1:37 مساءً / 18 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

أسطول الصمود .. رسالة الحرية والأمل إلى غزة ، بقلم : محمد علوش

أسطول الصمود.. رسالة الحرية والأمل إلى غزة ، بقلم : محمد علوش

يتجه «أسطول الصمود» نحو غزة قادماً من جزيرة كريت اليونانية، في رحلة تاريخية تحمل في طياتها معنى المقاومة وعمق التضامن الإنساني. فعشرات السفن ومئات الناشطين من أكثر من خمس وأربعين دولة يتحدون الحصار الذي دام 723 يوماً، حاملين معهم صرخة العالم المقهور بالظلم، ورسالة مفادها أن غزة لن تكون وحيدة في مواجهة آلة الاحتلال.


انطلاق الأسطول من كريت يعيد إلى الذاكرة «شعوب البحر» الذين سكنوا جنوب البلاد منذ آلاف السنين، من غزة إلى يافا، فاندمجوا مع الكنعانيين مكتسبين لغتهم وأديانهم، ومنحوا البلاد اسم فلسطين، تاركين بصمة خالدة في التاريخ، واليوم، يحمل الأسطول روح هؤلاء القدماء، ويرسم خطاً بين الماضي والحاضر، وبين الأرض المغتصبة والمقاومة المستمرة.


تحمل السفن رموزاً شجاعة: «ألف مادلين نحو غزة» تخليداً للشابة الفلسطينية صيادة السمك، نموذجاً للصمود والمثابرة؛ وسفينة «حنظلة» النرويجية، التي تحمل روح ناجي العلي في مواجهة الظلم؛ وسفينة «عمر المختار» الليبية، أيقونة مقاومة الاستعمار والفاشية، وهذه الأسماء ليست مجرد كلمات، بل شعلة أمل لكل غزة ولكل فلسطين، ورسالة بأن الحق والكرامة لا يختزلان في الحدود ولا في الجغرافيا.


على بعد 825 كيلومتراً من شواطئ غزة، يذكّر الأسطول سكان القطاع بأن العالم لم ينسهم، وأن المبادرة، التي تجمع بين «الحركة العالمية نحو غزة» و«تحالف أسطول الحرية» و«أسطول الصمود المغاربي» و«صمود نوسانتارا»، تعكس إرادة جماعية لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في الحرية والعيش الكريم.


تتعامل إسرائيل مع المبادرة باعتبارها تحدياً وجودياً، لكنها في الواقع مواجهة للقوانين الاستعمارية والاحتلالية التي فرضت على المنطقة قانون الغابة بدعم من حليفتها الكبرى، وتحضيرات إسرائيل لمهاجمة الأسطول، من مصادرة السفن إلى سجن النشطاء، ومن التدريبات القتالية إلى الهجمات بطائرات مسيرة، تؤكد حجم التهديد الذي تشكله هذه المبادرة الإنسانية على الاحتلال، وحجم الصراع الذي يمكن أن تفتحه إرادة الشعوب المتحدة ضد الظلم.


تجاوب المجتمع الدولي جاء سريعاً وغير مسبوق؛ فإيطاليا أرسلت فرقاطاتها، وإسبانيا أرسلت سفينتها لمرافقة الأسطول، ما يوضح أن العدوان الإسرائيلي لم يعد يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل السلم العالمي كله.
إن أسطول الصمود إذن ليس مجرد رحلة بحرية، بل رسالة تاريخية وسياسية وأدبية في آن واحد، تؤكد أن الإرادة الإنسانية أقوى من الحصار، وأن غزة رمز للكرامة، وأن فلسطين ستظل قضية العدالة والحرية لكل الشعوب التي تؤمن بالحق.


إنها رحلة تضامن تحرّر الأمل، وتعيد للعالم معنى المقاومة، وتجعل من البحر طريقاً للنصر، ومن كل موجة رسالة للحرية التي لا تقهر.

شاهد أيضاً

تقرير : المستوطنون يصعدون ويدفعون في اتجاه تحويل موسم قطاف الزيتون الى مسألة أمنية

تقرير : المستوطنون يصعدون ويدفعون في اتجاه تحويل موسم قطاف الزيتون الى مسألة أمنية

شفا – مديحه الأعرج ، المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان ، بفارغ الصبر …