً، لا يقول الحقيقة كاملة.


نكتب كي نحمي أنفسنا من العطب، وكي لا نصير جزءاً من العدم الثقافي الذي يتسع حولنا بصمتٍ فادح.


نكتب لأننا نرفض أن تكون الحياة مجرّد تكرار بلا معنى، ونكتب كي نمنح الواقع اسمه الحقيقي، وكي نحاسب اللغة على تقصيرها في وصف هذا الخراب الذي نحياه.


لكنني كثيراً ما أفكّر في التوقف.. أتساءل: هل ما نكتبه يصل؟ هل يقرأ أحد؟ هل تبقى الكلمة بعد أن تُقال؟


أحياناً أشعر أن الكلمات تموت وهي في طريقها إلى الناس، كطيور فقدت البوصلة، ومع ذلك، لا أستطيع أن أتخلّى عن الكتابة، لأنها ليست مهنة ولا هواية، بل قدرٌ نحمله كما يحمل البحر موجه.


نكتب لا لأننا نملك الأجوبة، بل لأننا نخاف من الصمت حين يصبح شريكاً للزيف، ونكتب لأن الكتابة آخر ما تبقّى من الصدق في زمن فقد ملامحه، ولأننا نحتاج أن نتذكّر أننا ما زلنا أحياء، وأن اللغة، مهما انكسرت، يمكنها أن تضيء.


إن التوقف عن الكتابة يشبه إعلان استسلام ثقافي، ونحن في زمن أحوج ما يكون إلى من يكتب بضمير حيّ ولغة نقيّة، تعيد للروح إيقاعها، وللوجدان احترامه، لذلك أكتب.. لا لأنني متفائل، بل لأن الكتابة نفسها هي فعل مقاومة ضد هذا الخراب الذي يسمّونه واقعاً.

شاهد أيضاً

إسرائيل : عشرات الآلاف يغادرون والحكومة عاجزة

إسرائيل : عشرات الآلاف يغادرون والحكومة عاجزة

شفا – كشف تقرير خاص صادر عن مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست عن أرقام مقلقة …