رفرفة الوطن ، بقلم : سماحه حسون

رفرفة الوطن ، بقلم : سماحه حسون

“الجزء الأول “

يا علمي فوق القلوب والوجوه متجلِّي
وفي صمت الليل الطويل، فوق الألم يتجلّى

يا نبض الأرض بين أحضان الأجدادِ **
وفيك الحنين يرقص، وفيك الأمل يتجلّى

أرفعك فوق الركام والجراحِ **
تُعلِمنا أن الحرية رغم الظلام لا تُنسى

ترفرف.. تحملنا فوق الأسوارِ **
وتخبرنا أن الوطن لنا، والدمع لنا، والأحلام لنا

يا علمي.. أنتَ صرخةُ الغائبين في صمتهم **
وأنتَ الوعدُ بأن الأرض لن تموت مهما طال الليل

أقف أمامك قلبًا، روحًا، وعينًا **
أعدك أن نبقى نرفعك حيث الحياة تتجدد وتتجلّى

“الجزء الثاني “

مقال شعوري وواقعي

يوم رفع العلم الفلسطيني ليس مجرد يوم على التقويم، بل هو لقاء بين الحلم والواقع، بين الألم والحنين، بين الصبر والصمود. في ذلك اليوم، تتوقف الشوارع لتهتم لكل رفرفة، لكل لون، لكل نفس يرفع العلم.

ترى في الأطفال عيونًا تنير بالمستقبل، وفي الشيوخ يلمع الماضي، وفي الشابات والشبان نبض حاضرٍ يرفض النسيان. كل رفرفة للعلم هي شهادة على أن الأرض لم تُنس، وأن كل دمعة وحكاية وفقدان، تتحول إلى قوة وصمود.

رفع العلم هو فعل حياة: إعلان أننا ما زلنا هنا، أن الحرية ستبقى في قلوبنا، وأن الوطن حاضر في كل خطوة وكل نفس. إنه وعد للأجيال القادمة أن الحلم الفلسطيني سيبقى حيًّا مهما طال الظلام، مهما حاول الزمن أن يمحو الذكرى.

الجزء الثالث: قصة حقيقية وشعورية

كان يوم رفع العلم، والهواء محمّل برائحة التراب والريح والحنين. الساحة أمام المدرسة القديمة امتلأت بصمتٍ يحوي آلاف الكلمات غير المنطوقة، وأصوات القلوب المترقبة.

وقفت بين الأطفال، أرى أعينهم تتلألأ بالدهشة والفضول، وأحسست أن كل نفس منهم يحمل جزءًا من الوطن في قلبه. عندما رفع المعلم العلم الفلسطيني على العمود، ارتفعت أصوات الحضور في صمتٍ مشبع بالفخر والخوف معًا.

رأيت جدتي تقف على حافة الساحة، عيناها تلمعان بدمع لم يُذرف بعد، قالت: “هذا حلمنا.. أرضنا لا تموت مع الرياح.” شعرت أن رفرفة العلم كانت أكثر من حركة قماش، كانت نبض الأرض في قلب كل واحد منا، كانت صوت الروح الفلسطينية التي لا تُقهر.

في تلك اللحظة، فهمت أن رفع العلم ليس مجرد رمز، بل حياة تُعاش، ذكرى تُخلّد، وأمل يُرسم على وجه كل طفل وشاب وشيوخ الأرض. كل رفرفة كانت رسالة، وكل نفس كان شاهداً على أن الوطن سيبقى حيًّا فينا، وأن الصمود سيظل لغتنا، والحرية نبضنا.