10:35 مساءً / 13 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

بيدو تضيء آفاق التعاون الصيني – العربي ، بقلم : تيان جيانينغ

بيدو تضيء آفاق التعاون الصيني – العربي ، بقلم : تيان جيانينغ


من بين أنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية، يواصل نظام بيدو، الذي طورته الصين بشكل مستقل، إثبات قيمته الفريدة. بعد أكثر من 30 عاما من التطوير، تطور بيدو من التجارب الإقليمية إلى التغطية العالمية، محققا دقة تحديد المواقع بمستوى السنتيمتر وقدرة توقيت بمستوى النانو ثانية، مما يجعله بنية تحتية مكانية-زمانية لا غنى عنها على الصعيد الدولي. ومع انتشار تطبيقاته، لم يعد بيدو جزءا من حياة الصينيين اليومية فحسب، بل تحول أيضا إلى منصة للتعاون الدولي.

اللافت أن الدول العربية باتت تؤدي دورا متزايد الأهمية في هذه المسيرة. ففي الدورة الخامسة لمنتدى التعاون الصيني العربي لبيدو، الذي استضافته مدينة تشوتشو بمقاطعة هونان، عرضت نماذج عملية لكيفية تسخير بيدو في خدمة التنمية بالمنطقة العربية. ففي مصر ساعدت الآلات الزراعية المجهزة بنظام بيدو على رفع إنتاجية القمح بأكثر من 40%، بينما حققت الإمارات والسعودية زيادة في الإنتاج الزراعي بنسبة 15% بفضل أنظمة الري الذكية، أما في ميناء دبي فانخفض زمن دوران الحاويات بمقدار الثلث. هذه الأرقام تؤكد كيف يمكن لتقنية عالمية مشتركة أن تندمج بفعالية مع أولويات التنمية المحلية.

ولا تقف أهمية التعاون الصيني-العربي عند حدود هذه التطبيقات. فبالنسبة للدول العربية التي تسعى إلى تنويع اقتصاداتها وتسريع التحول الرقمي، يقدم بيدو خيارا استراتيجيا جديدا. فهو لا يضمن خدمات دقيقة في النقل والطاقة والزراعة فقط، بل يتكامل أيضا مع الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ليتيح آفاقا واسعة في مجالات المدن الذكية واقتصاد الطيران المنخفض الارتفاع وإدارة الكوارث. ولهذا شدد خبراء خلال المنتدى على ضرورة الانتقال من الاستخدام المباشر للتقنية إلى البحث المشترك، وتدريب الكفاءات، وبناء منصات تعاون، بما يجعل نظام بيدو إنجازا مشتركا بين الصين والدول العربية.

ومن منظور أوسع، يعكس تطور بيدو اتجاها عالميا جديدا في التعاون العلمي والتقني. فالشراكة بين الصين والدول العربية تقوم على التكامل وتحقيق المصالح المتبادلة، لا على التبعية. إذ تمتلك الدول العربية موارد طبيعية ضخمة وإمكانات سوقية هائلة، بينما طورت الصين منظومة متكاملة في الملاحة عبر الأقمار الصناعية وسلاسلها الصناعية. والجمع بين هذه المزايا يسهم في تعزيز استدامة الزراعة والطاقة بالمنطقة العربية، ويوفر في الوقت نفسه منصة جديدة لانفتاح بيدو على الساحة الدولية.


غير أن الطريق لا يخلو من تحديات، مثل توحيد المعايير وحماية البيانات وبناء منظومة بيئية متكاملة.

ومع ذلك، فإن ما تحقق حتى الآن يؤكد أن الطرفين أسسا آليات تعاون مستقرة، وأن انعقاد المنتدى بشكل دوري بحد ذاته إشارة قوية إلى الإرادة المشتركة.

وكما قال أحد المشاركين العرب: بيدو ليس مجرد نظام ملاحة، بل جسر للتواصل والتكامل بين الأمم.


ويجسد المثل العربي القائل “إذا اردت ان تصل سريعا فاذهب وحدك، وإذا اردت ان تذهب بعيدا فاذهب مع الجماعة” حقيقة مسيرة بيدو. فقد تمكنت الصين بالاعتماد على الابتكار المستقل من تجاوز مرحلة “الصالح للاستخدام” إلى “السهل والفعّال”، بينما يفتح التعاون مع الدول العربية أمام بيدو آفاقا أوسع.

ومن منظور عربي، فإن الانضمام إلى بيدو لا يمثل خيارا تقنيا فقط، بل فرصة لتعزيز مسيرة التحديث، وتحسين الحوكمة، وتطوير معيشة الشعوب. ومع توسع التطبيقات، قد يصبح بيدو جسرا حضاريا يربط بين الصين والعالم العربي، ودعامة للتعاون القائم على المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة.

(ملاحظة) اقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة

شاهد أيضاً

طائرة أردوغان حلقت فوق شرم الشيخ حتى إلغاء زيارة نتنياهو

طائرة أردوغان حلقت فوق شرم الشيخ حتى إلغاء زيارة نتنياهو

شفا – كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقيت تحلق …