10:34 مساءً / 9 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

من نصف المجتمع إلى التنمية الشاملة ، إجابة الصين على مسيرة تقدم و تطور قضية المرأة ، بقلم : ريماس الصينية

من المقرر أن يعقد اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة لعام 2025 في العاصمة الصينية بكين، هو خطوة تعكس اعتراف المجتمع الدولي بالإنجازات الكبيرة التي حققتها الصين في مجال تنمية قضية المرأة. فمنذ عقد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني بعام 2012 ، شهدت قضية المرأة في الصين قفزة تاريخية، حيث انتقلت أكثر من 690 مليون امرأة إلى مرحلة الازدهار الشامل، لتشق الصين طريقا مميزا ذا خصائص صينية لتنمية قضية المرأة.


لقد كان تطور قضية المرأة في الصين ثمرة للاهتمام والدعم غير المسبوقين من الحزب والدولة. فقد أسهم تطوير الإطار القانوني الشامل في بناء جدار صلب لحماية حقوق المرأة، بدءا من إصدار القانون المدني الأول في تاريخ البلاد، وسن قانون مكافحة العنف الأسري، وتعديل قانون حماية حقوق المرأة بشكل شامل، إلى جانب تحديث قوانين أخرى مثل قانون العقوبات وقانون عقود الأراضي الزراعية.


كما تم إنشاء آلية تقييم المساواة بين الجنسين في القوانين والسياسات على المستويين الوطني والمحلي، لضمان إدماج مفهوم المساواة في كل مراحل صياغة السياسات. وبفضل هذه المنظومة المؤسسية، لم تعد حماية حقوق المرأة مجرد شعارات، بل تحولت إلى مواد قانونية وإجراءات عملية ملموسة.


ارتفعت مؤشرات الشعور بالرضا والسعادة والأمن لدى النساء في الصين إلى مستويات غير مسبوقة. ففي مجال الصحة، بلغ متوسط العمر المتوقع للنساء 80.9 عاما، بزيادة قدرها 3.5 سنوات مقارنة بعام 2010، وارتفعت نسبة المتابعة الصحية للأمهات الحوامل إلى 94.9%، وانخفض معدل وفيات الأمهات حاليا بنسبة 41.6% مقارنة بعام 2012. ونتيجة لذلك، صنفت منظمة الصحة العالمية الصين ضمن الدول ذات الأداء العالي في صحة الأم والطفل.


أما في مجال التعليم، فقد أزيلت الفجوة بين الجنسين تقريبا في التعليم الأساسي، وأصبحت النساء يشكلن 50.76% من طلبة الجامعات. كما فتحت مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات آفاقا واسعة للفتيات، لتصبح المعرفة والتعليم القوة الأولى التي تدفع النساء نحو النجاح والتألق.


وفي مجال الضمان الاجتماعي، تحقق تغطية شاملة في أنظمة التأمين الصحي والتقاعدي، حيث تمثل النساء أكثر من 48% من مجموع المستفيدين. أما اشتراك النساء في التأمين ضد البطالة وإصابات العمل فقد تضاعف ليبلغ 1.7 و1.6 مرة مقارنة بعام 2012.


تلعب النساء في الصين المعاصرة دورا متزايد الأهمية في مختلف المجالات. ففي مسيرة التنمية عالية الجودة، تشكل النساء 43% من القوى العاملة، و45.8% من الباحثين في العلوم والتكنولوجيا، وثلث العاملين في مجالات الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية والبث المباشر. ومن صناعة الطائرات المحلية إلى التكنولوجيا الحيوية، ومن استكشاف أعماق البحار إلى الذكاء الاصطناعي، يسطع بريق المرأة الصينية في كل مجالات .


أما على الصعيد السياسي، فقد بلغت نسبة النساء في المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي والمؤتمر الوطني العشرين للحزب أعلى مستوياتها في التاريخ. وفي الإدارة القاعدية، تمثل النساء 54.3% من لجان الأحياء و26.1% من لجان القرى، بزيادة ملحوظة مقارنة بعام 2012، مما يجسد أوسع وأصدق ممارسة ديمقراطية على أرض الواقع.


وفي المجال الثقافي، تزدهر المواهب النسائية أيضا، إذ تشكل النساء 45.2% من المشاركات في مشاريع المواهب الثقافية الوطنية، وربع حاملي التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني. وتنتشر في المدن والقرى أكثر من 430 ألف مجلس نسائي محلي و7 ملايين عضوة في اتحادات النساء، و24 مليون متطوعة من “الورود النسائية”، ليصبحن قوة أساسية في إدارة شؤون المجتمع المحلي.


في العصر الجديد، تلتزم الصين بمفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية وتشارك بعمق في الحوكمة العالمية لقضية المرأة. فقد أنشأت بالتعاون مع الأمم المتحدة جائزة تعليم الفتيات والنساء، واستضافت اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة، موسعة دائرة “أصدقاء التعاون النسوي”.


وتحتفظ الصين بعلاقات ودية مع أكثر من 140 دولة و420 منظمة نسائية، ونفذت مشاريع تمكين تزيد قيمتها عن 40 مليون دولار أمريكي في أكثر من 20 دولة، وساهمت في تدريب أكثر من 200 ألف امرأة من 180 دولة ومنطقة حول العالم.


كما أرسلت الصين أكثر من 1200 امرأة من أفراد قوات حفظ السلام للمشاركة في مهام الأمم المتحدة، ونظمت تدريبات متخصصة حول التغير المناخي، وقدمت المساعدات الإنسانية للنساء والأطفال في مناطق النزاعات والكوارث، لتبرز التزامها الصادق بتحمل المسؤولية الدولية.


من نصف المجتمع إلى التنمية الشاملة، تكتب الصين فصلا جديدا ومجيدا في مسيرة تنمية قضية المرأة في العصر الحديث، مسار يجمع بين مساهمات المرأة وحماية القيم الأسرية، وبين صون الحقوق النسائية وتعزيز الانسجام الاجتماعي.


إن اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة لعام 2025 سيكون منصة هامة لتقاسم التجارب وتعميق التعاون بين الصين ودول العالم. وبالحوار الحضاري والتعاون العملي، يمكن لكل دولة أن تجد طريقها الخاص لتنمية قضية المرأة بما يتناسب مع واقعها، لتفتح بذلك صفحة جديدة لمستقبل أكثر إشراقا لقضية المرأة في العالم..

شاهد أيضاً

فرنسا : تسارع الاستيطان الإسرائيلي تهديد وجودي لدولة فلسطينية

شفا – أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أن تسارع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة …