
قمرٌ بدويّ ، بقلم : ياسمين عبد السلام هرموش
من رملِها وُلدتْ..
والنارُ تسري في دماها..
ولها ثغرٌ أحمرُ كخمرِ الرمانِ..
يُغوي النسيمَ إذا ابتسمتْ..
وفي نظرتِها قاتلٌ لا يُخطئُ..
وجفنُها رمحٌ مسنونٌ
يشقُّ سكونَ القلبِ إذا لاح..
أما خدُّها فتفاحُ فجرٍ
نضجَ على غصنِ الندى..
عينانِ كوكبتانِ في ليلِ نجدٍ..
إذا نظرتا اهتزَّ الرملُ خجلاً..
وشَعرُها ليلٌ مائلُ النَّجمِ
يسيلُ على الكتفينِ
في ملامحِها فخرُ القبيلة..
وفي خطوتِها زهوُ المهرةِ
حينَ تشقُّ سكونَ الفلاةْ..
صوتُها نايُ الرّعاةِ..
وعطرُها مطرٌ على قلبِ الظمأ..
ولها من الفجرِ وضوحُ الخيلِ
حين تصهلُ في وجهِ الصمتِ…
تسكنُها الصحراءُ
كما تسكنُ القصيدةُ قلبَ الشاعر…
ويتهادى من صوتِها نَسيمُ عنترةَ
حينَ قال:
“وأغضُّ طرفي إن بدتْ لي عبلةٌ…”
ياسمين عبد السلام هرموش
اللوحة بريشة الرسام Ahmed Eissa