
الانهزاميّين من المفهوم الى الثقافة ، بقلم : المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها
هناك من يعتبر السابع من أكتوبر هزيمة، وهما صنفان، الأول من يقول “احنا انهزمنا”، هو أعلن انهزامه وفسخ نفسه من التاريخ، وهو حر برأيه وبنفسه، وهو اختار أن يكون مهزوم.
ولكن المشكلة هي في الصنف الثاني “من يكرر مفهوم الانهزام” في المجالس وعلى والشاشات، وفي الندوات والمحاضرات، وهذا الصنف هو فعليا أصبح يروّج للهزيمة، وهذا تعدى مسألة الفرد الى المجتمع، يعني نحن نتحدث عن “ثقافة”، الذي يكرر مسألة “أننا انهزمنا” هو يروّج الى ثقافة الهزيمة، وهو بطريقة أو بأخرى يبث سياسة انهزامية.
وهناك من يعتبر السابع من أكتوبر نصر، وهما صنفان أيضاً، الأول من يقول “إحنا منتصرين باذن الله تعالى”، هوعقد صفقة مع ربه أنه منصور باذنه سبحانه، على الاقل في قلبه لم يهزم، ولو انهار كل العالم من حوله.
والأعظم منهم هو الصنف الثاني، “من يبث ثقافة النصر”، لأنه يكرر ويذكر الجميع بوعد الله سبحانه لنا، ففلسطين هي الوردة التي يسعى إليها هذا العدو لقطفها، وهو لن يرميك بالأزهار بالمناسبة! بل سيرميك بالقنابل والمتفجرات و”بالإف 16” من أجل الحصول عليها! ولن تعود إلا بالجهاد والتضحيات، والآن أهلنا في غزة ينوبون عنك وعني وعن العالم بأسره بتقديم قوافل الشهداء جزءاً من مهرها.
قد لا نتفق في الرأي مع ثلة من اخواننا، ان كانوا من العامة والسياسيين والمسؤولين والمثقفين والاعلاميين حول جوانب عديدة في عملية السابع من أكتوبر، لكن لا يمكن أن نختلف أن السابع من أكتوبر كان محطة فاصلة في تاريخ هذا الكوكب الأزرق، فلا يمكن أن نغفل أن الكلمة حجمت الفحل الصهيوني في هذا التاريخ، مما أدى إلى سقوطه إعلامياً ودبلوماسياً وأخلاقياً وانسانياً حول العالم، فغدا منبوذاً ومكروها وغير مرحباً به في معظم أقطار العالم.
وأحب أن أختم في هذه الكلمات:
إن المقاومة هي تعبير أحرار العالم بالرفض لهذا لحيوان أمريكا، سواء كان بالتظاهر والمسيرات، أو بمقاطعة المنتجات الصهيونية ومن يدعمها، أو بالندوات والمحاضرات، أو بالفلكلور والغناء، أو بالرسم، أو بالفكر، أو بالقلم، أو بأي أداة يجيدها هذا المقاوم الحر حتى لو كانت كلمة، ولكن في نهاية المئال ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.