
نسيم قبها يكتب .. ” وكالة شفا ” مهنيتها ترفض “التضليل الإعلامي” وتتبنى “الوضوح المنهجي”
مهنية شفا : حين تصبح الشفافية سلاحًا في معركة المصداقية
في عصر التدفق الإخباري السريع، حيث تتصارع الروايات وتتزاحم الأخبار، تبرز مهنية وكالة شفا كحصن منيع في وجه العواصف المعلوماتية. لم تعد الشفافية مجرد خيار أخلاقي، بل أصبحت استراتيجية وجودية وعلامة فارقة في سباق البقاء الإعلامي.
مهنية الوكالة: بين السبق الصحفي والمسؤولية المجتمعية
تتجلى مهنية شفا في ذلك التوازن الدقيق بين السبق الصحفي والمسؤولية المجتمعية. فهي لا تسعى فقط لكسر الأخبار أولاً، بل تتحرى الدقة في تناقل المعلومة. إنها تلك الحرفية التي ترفض “الإثارة الإعلامية” الزائفة، وتتمسك بـ”المهنية الموضوعية” كمنهج عمل. فالخبر ليس سلعة عابرة، بل أمانة يُحاسب عليها الإعلامي قبل أن يحاسب عليها المؤسسة.
شفافية الخبر: من المصدر إلى المتلقي
تشكل الشفافية نسيج المصداقية في العمل الإخباري، فهي تبدأ من الإفصاح عن مصادر الخبر وصولاً إلى الاعتراف بالخطأ عند حدوثه. الوكالة المهنية تقدم للقارئ “خريطة طريق” تتبع فيها مسار المعلومة من المنبع إلى المصب. إنها ترفض “التضليل الإعلامي” وتتبنى “الوضوح المنهجي” في صياغة الخبر، معتمدة على “السياق الشفاف” الذي يضع الحدث في إطاره الصحيح دون تحيز أو تلاعب ، وهو شعار شفا العملي.
أدوات الشفافية في مواجهة التضليل
في مواجهة فيض المعلومات المغلوطة، تطورت أدوات الشفافية لتصبح أكثر تعقيداً وإلحاحاً. فالوكالات الرصينة لم تعد تكتفي بنقل الخبر، بل توفر “مرفق الشفافية” الذي يشرح آلية التحقق من المعلومة، وتتبنى “الريبورتاج المتوازن” الذي يعرض وجهات النظر المتعددة، وتستخدم “البيانات السياقية” التي تثري الخبر بخلفياته الضرورية ، ما يعني أن وكالة شفا قفزت فوق كل ذلك بحرفية.
التحدي الرقمي والالتزام بالأخلاقيات
في الزمن الرقمي، حيث تنتشر الأخبار كالنار في الهشيم، تتعرض مهنية الوكالات لاختبارات قاسية. التحدي الأكبر يكمن في الموازنة بين السرعة والدقة، بين جذب الانتباه والحفاظ على المصداقية. الوكالة المهنية هي التي ترفض “السبقية غير المدروسة” وتتبنى “التحرير المسؤول”، معتمدة على “المراجعة المتعددة” و”التحقق المبكر” قبل نشر أي خبر.
الشفافية كاستثمار استراتيجي
أدركت وكالة شفا الرائدة أن الشفافية لم تعد كلفة إضافية، بل استثمار استراتيجي في رأس المال الثقة. ففي بيئة إعلامية مشبعة بالشكوك، تصبح الشفافية فيها ، هي العلامة التجارية الأكثر قيمة. إنها البوصلة التي توجه الجمهور الضائع في محيط المعلومات المتناقضة، والجسر الذي يعيد التواصل بين الإعلام والجمهور على أسس من الثقة المتجددة.
في النهاية، ليست الشفافية شعاراً ترفعه الوكالات، بل هي عهد مع القارئ بأن كل كلمة تنشرها تمر بمرشحات الدقة والموضوعية والمسؤولية. إنها الوعي بأن الخبر سلطة، وأن هذه السلطة تقترن بالمسؤولية لا محالة. شكراً شفا.
نسيم قبها .. اتحاد الكتاب الفلسطيني وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين والإئتلاف التربوي الفلسطيني