
الحياة ومعادلة التوازن الإنساني.. بقلم : هدى زوين
الحياة في جوهرها رحلة متقلبة بين الأفراح والأحزان، بين الانتصارات والانكسارات، وبين ما نحلم به وما نعيشه على أرض الواقع. وفي خضم هذه الرحلة، يظل الإنسان يبحث عن معادلة تمنحه التوازن الداخلي؛ ذلك التوازن الذي يحفظ له انسجامه مع ذاته أولاً، ثم مع الآخرين والمجتمع من حوله.
لكن، ما هذه المعادلة؟ وهل يمكن أن تكون ثابتة في عالم متغير؟
الحقيقة أن التوازن الإنساني ليس وصفة جاهزة أو قانوناً رياضياً صارماً، بل هو مزيج من عناصر متداخلة: عقل منظم، روح مطمئنة، قلب نابض بالمعنى، وعلاقات إنسانية تمنح الحياة دفئها وقيمتها.
العقل وحده، مهما بلغ من الحكمة، لا يكفي لصنع حياة متوازنة؛ لأنه قد يغرق في حسابات باردة وجافة. وفي المقابل، المشاعر وحدها، إذا انفلتت دون وعي، قد تقودنا إلى فوضى. لهذا، يحتاج الإنسان إلى صيغة تجمع بين الفكر والعاطفة، بين الطموح والرضا، وبين الأخذ والعطاء.
إن التوازن الإنساني يعني أن نعمل بجد دون أن نتحول إلى آلات، وأن نعيش مشاعرنا دون أن نستسلم للضعف، وأن نحافظ على علاقاتنا دون أن نفقد ذواتنا. وهو ببساطة أن ندرك أن الحياة لا تُعاش بالسيطرة المطلقة ولا بالاستسلام الكامل، بل بالقدرة على إيجاد مساحة وسطى تمنحنا الثبات في مواجهة العواصف.
يبقى السؤال الذي يستحق التأمل: هل نحن فعلاً نعيش توازننا الخاص، أم أننا ما زلنا نتأرجح بين طرفي الإفراط والتفريط؟
ولعل أجمل ما في هذه المعادلة أنها تختلف من إنسان لآخر، لكنها تلتقي في جوهر واحد: أن نعيش حياةً تحمل معنى، وأن نترك بصمة تجعل وجودنا أكثر من مجرد عبور عابر.